نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كتائب القسام تسلم جثة ضابط صهيوني أسير بغزة للصليب الأحمر    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رحلة يونيو 2015: نصر الجنوب الذي فاجأ التحالف العربي    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    الحراك الجنوبي يثمن إنجاز الأجهزة الأمنية في إحباط أنشطة معادية    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    حزام الأسد: بلاد الحرمين تحولت إلى منصة صهيونية لاستهداف كل من يناصر فلسطين    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما اقرب الأقصى بقلم:عادل علي عبيد
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012


ما اقرب الأقصى
عادل علي عبيد
(( ردوا الحجر من حيث جاء ، فان الشر لا يدفعه إلا الشر ))
الإمام علي (عليه السلام)
وحدة اللقالق
اللقالق تفترش الأعالي
وتبعث أغنية للرحيل
وهناك ..
في الأفق الدامي
ثمة دخان وعيون
كان الطفل يناصف القلق
لكن صوتا في الحلم كان يقول :
إن الغبش الآدمي منتهك لا محالة
فالوحدة نزوع .. والبياض قلوب
ولم نعد أسياد الأفق
فبعد مراكب الفضاء
وقنابل الانشطار
صرنا نبحث عن ملاذ جديد
جيب شيبر *
ساعة ارجيفا تدق
س..ل .. ا .. م ......
والابقونة الحمراء
ترسل إشاراتها الرتيبة
والعربة المتجولة
الموشحة بالخطوط المتداخلة
الرسوم ، والعلكة ، والبوظا ترسل نداء للقلوب
كان يطلق سعاله المتقطع
وعباراته المتحشرجة
ف .. ل .. س .. ط......ي........
ينهض قبل انبلاج الروح
ينبعث من أزقة العتمة
والعلامات المحدودبة السود
شاخصة كالغربان
تعلن عن بدء الجرم
يتلاشى الطيف ..
ويجهر في فيكتوريا امانويل
وكلمات .. :
- يا شيبر ما حال السبعين
- .. لا تلتفت يا شيبر فثمة طيف فلسطي..
وشيبر الكهل
حصان جريح
ينفث دخانه المهاجر
كروحه الباقية
1984
* جيب شيبر : رجل في السبعين ، يجهر بشعاراته رافضا الإبادة الجماعية التي تمارسها السلطات اليهودية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مجسدا ذلك بمانشيتات تحملها عربته المتجولة في شوارع روما .
عودة
القادمون التتار .. الجرد
يقضمون الأحلام الوردية
بعد أن لبسوا اطمار الهزيمة
أسياد الزمن المعتم
قال العراف : إن انكيدو لن بعود
فالأفعى انفردت بعشبة الخلود
فلا تنثروا الورود على المقابر
فاتحو المدن البلورية قد هاجروا بلا عودة
ولم يبق إلا صّناع الأقفال القديمة
الفيلة
صيادو الفيلة
ما عادوا يعبئون بالحناء والطيب
ولن تطربهم أغاني كابور
فهذا عصر العاج والياقوت
وهذا زمن النادي النووي
فبعد مراحل ترويض النمرة
وترغيم الآساد ..
لم يعد الحاوي يحمل نايه السحري
والأفاعي الراقصة في المخابئ المزركشة
تبحث عن جسد رخيص
والمهاتما صار ترنيمة قديمة
ترقص للحكم البالية
والأناشيد الكاسدة
لم تطرب المهراجا
إلى روح إياد مطر
الاباتشي ..
تحمل طلقة الرحمة
ترسم خريطتها على جسد إياد مطر
ترسل كشافاتها الليلية
باحثة عن وردة في الرمال
تحلم بالماء ..
تجوب السهول الفسيحة
وابرهة القديم الجديد يبارك الغرباء
يلوذ بالدم
ويصرخ في حضرة الزيتون الأسير :
لا بد من قتل النشيد
والشجر الملواح يرسل بكاء صامتا
نحو الجزر النائيات
بلا مجيب ..
ووردة الرمال مكسوة بالحزن
ترسل شذى منبجس
نحو السنابل الصفر
والأرض العارية ترسل أنينا
يا إياد .. ستنهض الوهاد قريبا
30- 10- 2001
عناق
عارضتا الهدف لن تلتقيا ..
