خطوات جادة تقوم بها الدولة والحكومة باتجاه تطوير القطاع الزراعي باعتباره أهم الموارد الاقتصادية لبلادنا ، وذلك من خلال الخطط والبرامج التنموية التي اعتمدت في هذا المجال وخاصة دولة الوحدة التي أولت القطاع الزراعي جل اهتمامها. (الجمهورية) استطلعت في محافظة أبين واقع النشاط الزراعي والتنموي بالمحافظة من خلال حديث أجريناه مع الأخ الدكتور خضر بلم عطروش ، مدير عام مكتب الزراعة والري ومحطة الأبحاث الزراعية بمحافظة أبين . واقع التنمية الزراعية من دون أدنى شك شهد قطاع الزراعة في محافظة أبين خطوات إيجابية تبشر بالخير مقارنة بما ساد الواقع الزراعي من ركود قبل الوحدة نتيجة السياسات الخاطئة التي كانت تضعها الأجهزة الزراعية في ظل النظام الشمولي السابق ولكن بفضل دولة الوحدة واهتمام الرئيس القائد شهدت محافظة أبين خلال السنوات الماضية عدداً من المشاريع الزراعية والإنمائية في هذا المجال أهمها مشروع فخامة الرئيس القائد الذي وضع اتجاهاته شخصياً والمتمثل بمشروع سد حسان الاستراتيجي والذي تموله بموجب قرض دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصندوق أبوظبي للتنمية بتكلفة بلغت (257.5) مليون درهم أي ما يعادل (70) مليون ريال. يضاف إليه تمويل محلي بقيمة (25) مليون دولار ويشمل السد على عدد من المكونات الأساسية مثل الحواجز التحويلية وقنوات الري الرئيسية ومنشآت التحكم بمسار المياه .. وبالفعل هذا مشروع حيوي سوف يعيد الحياة إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي حرمت المياه منذ سنوات لعدم وصول مياه وادي حسان الذي يعد من أكبر الأودية التي تتميز بتدفق مياه السيول الكبيرة والتي غالباً ما تذهب مياهه إلى البحر لعدم تحمل الحواجز الترابية حجم تدفقاته وهو أيضاً مجال لإعادة الحياة إلى الناس باعتبار غالبية المجتمع بالمحافظة منخرطين بالعمل الزراعي والسمكي بما يقارب %70 منهم وانجاز هذا المشروع سوف يكون مصدراً حيوياً للتنمية الزراعية فأراضي محافظة أبين تتمتع بمزايا وتضاريس مناخية متنوعة بالإضافة إلى خصوبة تربتها. وهناك اتجاهات أخرى في مجال دعم القيادة السياسية للقطاع الزراعي في مجال الجسور الصغيرة والحواجز المائية التي ستعزز التعامل مع العمل الزراعي وتنظيم حركة مياه السيول الى أراضي وحقول المزارعين. أهم المحافظات الزراعية ويواصل الدكتور خضر بلم حديثه عن الواقع الزراعي بأبين ويشير إلى أن محافظة أبين واحدة من أهم محافظات الجمهورية اليمنية من حيث الاهتمام بالثروة الحيوانية من أغنام وماعز وأبقار وجمال وغيرها وهي بذلك تشتهر بجودة لحوم حيواناتها المميزة نتيجة جودة المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها هذه الحيوانات وتشير الاحصاءات لعام 2006م إلى أن أعداد الحيوانات التي يمتلكها إلمواطنون بالمحافظة إلى (506560) ضأناً (818335) ماعزاً (22794) بقرة (2018) من الأبل وهذه الثروة الحيوانية قابلة للزيادة ولكن نتيجة نقص التغذية والمياه في بعض المواسم نتيجة لشحة في الأمطار في بعض المواسم أدى أيضاً لشحة تدفق السيول كما يعاني مزارعو الحيوانات من قلة وانعدام النشاط الصحي البيطري على الرغم من توفر إدارة خاصة للثروة الحيوانية وهذا الأمر موضع اهتمامنا ومعالجة الأوضاع الزراعية بالمشاريع وتحسين الأوضاع الخاصة بالمرافق والادارات التخصصية سوف يحول دون وجود هذه المشكلات. كما تنتشر بالمحافظة عملية تربية النحل في مختلف المناطق الزراعية حيث تتميز المحافظة بالمراعي الطبيعية للنحل والتي يستخدمها النحالون من أبناء المحافظة وغيرها من المحافظات وقد توسع مجال تربية