محمد حسين هيثم : الحلاج تتسلل ضوءاً مغتبطاً يرمح بين هلاكٍ وهلاكْ ونساؤك قُرب طواسينكْ يتنشقن دماء ملاكْ ونساؤك قربكَ يرشقنَ الليلةَ بالوردةِ كلَّ مساءاتِ حنينكْ ويلذنَ بماء يقينكْ وقليلاً فقليلاً يرفعن سماكْ المتنبي تلك منازل لم تتنزل من قتبانَ ولم تعبرْ قرب الأيكة في نيسابور تلك منازل كانت من نورْ حاجبها سيف الدولة وأميرتها خولة والمخصيّ بها كافورْ تلك منازل لم تجلس تحت النخلة في سامرّاء ولم ترجع من أقصى الصحراء بسوى رأس المتنبي محشوراً في صرّة جنديٍّ مدحورْ تلك منازل تنأى في وردة هذا المتنبي أو تزهو بين محاريب الحورْ البردوني كيف أشق حنيني بين مرارات الروح وأنت تروح وحواليك ملائكة ينعون سماءك لكنك ترجع كالعادة والفضة حبرك وغناؤك سلسال بين أقاح وبيوت و(العكفة) حول الياقوت والثكنات تنوء بخطوة رجل أعمى ينسى كيف يموت هولاكو مرّ على دجلةَ هولاكو ورمى في النهر رؤوساً لا عدّ لها كتباً لا تحصى وتواريخَ بلادْ فلماذا بعد قرونٍ عاد إلى دجلةَ ثانيةً هولاكو هل نسيَ كتاباً لم يغرقهُ؟ هل ضيّعَ خاتمهُ؟ فأتى ليبعثرَ أشلاء أبي نوّاسْ ويمزِّقَ أحشاء النهرينْ هل قالت عرّافته إن السرّ هنالكَ في قاع ال . . . أينْ؟ فمضى يشطب إيقاعاتِ المدنِ النهريةِ أو يلغي البصرةَ أو ينسف كل هواءٍ في بغدادْ أم أنّ حنيناً شبّ به فأتى ليزلزلَ هذا العالم كي يسمعَ منتشياً ثانيةً صرخاتِ الأولادْ: هولاكو عادْ