الجدري : زمن الخصومات العقيمة قد ولّى ويجب البت في التظلمات حتى لا تبقى ذريعة لسماسرة السياسة رئيس اتحاد الغرف التجارية : تحقيق التنمية الحقيقية مرهون بتكاتف كافة الجهود بين العامل ورب العمل والحكومة أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي حرص الحكومة على تنفيذ استراتيجية الأجور من خلال صرف كافة المستحقات وفق المراحل الزمنية، وتنفيذ الإصلاحات الإدراية والمالية تقديراً منها لجهود عمال وعاملات الوطن وجهودهم الكبيرة. وقال، في الاحتفال الذي أقيم أمس بمناسبة عيد العمال العالمي: إن الحكومة إذ تنظر بعين الاعتبار وبالغ الاهتمام لتلك الجهود، لتؤكد تنفيذ قراراتها المتعلقة بصرف كافة مستحقات الإخوة المتقاعدين لاستراتيجية الأجور لما لهاتين الفئيتين (العمال والمتقاعدين) من فضل كبير في بناء الوطن والدفاع عنه وحماية مكتسباته. وأضاف: إن الحكومة ترى بكل صدق أن من واجبها حل قضايا البطالة وإيجاد فرص العمل وذلك من خلال استراتيجية التخفيف من الفقر بكل أشكاله وفي جميع المجالات حتى لا يكون عائقاً للتنمية، بالإضافة إلى تنفيذ شبكة الأمان الاجتماعي. وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية: إن علينا في هذه المناسبة أن نركز على الاهتمام بأطفالنا فلذات أكبادنا الذين يُساء استخدامهم في ميدان العمل ويحرمون من براءة الطفولة وهم بناة المستقبل ورجاله، وهو ما يتطلب معالجة عمالة الأطفال وإيجاد الحلول الناجعة لها حتى نعطي الطفل كرامته كإنسان، وهو ما تحرص الحكومة على تبنيه في أدائها وتنفيذ برامجها في مختلف المجالات المتصلة بالطفولة. وتابع قائلاً: إن العمل الوطني والاهتمام بما نريده لهذا الوطن من تطور وإنجاز ليس مسؤولية الدولة وإنما هو جهد مشترك وشراكة يجب أن تتوثق بين الحكومة والقطاع الخاص والاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، وذلك من خلال تعميق قيم العمل والإنتاج، والقضاء على القيم السلبية المكرسة لقيم الاتكالية والحصول على المنافع المادية والاجتماعية دون جهد أو عمل منتج. واعتبر الدكتور العليمي أن الاحتفال باليوم العالمي للعمال يمثل فرصة للوقوف أمام الجهود الكبيرة التي يبذلها عمال الوطن رجالاً ونساءً، للدفع بعجلة التنمية في اليمن، والتي تقوم عليها مرتكزات التطور والتقدم.. لافتاً إلى أهمية المناسبة التي تأتي متزامنة مع النجاح الكبير الذي حققه عمال اليمن في انعقاد مؤتمرهم التاسع، الذي وقف أمام العديد من القضايا ذات الصلة بتطلعات العمل النقابي والوطني. وأشار إلى أن العمل النقابي في إطار الاتحاد لم يكن منفصلاً عن دور امرأة اليمنية العاملة التي أبلت بلاءا حسنا في هذا المضمار من خلال عملها الدؤوب في مختلف المجالات واحتلالها للمراكز القيادية المتقدمة وهو ما يجعلنا نعتز بدور المرأة اليمنية التي اتاح لها المناخ الديمقراطي حرية العمل والانتاج. وتطرق نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول لدعم أسس الاستقرار في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقال: وبالرغم من الأوضاع الاقتصادية العالمية التي تركت آثاراً سلبية سيئة على الصعيد الدولي وعلى جميع دول العالم ومنها اليمن التي كانت ولا تزال حريصة على تجنب تلك الآثار السلبية التي تمثلت في موجة الغلاء المتصاعد في كل مكان في العالم من خلال ما أصدرته من قرارات ذات صلة بمعيشة المواطن والعمل على منع احتكار السلع من خلال قيام المؤسسة الاقتصادية بتوفير متطلبات المواطن وتسهيل حصوله على المواد الغذائية، وكذا رفع المرتبات بنسبة متساوية لكل