عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن وخلق مناخات وروافد وطنية للتنمية البشرية لهذه الأجيال.. لاشك تهون الصعاب وتغدو المهمة توجهاً حكومياً بالغ الأثر فبعد سنوات من ضخ مدارسنا وكلياتنا مخرجات نظرية عجزت عن تلبية متطلبات التصنيع وتقنيات العصر أدركت الحكومة أهمية الالتفات الحثيث والجاد إلى توسعة بناء المعاهد التقنية والصناعية وكليات المجتمع لما يخدم السوق المحلية والخارجية بكوادر مهنية تحمل في طياتها الحماس والقدرة بل وابتكارات عديدة تنتظر من يأخذ بيدها لتخدم العالم لا اليمن فحسب.. ليست هرطقات ولا أضغاث أحلام بل واقع فيه الحلو وفيه المر لمسناه أثناء إعدادنا لهذا الملف الصحفي حول التعليم التقني والصناعي في بلادنا تعز أنموذجاً ونبدأ بهذا الحوار مع الدكتور إبراهيم حجري وزير التعليم الفني والتدريب المهني: {.. هل لديكم إحصائية عن عدد المتقدمين إلى المعاهد المهنية والتقنية في مختلف المحافظات وعدد المقبولين منهم؟ لقد شهدت المعاهد المهنية والتقنية في عموم محافظات الجمهورية هذا العام إقبالاً شديداً من قبل الطلاب والطالبات الراغبين للالتحاق ببرامج وأنظمة التعليم الفني والتدريب المهني المختلفة وقد جاء هذا التوجه نحو التعليم الفني والمهني ترجمة لاهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله والحكومة بهذا النوع من التعليم باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية والملاذ الآمن للتخفيف من الفقر والحد من البطالة بين أوساط الشباب حيث تم استيعاب الطلاب المتقدمين في هذه المعاهد وفقاً للائحة القبول المتبعة والمقرة من قبل الوزارة وفيها بعض الاحصائيات عن عدد من المتقدمين والمقبولين منهم في المعاهد المهنية والتقنية في مختلف المحافظات فإنه يتم حالياً التواصل مع مكاتب الوزارة بالمحافظات لرفع إحصائية متكاملة عنها وعند الانتهاء من استكمال رفع هذه الاحصائيات سيتم الحديث عنها في حينه. {.. يقال إن هناك مجاميع تخطت امتحانات القبول بجدارة لكنها لم تقبل بسبب الضغط والازدحام على المعاهد غير القادرة على استيعابهم هل من أسباب أخرى وماتوضيحكم؟ في حقيقة الأمر الوزارة أصدرت لائحة لإجراءات القبول والتسجيل يتم العمل بها في جميع المعاهد المهنية والتقنية بكل شفافية في مختلف محافظات الجمهورية ووفقاً لنتائج امتحانات القبول يتم استيعاب الطلاب المتقدمين علماً بأن الوزارة تقوم بتكليف لجان تفتيش إلى المعاهد في المحافظات لمراجعة إجراءات التسجيل والقبول ورفع تقرير بذلك إلى قيادة الوزارة. {.. كم نسبة التحاق الطالبات بالمعاهد؟ وكم عدد المتخرجات خلال الأعوام الماضية وأي التخصصات المرغوبة لديهن؟ وهل من عراقيل تقف أمام شحة التحاق هذه الفئة؟ هناك زيادة متلاحقة في عدد الطالبات الملتحقات بالمعاهد الدراسية للمهن اليدوية والحرفية والتخصصات المهنية الحديثة حيث يوجد في برامج الوزارة تخصص مهني وتقني خاص بالفتيات ومنها على سبيل المثال أعمال الكمبيوتر وصيانة الالكترونيات والفنون الجميلة والتطريز والعلاقات العامة والمحاسبة والمكياج والسكرتارية والتنفيذية والتصوير الفوتوغرافي والنشر المكتبي وغيره من التخصصات التي تتناسب مع ميول ورغبات الفتيات ونسبة عدد الطالبات الملتحقات بمؤسسات التعليم الفني المختلفة لتصل إلى أكثر من أربعة آلاف طالبة كما تم استحداث قطاع بالوزارة يعنى بتعليم وتدريب الفتاة والذي سيعمل على تنامي التحاق الفتيات بأنظمة التعليم الفني والمهني من خلال البرامج التي انتهجتها الوزارة وتوجيهات الحكومة وبرنامج فخامة رئيس الجمهورية الانتخابي باتجاه التوسع في عدد من المؤسسات التدريبية واستحداث تخصصات وتنوع مناهجها وبرامجها التدريبية بما يتواكب مع متطلبات واحتياجات السوق المحلية. المعهد التقني في الحوبان تعز،وعلى سبيل المثال لا الحصر استوعب هذا العام فقط «004» طالب من بين «0005» متقدم في حين إدارة المعهد تعاني كثرة إقبال الوساطات عليها لقبول طلاب آخرين فوق الطاقة الاستيعابية.. {.. معالي الوزير:هل تعاني معاهد البلاد من شحة في الكادر التعليمي الفني والتقني أم في المعدات أم عدد الفصول والمعاهد برمتها؟ وما الحلول الاسعافية لتنفيذ استراتيجية التعليم الفني على الوجه الأمثل الذي سعى إليه البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس؟ سبق الإشارة إلى أن هذا العام شهد إقبالاً شديداً على المعاهد المهنية والتقنية في مختلف محافظات الجمهورية وقد أشرتم إلى مثال المعهد التقني الصناعي في حوبان تعز .. طبعاً محافظة تعز تتمتع بكثافة سكانية كبيرة مقارنة بالمحافظات الأخرى وبالضرورة سيكون عدد الطلاب المتقدمين لهذا المعهد وغيره كبيراً إلا أننا نؤكد بأن الوزارة لديها اتجاهات للتسجيل والقبول يتم الالتزام والتقيد بها ولايخفى من أننا نتعرض كقيادة وزارة إلى ضغوط وإحراجات من قبل شخصيات لقبول عدد من الطلاب إلا أننا ملتزمون باللائحة إيماناً منا بأن الأولوية للطلاب المتفوقين الذين اجتازوا اختبارات القبول المعدة وفق معايير محددة ووفقاً لطبيعة كل تخصص باعتبار هذا النوع من التعليم نوعياً ونهتم بالكيف لا بالكم أما ما يخص ببقية سؤالكم فإن الاشكالية التي تعاني منها الوزارة ليس شحة الكادر والمعدات بل في عدد المعاهد المهنية والتقنية وكليات المجتمع في عموم محافظات الجمهورية والتي يتم العمل على حلها وفقاً لاستراتيجية الوزارة وفيها التوسع في عدد من المعاهد المهنية وكليات المجتمع في عدد من محافظات الجمهورية وقد تمثل ذلك في اتخاذ الوزارة جملة من الإجراءات لما تضمنه برنامج الرئيس الانتخابي ومنها استكمال بناء «15» مؤسسة تدريبية واستكمال توسعة «9» مؤسسات تدريبية وكلية مجتمع جديدة وإعادة تأهيل وتوسعة «31» مؤسسة أخرى. {.. يلاحظ البعض ومن بينهم بعض مدرسي المعاهد التقنية أن المعاهد ينقصها كثير من المعدات الصناعية التي من شأنها رفد السوق بكادر صناعي لامجرد كادر صيانة وإصلاح فعلى سبيل المثال يقول بعض مدرسي أقسام الكهرباء إن بإمكانهم تأهيل طلابهم على تصنيع مولدات وخوازن كهرباء فقط إذا ماتوفرت لدى معاهدهم «مكابس» وغير ذلك في ورش التكييف والتبريد فهل من جديد إمكانات تنتظره معاهدنا للتأهيل الصناعي الأمثل؟ في حقيقة الأمر لدينا في الوزارة رؤية في تحديث وتأهيل المعاهد القائمة في عموم محافظات الجمهورية هذا ما تضمنته استراتيجية الوزارة غير أن أي عمل جيد قد يواجهه بعض القصور ومنها أن بعض المعاهد القائمة بحاجة إلى إعادة تجديد التجهيزات وفقاً لما يتطلبه السوق انسجاماً مع التطورات التكنولوجية المتلاحقة ومسألة التأهيل الصناعي لكل مخرجات الوزارة هو هدف نسعى إلى تحقيقه على الدوام لتلبية احتياجات السوق المحلي والإقليمي من مخرجات هذه المعاهد كما يجب الإشارة إلى دور السلطة المحلية في تحديد احتياجات ومتطلبات المعاهد المهنية والتقنية في المحافظات حتى تتمكن من تحقيق أهدافها المنشودة. {.. كم تصل نسبة التمويل الحكومي من نسبة المنح بشأن بناء وتجهيز المعاهد في اليمن؟ طبعاً يحظى التعليم الفني والمهني باهتمام غير مسبوق من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله في اعتماد المبالغ المخصصة لإنشاء وتجهيز المعاهد المهنية والتقنية وكليات المجتمع في عموم محافظات الجمهورية وقد اعتمدت الحكومة أكثر من «100» مليار لإنشاء العديد من المعاهد خلال الفترة من 2007م 2011م بالإضافة إلى تخصيص مبلغ «04» مليون دولار لتجهيز المعاهد الجديدة إلا أن هذا النوع من التعليم بحاجة إلى اعتمادات كثيرة كون هذا النوع من التعليم يعد باهظ التكاليف وعلى هذا الأساس نسعى جاهدين إلى إيجاد مصادر دعم خارجي لإنشاء وتجديد وتجهيز بعض المعاهد ومنها قرض الصندوق السعودي مبلغ «05» مليون دولار لإنشاء أكثر من معهد تقني ومهني في عدد من محافظات الجمهورية بالإضافة إلى تقديم منحة من المملكة العربية السعودية بمبلغ «05» مليون دولار لتجهيز هذه المعاهد والتي سيتم افتتاحها خلال الفترة القريبة القادمة إن شاء الله.