الجدة عيشة ... عجوز تدهن الأرض بخطواتها الصلبة، في غسق الفجر، تفتل الطريق بأقدامها الحافية، واشمة التراب المبتلة - بطل الفجر - رسم أصابعها الطويلة وضغط كعبيها القويين، وقبل الآخرين في الغسق، حين يبدأ الصبح ينسجم ملاءته - تأخذ ( قفتها ) وتخرج من دارها لجمع الرطب المتساقط من النخيل - نجدة لأمثالها من عديمي الأملاك - وعند تجميع حفنة ثم حفنة ثم أخرى تهجس ( يا مريم بنت عمران ) وتتوجه إلى لحاف الفضاء الذهبي، تسر لبحر السماء ما يعتلج نفسها ثم تعود لجمع منحة الجذع المقدس . * من مؤلف للكاتبة بعنوان (لأنها) صادر عن مؤسسة العفيف الثقافية.