احتل التعليم الفني والتدريب المهني مكانة متقدمة في سلم اهتمامات الدول المتقدمة والنامية،ايماناً منها بأهميته المتميزة في التنمية البشرية والاقتصادية،إذ يعد هذا النوع من التعليم أحد حلقات الوصل بين النظام التعليمي وسوق العمل وذلك لأن التطورات والتغيرات الهائلة والمتسارعة التي مايزال يشهدها العالم المعاصر في العلم والتقنية تنعكس آثارها على التعليم الفني والمهني قبل غيره من أنواع التعليم الأخرى بوصفه أداة التغيير الرئيسة ووسيلة اعداد الإنسان وتأهيله للتعامل مع التقنية الحديثة ومواكبة التطورات الراهنة والمستقبلية لهذا شغل هذا النوع من التعليم حيزاً كبيراً من اهتمامات الدول ومنها بلادنا التي تولي هذا النوع اهتماماً خاصاً لدوره المهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية حول أوضاع التعليم الفني والمهني بمحافظة لحج.. التقت صحيفة «الجمهورية» الأخ/عصام عبده علي أحمد مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة. تطور ملحوظ في البداية تحدث الأخ /عصام عبده علي مدير عام مكتب التعليم الفني والمهني بمحافظة لحج حول واقع التعليم الفني والمهني بالمحافظة فقال: يشهد التعليم الفني والتدريب المهني في محافظة لحج تطوراً ملحوظاً تماشياً مع ماهو مخطط له وفقاً للاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني والتدريب المهني خلال الفترة «2004م 2013م» التي يتم تنفيذها حالياً والتي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمعاهد إلى 15% من مخرجات التعليم الاساسي والثانوي، والتي على ضوئها سيكون إجمالي عدد المؤسسات التدريبية في المحافظة «13» معهداً مهنياً وتقنياً وكلية مجتمع. وحالياً يوجد معهدان المعهد التقني الزراعي والمعهد المهني الصناعي بومدين المعهد الزراعي يستهدف متخرجي الثانوية العامة القسم العلمي، مستوى التخرج فيه مستوى تقني، وفترة الدراسة فيه سنتان يوجد فيه ثلاثة تخصصات بستنة وقاية محاصيل إنتاج حيواني ومنذ إنشائه في 1987م تخرج منه حتى 2006م 368 طالباً وطالبة. أما المعهد الصناعي بومدين يستهدف متخرجي التعليم الاساسي،مستوى التخرج فيه مستوى مهني ماهر فترة الدراسة فيه سنتان ل المهني وثلاث سنوات للماهر، يوجد فيه أربعة تخصصات ميكانيكا مركبات خفيفة، تمديدات كهرباء، تجارة أثاث، الكترونيات «تحكم صناعي» وهذا التخصص تم فتحه خلال هذا العام الدراسي 2006م/2007م وقد بلغ عدد المتخرجين منه منذ تأسيسه في 1987م 2006م 860 طالباً، وبهدف احداث التطوير في هذا المعهد سيتم تجهيز ورشة السيارات بأحدث التجهيزات التدريبية التي تمكن المتدرب المتخرج في التعامل الجيد مع التطور الحاصل في مجال السيارات وتقدر كلفة التجهيزات بمبلغ «000،489،64» ريال. خدمات أخرى وحول الخدمات التدريبية التي تقدمها المعاهد إلى جانب الدراسة النظامية قال إنها تقدم برامج تدريبية أخرى بالتعليم المستمر والدورات القصيرة لغرض اكساب الشباب مهارات تمكنهم من الحصول على العمل من خلال المهنة المكتسبة من هذه البرامج التدريبية التي تقدمها المعاهد. مخرجات جيدة وحول مخرجات التعليم الفني والمهني ونسبة الاقبال عليه قال الأخ عصام: الاقبال جيد خصوصاً من قبل الطلاب أما الطالبات محدود وكما هو معروف أن مخرجات التعليم الفني والمهني أكثر حظاً في الحصول على فرص عمل من أنواع التعليم الأخرى، لانهم يمتلكون مهارات ومهناً ممكن من خلالها عمل مشاريع خاصة،فكل الامكانات المتوافرة تساعد المتخرجين على الحصول على فرص عمل وهي الوحيدة الأكثر حظاً. ونستطيع القول: إن أغلب المتخرجين حصلوا على فرص عمل،وهذا يدل على انها مقبولة. ضعف العلاقة مع سوق العمل وبالنسبة للعلاقة مع سوق العمل قال عنها انها لازالت ضعيفة، والمشكلة ان القطاع الخاص في المحافظة محدود دائماً بتخوف يريد عمالة جاهزة وهذه مشكلة،بعكس المؤسسات الاقتصادية الكبرى تقول انها تريد من مخرجات التدريب الفني والمهني لديها الاساسيات وبعدها يتم تأهيلهم داخل المؤسسات، وكما هو معروف ان المشاريع الكبيرة في المحافظة محدودة، وقد بدأنا التنسيق مع البعض وهناك بوادر جيدة وان كانت محصورة في عدد من التخصصات. عزوف الفتيات وحول مدى التحاق الفتيات للالتحاق في المعاهد الفنية قال الأخ/عصام ضمن توجهات الوزارة الاهتمام بتعليم المرأة تم تأسيس إدارة خاصة بالمرأة في المكتب للعمل