الفئات، بالإضافة إلى رفع نسبة الضمان الاجتماعي. وأشاد الدكتور العليمي بتفهم العمال لجهود الحكومة لمعالجة ظاهرة الغلاء وزيادة الأجور ما يعكس إدراك الطبقة العاملة لدورها الوطني في الوقوف، إلى جانب الدولة بحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. ونقل الدكتور العليمي في كلمته إلى الحاضرين تحيات وتهاني فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، ومن خلالهم إلى كافة عمال اليمن بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يأتي حرص اليمن على الاحتفال به تقديراً لدور العامل الفاعل في عملية التنمية. كلمة الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن وكان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن محمد الجدري قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بالحاضرين، ومهنئاً العمال المبرزين والذين يمثلون نماذج للعامل المثابر في مختلف مرافق العمل والإنتاج. وأشار إلى أن أهمية احتفال عمال اليمن بعيدهم تكمن بالتزامن مع الخطوات الرائدة التي تعيشها اليمن والمتمثلة بالقرار الشجاع الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - بشأن انتخاب المحافظين فاتحة لعهد جديد تتجسد به قيم الشراكة الوطنية لحكم الشعب نفسه لنفسه، وبما يؤسس على أرض الواقع لحكم محلي واسع الصلاحيات ترجمة للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية. وتطرق الجدري إلى الحوارات والاتفاات التي أبرمها الاتحاد مع الجهات الحكومية المعنية بحقوق العمال سواء العاملين أم المتقاعدين، وكذا المتعاقدين وما توصل إليه من معالجات بهذا الشأن.. مؤكداً أهمية البت في التظلمات بما فيها حقوق ومطالب المتقاعدين باعتبار ذلك أمراً ضرورياً لإغلاق هذا الملف حتى لا يبقى ذريعة لسماسرة السياسة ذوي المصالح الشخصية. وتناول الصعوبات التي يعانيها العمال نتيجة للغلاء العالمي للأسعار، وقال: انطلاقاً من المسؤولية الوطنية فإن أطراف الإنتاج الثلاث ومنظمات المجتمع المدني مدعوة للبحث عن الحلول من خلال توسيع وتيرة التنمية والإسهام بفاعلية في عملية الاستقرار وجذب الاستثمار والقضاء على الفقر والبطالة وعمالة الأطفال. وأضاف: إن زمن الخصومات الأيدلوجية العقيمة قد ولّى، كما انتهى زمن الارتجال والعفوية، وإن الواقع الجديد يقتضى منا التحلي بقدر كبير من العقلانية واعتماد طرق عمل عصرية تواكب التطور الجاري الذي يشهده الاقتصاد الوطني والمجتمع، وإيجاد شراكة فاعلة مع أطراف الإنتاج وحسم أي تباين أو خلاف عبر الحوار المسؤول على قاعدة لا ضرر ولا ضرار. ولفت رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن إلى أهمية تفعيل د ور المشاريع الصغيرة باعتبارها وسيلة هامة للتخفيف من البطالة ووسيلة لخلق وظائف تدر دخلاً للأسر ويوفر لها مستوى معيشي أفضل.. داعياً - بهذه الصدد - إلى تسهيل شروط منح القروض كي يتسنى توسيع حجم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وأشاد الجدري بالدعم الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - والحكومة للحركة النقابية ودعمها في تطوير وتطبيق خططها وبرامجها. كلمة الاتحاد العام للغرف التجارية من جانبه أكد نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعة خالد طه مصطفى أن الاحتفال السنوي باليوم العالمي للعمال ليس إلا تجسيداً للعطاء المتجدد والإسهام المستمر للعاملين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعبيراً عن امتنان الشعوب بكافة فئاتها لهذا الدور الرائد الذي يقع على أكتاف العمال. وشدد على