النحل من قبل المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود ، حيث تشير الاحصاءات المتوفرة لدينا أن عدد خلايا النحل بالمحافظة تصل إلى حوالي (225950) خلية تنتج نحو (316325) طناً من العسل وهناك برنامج وأنشطة مختلفة تنفذها في هذا المجال عدد من منظمات المجتمع المدني في مجال تدريب النحالين في إدارة المناحل وانتاج العسل وتوجد وحدة لبحوث النحل في محطة أبحاث الكود تهتم بالابحاث والدراسات الهادفة إلى تربية النحل وانتاج العسل. نشاط الإنتاج الزراعي وعن نشاط مكتب الزراعة والري في محافظة أبين وطبيعة المهام التي يقوم بها أوضح الأخ مدير مكتب الزراعة أن المكتب يعتبر الجهة المسؤولة عن النشاط الانتاجي الزراعي أن المكتب يعتبر الجهة المسؤولة عن النشاط الانتاجي الزراعي بالمحافظة والذي يعمل فيه من القوى الوظيفية والادارية على مستوى ديوان المكتب (181) موظفاً من مختلف المستويات الجامعية والمهنية والعامة كما يتبع المكتب عدد من الفروع في المديريات وعدد من الإدارات الفرعية الذي يصل القوى الوظيفية التابعة للمكتب بالمحافظة فيها (1517) موظفاً وموظفة ،فعلى الرغم من الموارد الزراعية المتاحة بالمحافظة والتي اشرنا إليها في معرض حديثنا السابق إلا أن الجانب الزراعي يعاني جملة من الصعوبات ومع توفر المقومات البشرية إلا أن قطاع الزراعة يعاني ضعفاً في البنية التحتية والبناء المؤسسي لانتشال الوضع الزراعي ليلبي سد الفجوة الغذائية التي تعاني منها المحافظة. وقد تم ادراج هذه المشاريع التي يحتاجها القطاع الزراعي ضمن مصفوفة الاحتياجات التنموية والخدمية لمرافق وقطاعات الدولة بالمحافظة والتي تم رفعها إلى مجلس الوزراء وتم ادراج عدد كبير من مشاريعها وهي عبارة عن مشاريع في مجال السدود والحواجز والمنشآت المائية والبنية المؤسسية ومجمع للتسوق الزراعي ومزرعة خاصة بالشباب وغيرها من المشاريع وصل إجمالي هذه المشاريع إلى نحو (141) مشروعاً موزعة على المديريات كما يلي : على مستوى مركز المحافظة (15) مشروعاً.. ومديرية زنجبار (4) مشاريع .. ومديرية خنفر (16) مشروعاً. أما مديريات لودر فخصص لها (13) مشروعاً ومودية (10) مشاريع والمحفد (13) مشروعاً وأحور (9) مشاريع ورصد (12) مشروعاً وجيشان (12) مشروعاً وسباح (16) مشروعاً وسرار (14) مشروعاً والوضيع (7) مشاريع. اتجاهات النشاط وعن أبرز المشاريع التي تم اعتمادها للقطاع الزراعي بمحافظة أبين يقول مدير عام الزراعة بالمحافظة : - كما أشرت سابقاً إن هناك عدداً من المشاريع التي تم اعتمادها بتمويل من جهات مختلفة أهمها مشروع فخامة الرئيس الخاص بإقامة سد حسان الاستراتيجي بكلفة (257.5) مليون درهم وهناك مشاريع سوف يتم افتتاحها بمناسبة الذكرى ال 18 لقيام الجمهورية اليمنية حيث سيتم افتتاح (7) مشاريع مابين سدود وحواجز ومنشآت مائية أخرى بكلفة اجمالية بلغت مليوناً و(183) ألف و(513) دولاراً. كما سيتم وضع حجر الأساس ل(9) مشاريع بكلفة مليون و(604) آلاف دولار وهذه المشاريع تم تمويلها من عدد من الصناديق الدولية وينفذها مشروع الأشغال العامة بالإضافة إلى عدد من المشاريع المحولة من الميزانية المحلية تبلغ (17) مشروعاً بكلفة قدرت ب(93) مليون ريال ومعظم هذه المشاريع في مجال الحواجز المائية وحماية الأراضي الزراعية والوديات من الانجراف وهي مشاريع مبشرة في إطار التوجه الجديد للحكومة باتجاه الاهتمام بأوضاع القطاع الزراعي وتطوير جوانب نشاطه المختلفة وتعزيز النشاط الزراعي في مجال المحاصيل الغذائية كالقمح والذرة ومختلف الحبوب بالإضافة إلى الاهتمام بمحصول القطن طويل التيلة بالمحافظة.