إلا في زمن التقاء المتوازيين
.. او التقاء الساكنين
لكن الحارس (عوفي) *
قد نسخ ثنائية الضد
لينعم بالدفء الجديد
بعد التقاء العارضتين
* عوفي : اسم حارس احد الملاعب
** الأزرق : عبارة يطلقها أهل الجنوب على مرحلة البرد الشديد في الشتاء
سبات
بعد أن ودع الجمهور المستطيل الأخضر
وبعد أن حظي السكون باستفحاله
زحفت أعقاب السجائر
وعلب البيبسي كولا الفارغة
وتلال حب زهرة الشمس المقلي
على جسد حارس الملعب الأمين
يا حارسنا الأمين ..
لم توقظك هتافات الجماهير
فنم .. نوم العوافي
تصريح
صرح ناطق بلسان البيت الأبيض بما يأتي :
(أخيرا تغاضى مكتب الإدارة الفيدرالية عن الاستقلال الكونفدرالي الذي حققه ملعب (WIMPLY) على الرغم من تحديه السافر بإشهار أربعة أعلام مثلت سيادة التاج الجديدة ) .
مباركة
أخيرا ..
استنفذ الحكم الدولي (روبسن)
كل بطاقات الإنذار الصفر
وفي برقية عاجلة
بارك (لفيفا) ذلك المجهود الجبار
مشجع
مسكين حكم الطاولة
لا تشمله الإطراءات
ولا الهتافات
وحتى جيوش التصفيق
يكفيه مشجع واحد
غير زوجته
العباءات
العباءات السود حزن الزمن
مضرجة بالحب والياسمين
يصنعن الحب الخبز ، الخبز الحب
فثلج الليالي اشتهاء
والقيظ الذي لا يستحي
محمل بحزن الشتاء
أتلفع ب (الشيلة) السوداء
غسيل الهموم
انحشر بين غابات المسك
والأربعة الذين كانوا ..
ما عادوا يسرحون في غابك المنفرد
وأنت واحة الطيب والزعفران
تسحقين قش السنين
تفضحين عن وشم ثماني
و(نيشان) جنب الجبين
يعلن عن مخاض الزمن
يا سيدة الأنين ..
حينما دلفت نحو غابات الكون
وغصت في بحار الزنابق والكاردينيا
لم يوقظني إلا مسك الطيب
ورائحة الجنوب
وصوت الخلخال ..
والخزامات التي تداعب الأنوف
رقص القراب على الأراجيح البشرية
وأصداف الماء منثورة على الشالات المزركشة
والسراطين المتخفية خلف القش الغافي على الضفاف
لم تشفع للأقدام المتحفية
والحطب الذي ينتظر المجزرة
بات وديعا كالقرى
والآن يا سيدتي ..
لم اعد أحث الخطى
واستبق المسافات
فما عاد في الدار غير طيف كان
وبقايا مسك
مرثية سوادي *
أخيرا .. لم يعد سوادي يستنهض الغبش
وبمشيته القزلاء يتأبط الفجر
يستبيح الليل .. يجتاح جيوشه المهزومة
مثقلا بالحب والأمنيات
يركز أعلام الصباح شعارا للقادمين
مجبولا بالجدب والكلوم
يشعل المفازات حبا
فتورق الصياحات بالقوافل .. وهوادج العرس
محمل بالكبرياء وسلال الخوص
صوته الوحيد منسوخا بصدى الصباح
فما عاد في الأفق متسع للصهيل
نم سيدي .. نم
فأبجدية السوق لا تحفل بالآخرين
كان صوتا يخترق المسافات
يجس الوجوه المغبّرة
القادمة من الجزيرة ولفح الرمال
أيها المتعبون : حطوا الرحال
أريحوا الليالي من الهم
ولهاث النهار
والمتبضعون من الوجوه السمر العابسة
يعكسون التماع الشمس
من اللحيس والرميلة والراحة *
ما عادوا يعباؤن بالأغنيات
فبضاعتك سيدي كاسدة كاسمك
لا ترتجي الجديد
والسوق لا ترحم الفقراء
والتراث نجمة آفلة
(تازة ) (كناري) (فطوطة) *
لم تترك لك حتى سلة الخضار
نم سيدي .. نم
فما أقسى الانتظار
* (سوادي) : صاحب السوق المعروفة باسمه في قضاء الزبير
**(اللحيس والرميلة والراحة) : من أعمال مدينة الزبير
***(تازة ، كناري ، فطوطة) أسماء أسواق جديدة Super Market
حزن العرافات
العرافات .. حزن الزمن
يجمعن أشكالا من الحصى
وأحجار ودبابيس وشذور
وأصداف وزنابق وبخور
يوغلن في الوهم
يعكسن اعتمالا للنفس
والنسوة طالبات البخت
مطايا عرافات
العرافات يضحكن حد الغيب في السر
لكن حزن الليالي
يزحف ..
