انطلاقا من دورها الريادي في استغلال طاقات الشباب في مجالات عدة أخذت مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية زمام المبادرة ورمت للشباب طوق نجاة لإنقاذهم من ويلات الفراغ والبطالة التي تتقاذفهم وتوجيه قدراتهم وطاقاتهم التوجيه الصحيح، وتوفير حرف ومهن تحفظ لهم ولأسرهم عيشا كريما تواجه به شظف العيش وتردي الوضع الاقتصادي في بلادنا. وفيما تحلق مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية في سماءات الإبداع وفضاءات التألق في قطاع التعليم كونه المرتكز الأساس لأي نهضة تنموية شاملة تسجل المؤسسة بعد استحداثها إدارة بناء القدرات نجاحات جديدة لانتشال الشباب وتوجيهم نحو تفريغ طاقاتهم وقدراتهم. وفي هذا الإطار تنفذ مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية برنامج (الحياة عمل) الذي يعد من أهم البرامج التي تنفذها المؤسسة بالتنسيق مع مكتبي وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بساحل ووادي حضرموت ويأتي ضمن برنامج التعليم الفني والتدريب المهني الذي توليه المؤسسة اهتماماً خاصاً في خططها لتنمية القدرات وصقل المهارات لما له من أهمية كبرى في تلبية متطلبات سوق العمل وخطط التنمية الوطنية.وتمثل مخرجات الدورات المهنية المختلفة في التخصصات التقنية والمهنية تأميناً للمتدربين من البطالة وتحقق الاستقرار الأسري لهم وتقلل من أعداد العاطلين عن العمل وتخفف من الآثار الاجتماعية لهذه الظاهرة، إضافة إلى رفد سوق العمل بالعمالة المدربة الماهرة. ولمزيد من التفاصيل حول هذا البرنامج التقينا المسؤولين في مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية والمعهد التقني الصناعي للتعرف على أبرز أهدافه ومحاوره ونتائجه المتوقعة، ومستوى الإقبال عليه.. وإلى التفاصيل: إنجاز خطط التنمية د. صالح عرم المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت للتنمية البشرية أكد أن من أبرز المهام الماثلة أمام إدارة المؤسسة ممثلة بمجلس أمنائها برئاسة الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان تطوير القدرات البشرية وخاصة لقطاع الشباب.. مضيفا أن المؤسسة تسعى دائما وأبدا لاستغلال طاقات الشباب وتوجيهها نحو التنمية والبناء لكافة القطاعات في حضرموت واليمن بشكل عام. وأشار د.عرم إلى أن برنامج (الحياة عمل) برنامج يتيح للشباب مهناًً متعددة لرفع القدرات وتطوير المهارات بما يلبي احتياجات سوق العمل من المهن وتحقيق الاستقرار الأسري والتقليل من البطالة والفقر، بهدف إنجاز خطط التنمية في الوطن. برامج ومشاريع مختلفة وأضاف أن البرنامج ترعاه مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية ضمن اثني عشر مشروعا وبرنامجا، وهو مساهمة من المؤسسة في دعم الجهود الحكومية لإشاعة وخلق ثقافة حب العمل والإنتاج والإبداع. وقال إن البرنامج بدأ في دورته الأولى في العام 2009م في حوالي عشرة تخصصات في مديريات الوادي والساحل ، وضمت الدورات عددا من التخصصات وحظيت بإقبال كبير من الطلاب وصل إلى قرابة ثلاثمائة متدرب ، فيما شهدت الدورة الحالية من البرنامج التي تقام بالتعاون مع مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبالتنسيق مع المعهد التقني