أكد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير العلامة محمد مفتاح، أن إحياء ذكرى جمعة رجب في الجامع الكبير بصنعاء يمثل محطة إيمانية وتاريخية عظيمة، اجتمعت فيها كلمة اليمنيين على الانضواء تحت راية خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتجند لنصرة دين الله، في حدث لم يكن خاصاً باليمن وحده بل شكل فتحاً ونصراً لكل المسلمين. وأوضح العلامة مفتاح في كلمته بالفعالية الخطابية والثقافية التي نظمها مكتب الأوقاف في امانة العاصمة بساحة الجامع الكبير ، صباح اليوم الجمعة، بمناسبة احياء عيد جمعة رجب، أن الإسلام دخل اليمن مبكراً، قبل الهجرة النبوية، وأن مشروع الهجرة الأول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان باتجاه اليمن، قبل أن تتجه مشيئة الله إلى يثرب، مؤكداً أن ذلك لا ينقص من مكانة اليمنيين، بل زادهم شرفاً بأن كانوا أنصاراً مميزين للدعوة الإسلامية. وأشار إلى أن الجامع الكبير هو مسجد نبوي بُني بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقيمت فيه الصلاة قبل أن تقام في المسجد الحرام بمكةالمكرمة، ما يمنحه مكانة عظيمة وقدسية خاصة، ويجعل منه رمزاً لمحبة اليمنيين لله ولدينه، ومحطة جامعة لمناسباتهم الإيمانية الكبرى. ولفت إلى أن اختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام لإرسالِه إلى اليمن يعكس المكانة الخاصة لليمن في قلب الرسالة الإسلامية، مشيراً إلى أن الإمام علي قاد أكبر وفد للحجيج في حجة الوداع بعد وفد النبي، وهو ما تثبته كتب السيرة والتاريخ والحديث. واعتبر العلامة مفتاح أن التشكيك في هذه الحقائق التاريخية لا يستند إلى أي أساس علمي، مؤكداً أن الروايات الصحيحة المتواترة تثبت قدوم الإمام علي إلى اليمن وتنظيمه شؤونها الدينية والاجتماعية، وقيادته لوفدها الكبير إلى مكةالمكرمة، مشدداً على أن مناسبة جمعة رجب تعد فرحة للأمة الإسلامية جمعاء، لأن دخول شعب كامل في الإسلام واجتماع كلمته تحت راية واحدة يمثل نصراً عظيماً للدين، تماماً كما يفرح المسلمون اليوم بإسلام أي قبيلة أو شعب في أي بقعة من العالم. ولفت إلى أن اليمن اليوم يجدد هذا العهد الإيماني عملياً، من خلال إعلان الجهوزية والرباط، ومواجهة الطغيان العالمي، ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكداً أن هذه التضحيات والدماء التي تُقدَّم في سبيل الله هي الامتداد الطبيعي لهوية "الإيمان والحكمة اليمانية. وأفاد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير أن تصدي اليمن للعدوان الأمريكي ودعمه للعدو الصهيوني، ومواقفه الثابتة في البحر وفي ميادين المواجهة، دليل على أن هذا الشعب يتحرك من منطلق ديني وأخلاقي، لا من حسابات سياسية ضيقة، وأن النصر الذي تحقق هو وعد إلهي متجدد. ودعا العلامة مفتاح علماء الأمة ونخبها السياسية والفكرية والإعلامية إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة أي إساءة للإسلام والقرآن الكريم، مشدداً على أن قيام اليمن بواجبه لا يسقط المسؤولية عن بقية المسلمين، بل يحمّلهم واجب المقاطعة والملاحقة والمحاسبة لكل مجرم ومعتدٍ. وطالب بفتح قضايا قضائية لملاحقة المسيئين والمجرمين، ومنعهم من دخول أي بلد إسلامي، مؤكداً أن الصمت والتخاذل يشجعان العدو على التمادي، بينما الموقف الحازم يردع ويمنع تكرار الجرائم. وجدد القائم بأعمال رئيس حكومة البناء والتغيير، التأكيد على أن النصر قادم بإذن الله، وأن اليمن كما انتصر في البحر، وكما واجه العدو الصهيوني حتى آخر لحظة، يستعد اليوم لجولات قادمة بثبات وإيمان، متمنياً الفرج والنصر للشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن الله نعم المولى ونعم النصير. وخلال الفعالية، ألقى فضيلة القاضي العلامة عبد الله بن محمد الشاذلي كلمة استعرض فيها عظمة هذه الذكرى التي تمثل فخراً وشرفاً لأهل اليمن، مشيراً إلى أن اليمنيين استجابوا لدعوة الإسلام طواعية وعلى يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، دون قتال أو إكراه، في سابقة فريدة في التاريخ الإسلامي.