يجثم على صدور العرافات
وهن يحلّقن في بحر الليل الطويل
يبحثن عن أحضان دافئة
تسبح في الشمس
تؤجل الأوهام
وتلعن الغيب
ابتسامة
اللوفر واجم ..
رغم ابتسامة المونوليزا الوحيدة
والمتحف يفتح سجلا للفضول
والسياح المسمرون بالسر
لما يدركوا سر الابتسامة
ودافنشي يرصد السياح مبتسما
احمد يونس
جلبابك الأزرق الوحيد
عرسك وكفنك
وابتسامتك المؤجلة
تحتوي الأحزان
وأنت نهر عطش
يقتلك الظمأ .. يضارع الآخرين
وسيمفونية الانغمار معقودة باسمك
مولع بالوحدة وسمّار الليل
لا يستقر ، متوجس حتى من التفاتته
يسهم بالبوح .. يزدان بالنخوة
وبعينيه المهاجرتين ينتشل الحزن
كتب وصيته للمرة الألف
واستقر جسدا ساكنا كالصفاء
في حضرة العيد
سمير البرق
السنونو..
لا يعترف بالمحطات
سريع .. يهدم أبجدية الانتظار
يقض مضاجع قطط البيوت
ويلعن أسطورة السلحفاة
يهزأ بالقش والحصاد
يمجد النمل والكد
وعندما تداهمه جيوش الموت
يموت قبل جلبة الجيوش
ام البروم
صباحات ام البروم
بقايا من رحلة الليل
السكارى والجنود
يبحثون عن ملاذ للانتشاء
فما أبطأ النهار
وترنيمة الريل *
تبحث عن سكارى وجنود
حراس الموانئ
يمهدون لرحلة اليوم
.. والابوام **
* 0الريل) : مفردة انكليزية بمعنى قطار ، واصلها من كلمة Railway Station
** (الابوام) : جمع بوم . والبوم مركب شراعي كبير
غيوم
أسراب الغيوم ..
جحافل منتصرة .. مهزومة
مبصومة في العنان .. كالوشم
تعكس آثامنا جميعا
تكتب سويلفة السلام
وترنيمة الحرب والدمار
تحتوي أطياف الألوان
حمراء ، سوداء ، بيضاء
الدماء ، الحرية ، الإدانة
تعطي الأمطار النعمة النقمة
وزلازل وفيضانات من غضب الإله
.. من رحمة الإله
أسراب الغيوم
نخفي الصفاء والأديم
شاخصة متحركة قاسية
تحمل صمتا بحجم الفصول
تحبس الماء عن الزرع
وتفيض شلالا في السبخ
لا تكترث بالدعاء
رغم الابتهالات والصلاة
تداخل
الدوائر المتداخلة
تحتوي الأشكال
...كالأسماك
توجل سمة القلوب
وترقص للصفير
لا تعبأ بصوت الآتي
وحزن يافا الكبير
يختزن الليالي
الدوائر المتداخلة
تأكل بعضها
تبحث عن وطن عمدته العرافات بأوهامها
يا وطن الحب المصادر
قلوبك الحيرى تبتلع الأغنيات
وفيك من الحزن ما لا ينتهي
يا وطنا حددته الأسماء
مفلس أنت حتى من الحب
خرائطك المتشابكة لن تستقر
وجسدك المنتهك للمرة الألف
محمل بالكبرياء
واشتهاء السعالى
وصديق لن يفيق
أمل
سيأتي غدا ..
قل للقادمين انتظروا
لا تيأسوا ..
فسرب القطا سيعود .. لا بد أن يعود
محملا بالحب والأمنيات
والشجر الحزين
سيرجع زقزقة الضيوف
برغم التأوهات
والكد والتعب والانتظار
سيجيء العمل ..
مصحوبا بالأغنيات
محملا بأناشيد الثوار
وستمتلئ الأرض المعشوشبة بالحب
بالزمن الجديد
ستعود بسمة الصباح
وأغان الأطفال
( أنا في الروضة وي أصحابي ..)
تتبعهم الكلاب
تشايعهم .. مخلفة اهتزاز أذنابها
سنشعل التنانير بالحب
وبالخبز نطعم القادمين
تشرين
التعاويذ أغنية المستفيق
فما بال الليل لا ينام
رغم انتهاء أرجوزة الرحيل
لكن الصهيل أزيز
الصبح جثة العاشقين
شظايا ودخان
خجل القناديل بعد الاندثار
والعصر ..