الصناعي إقبالا أكبر وصل إلى سبعمائة متدرب ومتدربة ، مستعرضا عدد الطلاب المتقدمين للالتحاق في مختلف الدورات التي يشملها البرنامج ، داعيا الطلاب الخريجين من مستويات التعليم الثانوي والجامعي إلى امتلاك ثقافة حب العمل في وقت لا يعترف فيه إلا بمن يعمل بجد وإخلاص وإتقان. وأوضح أن البرنامج يهدف إلى المساهمة مع الجهود الحكومية والمجتمعية في مكافحة البطالة والفقر، ورفد سوق العمل بالعمالة الماهرة والمنتجة ودعم خطط وبرامج التدريب المهني وترسيخ ثقافة حب العمل والإنتاج والإبداع وتقديم دورات نوعية للطلاب والخريجين من الأقسام الفنية المختلفة وتنظيم دورات (نوعية) للشباب أو الخريجين تتطلبها سوق العمل وتمكنهم من اكتساب مهارات توفر لهم مهنة وعملاً بما يؤدي إلى تحسين مستوى معيشتهم. إقبال كبير الأخ منير سعيد قنيزع منسق دائرة التدريب وبناء القدرات في المؤسسة قال: المؤسسة استحدثت مؤخرا هذه الدائرة لتفعيل نشاطاتها في هذا الجانب حيث بدأنا في إنشاء عدد من البرامج في بناء القدرات ومنها الابتعاث الداخلي لطلاب الفيزياء والرياضيات إضافة إلى مجموعة من الدورات في القطاع المهني وقسم المساحة والطرقات في المعهد التقني الصناعي الذي تتبناه المؤسسة ومتابعة الدفعة الأولى من الخريجين بين المؤسسة ودار ابن خلدون للتعاون الإنمائي والبدء في برنامج (الحياة عمل) الذي يستهدف قطاع الطلاب المتسربين من التعليم الثانوي والأساسي رغم أننا استقبلنا طلبات من خريجي الجامعات والدبلوم. وأضاف : بدأنا بالتعاون مع عشرين جمعية على مستوى الساحل في عملية التسجيل والترويج للبرنامج من شهر يوليو 2010م ووزعنا الاستمارات في كل المديريات، حيث استقبلنا أكثر من سبعمائة متدرب سيتم استيعابهم على شكل دفعات، ولدينا الآن مائة وخمسون طالبا تم توزيعهم في مجالات التمديدات الكهربائية المنزلية وصيانة الأجهزة الالكترونية وميكانيكا السيارات والتبريد والتكييف إضافة إلى مجالات الخراطة والنجارة واللحام، والحقيقة أننا بدأنا في 11 / 12 / 2010م في أربع مجموعات ألحقناها بمجموعتين في الكهرباء والتبريد نتيجة للطلب. واستوعبنا (140) متدرباً كدفعة أولى في تخصصات: تمديدات كهربية، صيانة الأجهزة الالكترونية ، تكييف وتبريد وميكانيكا السيارات. رؤية وإستراتيجية لاستغلال الشباب وفي ما يخص رسالة المؤسسة من إقامة هذه البرامج قال: نسعى إلى تقديم رؤى ورسائل واضحة تساهم في الأخذ بأيدي الشباب وإخراجهم إلى سوق العمل مسلحين بالمهارات والمعارف التي تساعدهم على امتلاك حرفة أو مهنة تحفظ لهم ولأسرهم لقمة عيش كريمة وهم مؤهلون في دورات متخصصة ليكونوا شخوصا صالحين في صناعة البناء والدفع بعجلة التنمية وإتاحة الفرصة للحصول على شهادات مهمة تساعد على القضاء على البطالة ومكافحة الفقر، والحقيقة أن مخرجات الدورات استفاد منها الطلاب في الالتحاق بمؤسسات وشركات مهمة وسنعمل على مدى العام لتنفيذ هذا البرنامج الذي نأمل منه كل الخير. مخرجات مهمة لسوق العمل صلاح بهيان عميد المعهد التقني الصناعي قال : إن مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية رائدة في تطوير وتفجير قدرات الشباب وتم الاتفاق معهم على استقطاب عدد من الطلاب خريجي الثانوية والمعاهد للانخراط