على حث الطالبات متخرجات الثانوية العامة والأساسي للالتحاق بالتعليم الفني والمهني وحالياً توجد مايقارب 19 طالبة يدرسن في المعهد الزراعي ويتلقين التعليم إلى جانب الطلاب وفي المعهد المهني الصناعي بومدين لاتوجد طالبات نظراً لعدم الالتحاق لأي طالبة في المعهد لهذا قمنا بتنظيم ثلاث دورات في معهد بومدين حول صيانة الاجهزة الكهربائية شاركن فيها ثلاثون فتاة وحالياً توجد 19 طالبة في دورة خاصة بالصناعة الغذائية، بدأنا بهذه الدورات بهدف تشجيع الفتيات على الالتحاق بهذا النوع من التعليم ولدينا خطة خاصة لزيادة المدارس الخاصة بالفتيات بهدف تشجيعهن على الالتحاق في هذا المجال، وتهدف الخطة أيضاً إلى عمل توعية بين صفوف الطالبات في المدارس. ويرى الأخ عصام ان سبب عدم التحاق الطالبات في هذا النوع من التعليم سببه الظروف الاجتماعية والعادات والتقاليد عند أبناء المحافظة لهذا لجأنا إلى إقامة الدورات التوعوية للنساء وكانت نتائجها جيدة. ثلاثة مشاريع استثمارية وفي مجال التعليم الفني والمهني يوجد عدد من المشاريع الاستثمارية حيث يتم حالياً تشييد ثلاثة معاهد مهنية صناعية ففي مديرية الحبيلين ردفان تم انشاء مشروع المعهد الصناعي بتكلفة «089.583،524» ريالاً وسيتم البدء في تشغيله خلال العام القادم 2008م والمشروع الثاني هو المعهد الصناعي في طور الباحة تصل تكلفته «488،026،2» دولاراً أما المشروع الثالث فهو مشروع المعهد الصناعي في مديرية المفلحي تصل تكلفته إلى «000.964.502» ريال. كما سيتم خلال العام الحالي 2007م وفق الخطة الاستثمارية البدء في مشروعي بناء مركز نسوي بالأكاحلة مديرية المقاطرة بكلفة تقدر ب «000.000.35» ريال وانشاء كلية مجتمع بمديرية القبيطة بكلفة تقدر ب 000،000.80 ريال. وهذه المشاريع ستحدث بلا شك نقلة نوعية للتعليم الفني والمهني بالمحافظة. تفعيل التعليم المهني والفني وحول رؤية المكتب لتفعيل دور التعليم الفني والمهني بالمحافظة قال مدير عام المكتب جاء استحداث مكتب التعليم الفني والمهني من قبل الوزارة لما ستشهده المحافظة من تطور وتوسع في هذا المجال من التعليم والتوجهات الحكومية بضرورة توفير الكوادر الوسطية المتخصصة لحاجة سوق العمل لذلك في ظل التطورات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم ومثال على ذلك ثورة تكنولوجيا الاتصالات لهذا وضع المكتب خطة عامة يهدف من خلالها إلى تعزيز العلاقة مع السلطة المحلية في المحافظة أو العمل على زيادة الاستيعاب من مخرجات التعليم الأساسي والثانوي من أبناء المحافظة وربط التعليم الفني والتدريب المهني وفق متطلبات سوق العمل. وكذا تعزيز علاقة التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، والمساهمة في دعم وتوسيع مشاركة المرأة في سوق العمل والتحاق الفتيات بالمعاهد المهنية والفنية، واتاحة الفرصة لجميع الفئات من أبناء المحافظة في تطوير مهاراتهم المهنية من خلال التعليم الموازي والمستمر «الدورات القصيرة» ونهدف أيضاً إلى العمل على احياء الموروث الحرفي الشعبي للمحافظة «الصناعات التقليدية» ومن خلال هذه النظرة المستقبلية والطموحة بالرغم من الفترة القصيرة لاستحداث المكتب الا أننا قمنا بالخطوات الأولية لتحقيق هذه الأهداف. تطور كبير وحول واقع التعليم الفني والتدريب المهني في المحافظة بعد اعادة تحقيق الوحدة المباركة قال مدير عام المكتب: بعد الوحدة المباركة حدث تطور كبير للتعليم الفني بالمحافظة كان قبل الوحدة موجود لكنه بامكانات محدودة وبمناطق محددة لكن في ظل الوحدة في محافظة لحج فقط مقرره انشاء 13معهداً وكلية مجتمع بحسب الاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني التي ستنتهي عام 2014م هذا على مستوى محافظة لحج فقط الذي يوجد بها تطور كبير في هذا الجانب سواءً من حيث عدد المعاهد أم في ادخال التخصصات الجديدة التي تتواكب مع سوق العمل وفي الامكانات. موازنة لاتكفي ومن أبرز الصعوبات التي يواجهها التعليم الفني والمهني بالمحافظة تتمثل أهمها بعدم وجود موازنة تشغيلية بالمستوى المطلوب التي تواكب التطور المطلوب فكما هو معروف أن هذا النوع من التعليم مكلف لهذا من أهم الصعوبات التي تواجهها ضعف الموازنة التشغيلية التي لاتتناسب مع حجم وتطور العمل بالمحافظة بالاضافة إلى أنها مرتبطة بمواد تدريبية وغيرها ممايتطلبه التعليم الفني والمهني.