مستودع النعيب
وزاد الليل
سيدة الحزن
سيدتي :
لا زال الحسين يرعى خيل كربلاء
والحر والعباس والطفوف
يوقدون طريق الشهادة
بأصابع محترقة من نور
لا تحزني سيدتي :
وفينا من الجرح الوسيع ..
ما يحتوي الدهر
ويسع القادمين
وفينا من الصرخات
ما يلجم الصهيل
فتراب كربلاء حجارة
وحجارتك سيدتي كربلاء
رأي
لو دشنوا ألف قمر
ما عاد يجدي كالحجر
بصريافا
الحزن هوية يافا
وخبز البصرة
ملقي على ظلال التنانير
والنخل الأحدب كالليل الهرم
يبعث ارتجافاته للشتاء
والحب والخبز والتراتيل
كالفاخت المحتمي بالخباز
ما عاد يرسل الغناء
يبحث عن عش مهاجر
والأشرعة المترنحة تبحر في الليل الساكن
تبحث عن مرافئ جديدة
..
كلنا نبحث نجوب
نبتغي مرفأ للجنوب
طف جديد
الرأس المؤذنة على الرماح
تعلن ترنيمة احتباس الماء
والشمر المعصوب العين
يحلم بالجائزة الكبرى
يطلق بشارته للبلاط
نذيرا للسبايا والخيام
يبعث جهرا للأنين
الله يا ظمأ الحسين
ما عاد متسع للارتواء
فغصة الماء في هذه الجزيرة
ينبئ عن فجر جديد
والشمس كفن الحياة
مكبلة كالخيول
والصبح بقايا حلكة
كتلك الوهاد المشبعة بالأسى
تعلن عن جرح دفين
ومئذنة تنوح خمس مرات
الله يا ظمأ الحسين
تقصير
سألملم الحصى
راحة يدي المشققة بحراب الحجر
والدم المنساب بالرعشات
لا يحتمل سكنات القلب
فلا تحزن يا ولدي
لا تحزن
فالرأس شظايا من حجر
الموت انتظارا
الحطب فاكهة النار
والنار فاكهة الشتاء
والشتاء حكاية قديمة
منسوجة من فأس إسماعيل *
وقارورة القلب
توحي بانبلاج الصباح
والصبح حكاية ثكلى
..لن تستفيق
لكن الأزيز قد نسخ زقزقة الصبح
كان الابن وإسماعيل يشيحان البصر
ترهبهم وقفة الأثل
وذلك الصمت الناطق
والأزيز يحوم هامسا بالنجم
والفأس انبثاقة للروح
والابن والصهيل والصراخ
امتزاج لن يلتقي
وإسماعيل وحيدا .. يرسم وحدته
يرسم غربته
لا شيء سوى اهتزاز الاثل
وبقايا دخان
* إسماعيل: حطاب من أهالي مدينة ا مات انتظارا بعد أن نسي علبة دواء القلب الذي كان سببا بموت ابنه والحصان بعد أن قصفتهما إحدى طائرات التحالف الثلاثيني
الطبال
أخيرا ..
لم يجد عبد الله الطبال ما يتطلع إليه
كان (ابو طبيلة)* المحبوب في أيام رمضان فقط
أول من تجنى على حرمة الليل
واسقط قناع السكون
وبشرعية الموقف ، وساعات الأسحار
أزاح تاج السلطان الأسود عن عين الفجر
وجاء العيد
ولم تحظ سيمفونية الليل الرتيبة بإيماءة المفطرين
على الرغم من مشايعة الأطفال
وقرب الموت
وبعد المنال
كان عبد الله وحيدا في الكرنفال
قد غادر الكل سيدي .. إلا العيال
* (ابو طبيلة) : هو المسحراتي الذي يقوم بإيقاظ الصائمين في ليالي رمضان .. والطبيلة :تصغير كلمة طبلة
تناقض
الطغاة لا يخافون القنابل
لكنهم يخشون أناشيد الأطفال
عولمة
العالم قرية صغيرة
لكن القرى لا تسع هذا الحب
سياحة
ناقة طرفة
ما عادت مرعبلة
والسياح الجدد
يحملون كاميرات وعيون
وخرائط تبحث عن انكيدوا .. والنفط
حقيقة
التأريخ فض بكارة اليهود
واليهود اغتصبوا حرمة التأريخ
حالة
التعاويذ أغنية المستفيق
وزاد الليل
رغم انتهاء المسافات
والنهار سيمفونية للرحيل
والصهيل أزيز
والصبح جثة العاشقين
بقايا دخان
خجل القناديل بعد الاندثار
والعصر ..
