الإهداء : إلى من أحمل له آيات شكري وتقديري.. إلى الغربي عمران. أجبني إذ سألتك هل حقاً تحبني....؟ أشعل سيجارة وتأوه آهة حرى انطلقت من داخل صدره ، عبرت عن كل الحب الذي يتغلغل ويستعر بداخله ، صمت عبر عن عجزه الكامل إزاء الظروف القاسية التي يعيشها منذ عامين ، منذ أنهى دراسته الجامعية وهو يبحث عن وظيفة شاغرة ولم يجدها ، فقر أسرته كثيرة العدد وحاجتهم الماسة الدائمة إليه ، الغلاء الفاحش في شتى احتياجات الحياة ، كل هذه عوامل تقف حجر عثرة في طريق سعادتهما الأبدية معاً. آهة حرى اطلقت العنان لنيران الحب المختبئة في ثنايا صدره ، جعلته يلتقط يدها ويضمها بين راحتيه ليقبلها في حنان جارف ، شعر بجسدها يهوي بين أحضانه ، ودمعة حارة تنساب خلسة من عينيها تبحث عن يده لتتحسسها ، صوتها يئن بحزن ، ووجهها يختبئ في صدره ، تشبث به وراح يمرر يده على شعرها في حنان. اخطبوط الحيرة يتخبط بداخله ، آلاف الأسئلة تبرز له في تحد وعناد..... ماهو الحب ...؟ كيف تحبها وأنت فقير...؟ من أين لك ثمن الحب....؟ من الذي أعطاك الحق في أن تحب..؟ دارت به دوامة الأسئلة وسرح بخياله يرقب سحب الدخان المنطلق من رئتيه عقب امتصاصه الشره لنيكوتين السيجارة وهي تصعد إلى الفضاء باحثة عن اللاشيء ،ولم يقطع تفكيره سوى حديثها وهي تسأله ... مابال الصمت دائماً هو جوابك ...؟ إن أبي يضغط عليّ ويحاصرني بالأسئلة عن سبب رفضي «لخالد» الشاب الثري الذي لايعيبه شيء ، وأمي تكاد تلتهمني بنظرات الشك القاتلة التي تنطلق من عينيها شرراً يتطاير ، وأنا أعجز عن الرد والتحجج في كل مرة بحجج واهية ، إلى متى سأظل خائفة مترقبة في انتظار قرارك ،إلى متى سأتهرب منهم ومن حصارهم لي بتلك الأسئلة الممجوجة .. إلى متى....؟ انطلق دخان سيجارته يمخر عباب الفضاء غير عابئ بما يدور حوله.