أن الاحتفال دلالة قوية وهامة على الدور والمعاني التي يوليها مجتمعنا قيادة وشعباً وقطاعاً خاصاً إلى القيمة العظمى للعمل والإنتاج بوصفهما رؤوس حراب متقدمة للتنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي في اليمن.. منوهاً إلى أن العمل والإنتاج هما أعلى قيم هذا العصر ومصدر تقدم ورخاء الشعوب التي تقدس العمل وتعلي مكانته. وأوضح نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعة أن العلاقة بين أطراف العمل الثلاثة «رب العمل والعامل والحكومة» تقوم على مبدأ الشراكة والمصلحة المشتركة من أجل غاية نهائية هي رقي الوطن وتطوره الاقتصادي والاجتماعي.. منوهاً إلى أن العلاقة بين رب العمل والعامل هي متينة ومترابطة، فكلما ازدهر قطاع الأعمال واتسع وتطور، انعكس ذلك على دخل العامل ومستوى معيشته، وبالتالي انعكس على المجتمع ككل عبر توفير المزيد من فرص العمل. داعياً من هذا المنطلق الجميع إلى الإدراك الواعي بأهمية ازدهار قطاع الأعمال وتوفير المناخ والبيئة الداعمة على كافة المستويات التشريعية والإدارية والمؤسسة والمادية. وأضاف: إن ما يشهده العالم من تحديات وتغيرات تمثلت في تحرير الأسواق وتزايد المنافسة والعولمة، وما تسعى له اليمن من مواكبة لتلك المتغيرات يحتم على الجميع تكثيف الجهود وتوحيد الطاقات لمواجهتها.. لافتاً إلى ما يقوم به الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية من جهد لرفع قدرات ومهارات العمال اليمنيين. وحث كافة الأطراف على الاهتمام بالتدريب والتأهيل عبر استراتيجية وسياسات واضحة من شأنها النهوض بأداء الاقتصاد اليمني والدفع به في عالم شديد التنافسية. وأشار إلى ما تمتلكه اليمن من مزايا تؤهلها للعب دور أكبر إقليمياً ودولياً، من خلال الاستفادة من مواردها البشرية وثرواتها الطبيعية وموقعها المتميز، وتحسين المناخ الاستثماري والبنية التحتية وإنشاء المناطق الصناعية، والاهتمام بالتعليم الفني والتدريب المهني والتقني. وحيا - في ختام كلمته - الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والحكومة في مجال الإصلاح المالي والإداري من أجل تحسين البيئة الاستثمارية وتذليل كافة الصعوبات أمام المستثمرين.. مؤكداً أن تحقيق التنمية الحقيقية مرهون بتكاتف كافة الجهود بين أطراف الإنتاج الثلاثة. كلمة الشئون الاجتماعية إلى ذلك أشار وكيل أول وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبده محمد الحكيمي إلى أهمية إحياء ذكرى عيد العمال ابتهاجاً بمقامهم السامي ودورهم المشرف في وضع وتصميم لبنات البيت اليمني الذي كان أساساً لبناء الحضارات العربية بكل مقوماتها. وخاطب العمال قائلاً: أيها العمال.. بسواعدكم الفتية تحققت المآرب ورسمت الأهداف، ومن سمرة وجوهكم استشفت الأرض خصوبة تربتها وعانق الاخضرار سمو سحابها.. لافتاً إلى ما توليه القيادة السياسية من اهتمام بالعمال عرفاناً وتقديراً لأدوارهم الرائعة في بناء الوطن.. معتبراً هذا التكريم دليلاً ساطعاً للاعتراف بالجميل الذي صاغه وصنعه العامل سواء كان في الأرض أم المصنع أم الإدارة أو القيادة. وأشار الحكيمي إلى أن هذا الحفل يكتسب أهمية خاصة كونه يتزامن مع التحضيرات الجارية لانتخابات المحافظين، والذي يعد مكسباً جديداً ينضم إلى المكاسب الوطنية السابقة. تكريم المبرزين وفي الحفل، الذي حضره أمين عام المجلس المحلي في أمانة العاصمة، أمين جمعان، وعدد من المسؤولين وقيادات المؤسسات والنقابات، تم تكريم المبرزين من العمال والعاملات في مرافق العمل والإنتاج في القطاعين الحكومي والخاص وكذا المختلط.