صندوق النعيب
ومفتاح المخاض
صدى
هتف الطفل :
بالحب نحيا
بالنفط نموت
فأجابه الصدى :
بالنفط نحيا
بالحب نموت
من سيربح المليون ؟
حصل المتسابق جوزيف على جائزة المليون ريال بعد أن أجاب على السؤال الآتي :
اذكر لنا حالتين سياسيتين بريئتين . وحلق جوزيف بعينية الزرقاوتين في فضاء الاستديو ذي الألوان المزدحمة وابتسم معلنا بنشوة الفوز :
أولا : إن إسرائيل ترمي رجال الحجارة
برصاص مطاطي ...
ولكنه يا سيدي .....
ينفجر اثر ملامسته الأجساد
تصفيق
ثانيا :
إن أميركا البريئة
تطلق أطنان قنابلها
..... واخفض صوته
مع أطنان الطعام في أفغانستان
تصفيق
هتفت الطفلة فاطمة :
دار دور نار نور
صار البيت العامر بور
لا نار فيه ولا نور
دوائر
الدوائر مجموعة انحناءات
لم تنكسر برغم الالتقاء
وعناق النهايات
وانطفاء جذوة العمر
لكن الأقواس العارية
تبحث عن سقوف للاحتماء
فمن يجرؤ على اجتياز الخطة * ؟
رغم اكتساح الريح
لن تنحن الدوائر
فمضمار انتحار العقرب **
دليل الإباء
وفينا من العمر ما يحتوي الجرح
فالدائرة دلالة الإطباق
والرجال دوائر
* (الخطة) : لعبة يلعبها الأطفال في جنوب العراق تسمى (خطة العباس) من خطها حول نفسه سلم من صيد رفيقه .
**قيل إن العقرب إذا أحيط بدائرة مشتعلة عمد إلى قتل نفسه بسمه
انتحار الكاهن*
أجراس الكنيسة الثائرة
واهتزازها الصلف
لم تطرب المصلين
لكن غرابة في الدقات
تعلن موت الكاهن (بات)
كان الكاهن يلبس حزنه السرمدي
ومن فوق البرج المدخن بالآثام
كانت عين اللقلق تشهد
كانت عينا لا تنام
والصبية المذعورة (السي)
بالذعر تستنطق العينين
كان اللقلق يسمع صوت الكاهن
كان اللقلق يسمع صوت الماجن
لكن صراخا في الأفق
يعلن جهرا موت الحق
لما شعر الكاهن (بات)
والطير نذير اللذات
قرر حقدا حرق العش
كي لا يبقى مثل القش
واستفحل صوت وغناء
يصغي لبكاء العذراء
لكن صراخا وعويل
صاح القائل رد القيل
لما شعر الكاهن أن الجرم كبير
قرر حرق العش
كي لا يصحو ضمير
* ايطاليا 1983
درر
البحر الميت يحتوي الدرر
لكن السمك الأرجواني ..
قد غادر ساحة الآلهة التلمودية
والفسفورات المتناثرة على بحر لوط
امتزجت بجناح الفراشات المهاجرة
وبصيرورة الأشياء
ولد محمد
يحمل حجرا من شرر
وشرر من حجر
ديازينون *
فلاحو ام عنيج *
هم وحدهم من يعرف سر الباطن ***
لكن العزلة الجغرافية
لا تستبق آلات التصوير
* (ديازينون) : مبيد حشري زراعي لقتل النمل
**(ام عنيج) : من أعمال محافظة البصرة مشهورة بزراعة الطماطم
***(الباطن) : حفر الباطن ، المنطقة التي شهدت احتدامات عسكرية عراقية أطلسية
ثلاثية
نخيل محاصر
وزيتون مدمى
وبرتقال يئن
دليل
الخرائط الطباشيرية
لا تخدم الدليل
فالرحلة القادمة يا صديقي
محملة بالمطر
تأجيل
في صبرا اجلنا الحب
لكنه تجدد فينا
تربة
بين تربة الحسين
وحجارة فلسطين
يستنطق الصمم
يصرخ في عقر السكون
ثمة شيء اسمه الشهادة
ابتعاد
إن عزلة نيتشه
ووحدة شو
وصومعة الحلاج
كانت قبل استفحال الرماد
ثلاثة مراحل
السجائر محترمة في بيوتها
وتقبلنا حدّ الاشتعال
وترمى ... لتسحقها الأقدام
ملاحظة :
القصائد نشرت عام 2000م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.