في دورات تدريبية ، حيث استلمنا الدفعة الأولى في تاريخ 11 / 12 / 2011م في تخصصات مختلفة منها التمديدات الكهربائية ، ميكانيكا تكييف وتبريد وتحكم إليكتروني، وكبادرة أولى من المعهد نعمل على تنفيذ البرنامج على مدى عام ولدينا أعداد كبيرة سيتم استقبالها على مدى عام ، ونطمح إلى إعطاء الشباب مهارات مهنية وفنية ليشقوا طريقهم في سوق العمل لكسب لقمة عيش كريمة تعود عليهم بالفائدة وتجنبهم استغلال طاقاتهم وأوقات فراغهم في مآرب أخرى ، كما أنه لدينا العديد من التخصصات المهمة لسوق العمل في المعهد ونسعى لإقامة دورات تدريبية في مجالات المساحة والطرق وبرمجيات الحاسوب وأنظمة الهيدرولينوماتيك وتتويجا لما نقدمه من تخصصات مهمة فإن مخرجاتنا تحظى باستقطاب العديد من المؤسسات في مواقع العمل والإنتاج بالمحافظة. أهمية المتابعة والتقييم المهندس عارف صالح غانم النائب الأكاديمي للمعهد مدرب في دورة الصيانة للأجهزة الالكترونية يقول : كان هناك إقبال وانضباط ومتابعة ورغبة للاستفادة من مخرجات هذه الدورات وتم تعريف المنخرطين في الدورة على كيفية فحص القطع الالكترونية وهندسة الأجهزة الالكترونية بشكل عام وصيانتها ومعرفة المقاومات والمكثفات وال (آي سي)، وأبرز النتائج التي نأمل أن يخرج بها هذا البرنامج بداية توفير فرص عمل للشباب وكذا المتابعة والتقييم الدوري لتلك المخرجات والتطبيق العملي الذي سيؤدي في الأخير إلى صقل مهاراتهم وتحقيق الاستفادة الأكبر من هذا البرنامج التدريبي المهم. طوق نجاة المتدربون في مختلف دورات برنامج (الحياة عمل ) تحدثوا عن مدى الاستفادة من مخرجات البرنامج ووصفوه بطوق النجاة الذي أنقذهم من الغرق في بحار البطالة والفراغ ، فالمتدرب رشيد عاشور باعود المشارك في دورة التمديدات الكهربائية قال: إن الاستفادة واضحة حيث تعرفنا على كثير من المهارات والمعارف التي رفعت مستوياتنا في المجال المنخرطين فيه ، وتمنى أن تكتمل الدورة باستكمال محاور أخرى تتيح مجالات أكبر ، وأعرب عن جزيل شكره لمؤسسة حضرموت على اهتمامها ببرامج تساعد الشباب على امتلاك حرف ومهن تحفظ لهم عيشا كريما ومستقبلا مستقرا. المتدرب أحمد سالم بافضل (تخصص تحكم إليكتروني) قال : دخلت الدورة للتعرف على القطع الالكترونية وصيانتها وقد استفدنا من المدرب عارف غانم الذي استعرض لنا أعطال الأجهزة والخطوات التي يبدؤها الفني لعمليات الصيانة لأي جهاز بحيث يعمل على تحليل المشكلة والخطوات لإنجاز أي عمل فني، متمنيا أن تتاح لهم مستقبلا تنظيم دورات (blc) في مجال التطور الالكتروني المنترولي وبرمجة التحكم خاصة أن فائدتها كبيرة. وأشار المتدرب محمد جعفر فردوم (تخصص تبريد وتكييف) إلى أبرز محاور دورته وهو التعرف على طرق التبريد والتكييف في الثلاجات والمكيفات، وتمنى أن يشارك في دورة في مجال التبريد المركزي في المجمعات الحكومية والأسواق الكبيرة. واختتم المتدرب في قسم الكهرباء سالم عبدالله المرشدي كلمات المتدربين بتأكيده ضرورة التقييم والمتابعة لمخرجات دورات برنامج (الحياة عمل)، وشكر مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية على اختيار دورات لها علاقتها الوطيدة بسوق العمل، ودعا إلى إقامة دورات تطبيقية بغرض الاستفادة بشكل أكبر.
