يعتبر التعليم الفني والتدريب المهني أحد الروافد الهامة والأساسية للتعليم اليوم .. وتنبع أهميته كونه مناطاً به إعداد مايزيد عن (٪80) من قوى العمل في المجتمعات الحديثة والمعاصرة..ولذا يشكل هذا النوع من التعليم مرتكزاً أساسياً لأي تطور أو تنمية في أي دولة من الدول التي تسعى لإحداث قفزات النمو والتطور في مختلف المجالات.بلادنا شأنها شأن غيرها من الدول التي تسعى لامتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا لذلك لقي التعليم الفني والتدريب المهني اهتماماً كبيراً في عهد الوحدة اليمنية المباركة .. حيث وجه فخامة رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة الحكومة إلى الاهتمام بالتعليم الفني والتدريب المهني كونه الوسيلة المثلى لمكافحة الفقر والتخفيف من حدته. المعهد المهني الصناعي بوادي حضرموت شهد في عهد الوحدة تحسناً ملموساً من حيث جوانب التدريب والطاقة الاستيعابية وكذا في مجال مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني. عن ما شهده المعهد من تطور قال الأخ عمر محمد السقاف - مدير المعهد المهني الصناعي بوادي حضرموت ل(الجمهورية) : قفزة نوعية في البداية أتوجه لكم بالشكر للنزول الميداني إلى المعهد .. وحقيقة أقول: إن التعليم الفني والتدريب المهني يحظى باهتمام ورعاية خاصة من قبل فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح، من خلال انجاز المشاريع وأعمال التجهيزات والتحسينات لمراكز ومعاهد التدريب وغيرها.. لاسيما في وادينا وادي حضرموت والذي شهد قفزة نوعية بشكل عام، إذ ارتفع عدد التخصصات في المعهد من تخصص وحيد إلى خمسة تخصصات حالياً وهي : «ميكانيكا الآليات الزراعية ، تخصص ميكانيكا المركبات الخفيفة ، تخصص كهرباء مركبات «سيارات» ، تخصص كهرباء تمديدات ، تخصص الكترونيات «راديو وتلفزيون» كما ازداد الاقبال بشكل كبير من طلاب الوادي وبعض المحافظات المجاورة على المعهد. ونأمل أن تستكمل نظام الثلاث سنوات في كافة التخصصات لأن المعهد لا يعمل لخدمة الطلاب في التعليم النظامي فقط بل وفق استراتيجية وزارة التعليم الفني والتدريب المهني والبرامج المعدة للتدريب والتأهيل لكافة شرائح المجتمع اليمني بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة بفتح المجال للمتدربين من ذوي المستويات الدراسية المختلفة والذين لهم الرغبة في اكتساب مهارات ومعارف في أي حرفة تستهدف المتدربين من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية ويفتح لهم فرصة الدراسة في أي تخصص من التخصصات الموجودة بالمعهد. عماد التنمية هل يمكن توضيح أهمية التعليم وفوائده خصوصاً أن الكثير لا يدرك تلك الأهمية ؟ } التعليم المهني مهم جداً في أي بلد بل يعتبر عماد التنمية فيه لأنه يعمل على تأهيل وتدريب الكادر الوسطي الذي تقع عليه مسئولية ادارة عجلة التطوير والتنمية في البلد فهو يكسب هذا الكادر الإعداد السلوكي التربوي والمهاري والمعرفي بإعطائه جملة من المهارات التطبيقية المعرفية والمهنية. ولا تقتصر الدراسة في هذه المؤسسات على النمط النظامي (ثلاث سنوات) فقط بل يمكن أن تتجاوزه إلى ما بعد الثانوية العامة أو المهنية. جديدنا القادم تخصص تجارة الآليات معهدكم يعتبر من المعاهد العريقة بمحافظة حضرموت وتخرجت منه كوادر علمية مؤهلة .. هل لكم أن تعطونا لمحة تعريفية ؟ } تأسس المعهد عام 1980م وبدأ بتخصص واحد يحمل اسم «ميكانيكا الآليات الزراعية» واستمر بهذا التخصص حتى عام 1991م بعد ان تشبع السوق بمخرجاته التي التحق معظم الخريجين في مجالات العمل الميكانيكية المختلفة. وفي عام 1996م بدأ التفكير في إنشاء تخصص جديد بالمعهد بعد أن بدأ عزوف الطلاب عن الاقبال عليه فتم في نفس العام افتتاح تخصص ميكانيكا السيارات والالكترونيات وتخرجت من تلك التخصصات الدفعات الكثيرة التي وجدت طريقها في الحياة العملية في المرافق الحكومية والمؤسسات الأخرى والورش ومنهم من استقل بورشة خاصة به ولم يكتف المعهد بالتعليم النظامي فحسب بل عمد إلى الاستفادة من أنماط التعليم المهني الأخرى مثل الدورات القصيرة والتعليم المستمر والذي استفاد منها كثير من المتدربين من الجنسين .. ونطمح في المستقبل القريب إلى إضافة التخصص السادس «تخصص تجارة آليات». برامج مواكبة المتتبع لسوق العمل في اليمن يستشف أن الأعوام القادمة قد تجلب توجهات وتخصصات مطلوبة هل في خطة المعهد مواكبة هذه المتغيرات ؟ } التعليم المهني بطبعه ديناميكي يتطلب المواكبة المستمرة للمستجدات التكنولوجية ومتطلبات سوق العمل وقد حرصت الوزارة على تكثيف البرامج التعليمية بما يناسب تلك التغيرات بل وأشركت سوق العمل ومؤسسات القطاع الخاص والعام في اعداد تلك البرامج واشراكها في الامتحانات العملية مع القطاع الخاص خلال السنوات الماضية الأخيرة دليل واضح. وكذلك تشكيل المجالس المحلية للتعليم الفني في المحافظات للمساهمة في اعداد تلك البرامج وتحديدها .. ونحن بدورنا وفق توجيهات الوزارة سنعمل كغيرنا من المعاهد والمؤسسات التعليمية المهنية على مواكبة هذه التغيرات لفتح التخصصات المطلوبة من السوق وتحديث ما يمكن تحديثه من التخصصات الحالية. فرص عمل ماذا عن مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني وضمانة فرص العمل لها في سوق العمل ؟ } إن استراتيجية التعليم الفني والتدريب المهني أكدت ربط سوق العمل وشراكة القطاع الخاص مع التعليم الفني والتدريب المهني وبالتالي فإن المناهج وبرامج التدريب المهني التي يتلقاها الطالب جاءت لتلبي احتياجات سوق العمل وفقاً لمعايير الارتباط بمتطلبات وجودة الكفاءة التشغيلية واستجابة للمتطلبات الكيفية والكمية. واستطاع التعليم الفني من خلال ذلك ، خلق علاقة متينة بين منظومة التعليم الفني والتدريب المهني ومواقع الانتاج على كافة الأصعدة. وأستطيع القول: إن وزارة التعليم الفني خاضت تحدياً كبيراً في إطار المحيط الاقتصادي ومخرجات التعليم. وبالتأكيد إن ذلك عكس نفسه على مستوى ايجاد فرص عمل لمخرجات التعليم الفني والتدريب المهني ونحن حتى الآن لم نستطع أن نعطي احتياجات ومتطلبات سوق العمل من المخرجات وبالتالي فإن هناك شركات ومؤسسات سواء خاصة أم عامة تنتظر بفارغ الصبر مخرجات التعليم الفني ليتم توظيفها. ماذا عن المرأة والتعليم المهني ؟ } لقد نالت المرأة نصيبها من الاهتمام بالتعليم المهني من قبل الحكومة ممثلة بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبدأت فكرة تدريب العنصر النسائي تتبلور إلى واقع المعهد منذ عام 1990م وذلك من خلال عقد دورات منتظمة وبرامج معدة ضمن التعليم المستمر ووفق متطلبات سوق العمل فعقدت عدة دورات في مختلف مدن وقرى وادي حضرموت من السوم وحتى مديرية العبر وقد شملت هذه الدورات جوانب التفصيل والخياطة والتطريز والتدبير المنزلي وغيرها وذلك بالتعاون مع الاتحادات النسائية والجمعيات الخيرية وقد لقيت هذه الدورات اقبالاً شديداً مما يعطي مؤشراً هاماً يدفع بنا إلى تطوير هذه البرامج والبحث عن برامج تعليمية أخرى بما يتناسب وطبيعة ومقدرة المرأة وحسب متطلبات سوق العمل فقد بلغ خلال الفترة من 1999م عدد المتقدمات حوالي ثمانمائة متقدمة وقد تم تأهيل اكثر من ستمائة امرأة في مجال التفصيل والخياطة والخوصات والتدبير المنزلي والحاسوب. غير كافٍ هل ترون وجود معهد وحيد على مستوى الوادي كافياً لتلبية سوق العمل ؟ } بكل تأكيد وجود معهد وحيد غير كاف خصوصاً وأن اعداد الطلاب من التعليم الأساسي في ارتفاع دائم والاقبال على المعهد متزايد مما يضطرنا إلى المفاضلة في القبول واستثناء عدد من الطلاب لأن الطاقة الاستيعابية للمعهد محدودة ولكن وضمن خطط الوزارة المستقبلية سيتم تأسيس العديد من المعاهد في الوادي. خطة مستقبلية ماهي خططكم المستقبلية وفقاً للاستراتيجية الوطنية ؟ } ضمن استراتيجية الوزارة الوطنية للتعليم الفني والتدريب المهني والتي تحدد استيعاب 15 ٪ من مخرجات التعليم العام إلى عام 2015م فإننا وفي اطار المعهد نطمح إلى رفع الطاقة الاستيعابية وان نفتح تخصصات جديدة أخرى تؤدي إلى تحقيق النسبة المطلوبة وتلبي حاجات وطموحات الطلاب وسوق العمل. نقص المباني! ماهي الصعوبات التي تواجهكم ؟ } الصعوبات والعوائق تكمن في متطلبات الورش من التجهيزات وكذا عدم توفر المباني الكافية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب حيث تم التواصل عن طريق مكتب فرع الوزارة بوادي حضرموت والسلطة المحلية بالمحافظة خاصة مع الأستاذ سالم الخنبشي محافظ محافظة حضرموت مطلع هذا الشهر اثناء افتتاحه المعرض الذي تم تنظيمه بمناسبة احتفالات المعهد.