«الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غياب التوعية والعادات والتقاليد أبرز التحديات التي تقف أمام التحاق الفتيات به..
التعليم الفني والمهني..لم يعد حكراً على الرجال..!!
نشر في الجمهورية يوم 25 - 11 - 2012

كشفت دراسة حديثة جملة من التحديات والصعوبات التي تقف أمام التحاق الفتيات بالتعليم الفني والتدريب المهني وفي مقدمتها غياب الوعي المجتمعي والعادات والتقاليد تجاه هذا النوع من التعليم، الزواج، الأسرة، والتوقف عن الدراسة، الجهد البدني للتخصص المهني، بالإضافة إلى تفضيلهن الجامعة على الدبلوم لسهولة الحصول على وظيفة، وبعد المعاهد عن مقرات السكن، وانعدام وسيلة المواصلات، والظروف المادية، ومحدودية الفرص المتاحة بالنسبة لخريجات القسم الأدبي.. وأكدت معظم العينات المبحوثة أن لديهن الاستعداد للدخول في مجالات التعليم الفني والمهني مقابل أن يكون هناك مميزات ممنوحة لهن، أبسطها توفر وسائل مواصلات ووجود بيئة تعليمية ملائمة في المعاهد، ومرافق خدمية متوفرة وإمكانية ضمان الحصول على الوظيفة.
ولتسليط الضوء على أسباب تدني الفتيات في الالتحاق بالتعليم الفني، ولمعرفة أوجه القصور في استخدام الوسائل الممكنة للتوعية والتعريف بهذا النوع من التعليم أوساط المجتمع والأسرة وطالبات المدارس، والخطط المستقبلية لرفع نسبة الحاق الفتاة بالمؤسسات التدريبية، ومعرفة التحديات والصعوبات التي تواجه المؤسسات التدريبية، سنجيب عنها في سياق هذا التحقيق..
حكاية دلال
رغم ذلك الإحجام من قبل الفتيات عن الالتحاق بمختلف التخصصات المهنية والتقنية، إلا أن هناك العديد من الفتيات وفي خطوة شجاعة تحسب لهن كسرن حاجز الخوف وتقدمن للالتحاق في تخصصات مهنية وتقنية ساد فيها طوال السنوات الماضية فهم خاطئ بأنها مقتصرة على الذكور، وهو ما أكدته الطالبة دلال يوسف الدالي التي كسرت حاجز الخوف لدى الفتيات من الالتحاق في التعليم الفني والمهني والتحقت بتخصص ديكور في المعهد اليمني الصيني بحده، وأثبتت للجميع أنه لا يوجد شيء اسمه تخصصات ذكورية، بل الرغبة والاقتناع في التخصص والإرادة هي السبيل الأمثل لتغيير النظرة الدونية للمجتمع والأسرة التي ظلت سنوات تقف عائق أمام الحاق الفتيات في تخصصات مهنية وتقنية والتي قد تتفوق وتبدع الفتاة من حيث القدرات والأفكار والطموح من أخيها الرجل، وخاصة متى ما أتيحت لها الفرصة ووجدت الدعم والمساندة من الأسرة لتلبية رغبتها في اختيار نوعية التعليم وانعكاساته الايجابية للأسرة والمجتمع والحد من البطالة حسب تعبيرها.
تقول دلال: كنت أطمح بأن التحق بكلية الطب، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، الأقدار تقود أحياناً إلى اكتشاف المجهول في ذات الإنسان، فقررت أن ابحث عن تخصص يلبي رغباتي واحتياجاتي ومطلوب في سوق العمل وخاصة أن التخصصات الإنسانية والنظرية في الجامعات صار اليوم لا يجدي نفعاً بعد أن صارت المخرجات تتراكم، وطابور الانتظار يطول سنوات من اجل الحصول على فرصة ، ففكرت واقتنعت أن أكتسب مهارة وحرفة مهنية، من خلال المعاهد الفنية والذي شجع الأسرة على الوقوف بجانبي للالتحاق حسب الرغبة والهواية، وخاصة أني كنت أمتلك هوايات التنظيم والترتيب والرسم والأشياء الفنية مما دفعني ولفت انتباهي تخصص الديكور الذي كنت اعتقد أن هذه التخصصات بالمعاهد الفنية والمهنية محتكرة على الذكور فقط.
وأشارت دلال أن المجتمع اليوم تغير ولابد من مواكبة التطورات في مختلف التخصصات التقنية والهندسية والصناعية ، والبنت التي تثبت جدارتها بأي شيء عليها أن تقوم به وتنفذه للوصول إلى الأهداف المنشودة، ولما أتخرج لدي طموح أن استمر في تطوير مهاراتي وقدراتي في قسم الديكور والعمارة الداخلية في الدراسات.
وبينت دلال أن هذا العام ارتفع عدد الفتيات بقسم هندسة الديكور في المعهد اليمني الصيني للعلوم التطبيقية بدءً من طالبتين الى 6 عام 2010 و 4 طالبات العام الماضي، والى 25 طالبة خلال العام الدراسي الجاري 2012م / 2013م، بسبب معرفة بعض الفتيات بهذا التخصص، بعد أن كانت تعتقد كثير منهن أن هندسة الديكور تخصص صعب ولا يدخله إلا الذكور بسبب ارتباطه بالميدان، معتبرة هندسة الديكور لمسات فنية سيضيف شيء إلى أفكارهن من خلال تنفيذ مشاريع تخرج ستعمل على إقناع المؤسسات والشركات بأن هناك فتيات تخصصن ديكور يبدعن في مجالهن ويتركن لهن المساحة للإبداع.
ودعت قيادة المعهد والوزارة إلى ضرورة إفساح المجال للفتيات بالالتحاق بأقسام الالكترونيات، وخاصة هندسة الجوال، ومساحة وطرقات، وتحكم صناعي، وعدد من المجالات التي ظلت خلال الفترة الماضية للذكور فقط، مع التأكيد على ضرورة الخروج الميداني للتطبيق العملي في المؤسسات والقطاع الخاص والاختبارات تكون منظمة ومرتبة بحيث تتلاءم مع الجوانب النظرية، وذلك لتحفيزهن على الإبداع والمنافسة والابتكار.
دوفع وأسباب
ولعل أحد الدوافع والأسباب التي دفعت أولئك الفتيات للالتحاق بهذه التخصصات هي إيمان الفتاة بقدراتها، ومنافسة اخيها الرجل بمختلف المجالات، وتطلعها لخدمة مجتمعها وإثبات ذاتها، وهذا ما أكدته الطالبة ملكة العريقي سنة ثانية ديكور، التي تحدت الصعاب ومعارضة والديها واقتحمت عالم الفن والديكور الذي سمعت به من خلال الإذاعة بالصدفة حسب قولها في مقابلة مع عميدة احد المعاهد الخاصة بالمرأة التي اشارت أن هناك تخصص هندسة ديكور وفني أبنية بالإمكان أي فتاة أن تلتحق به، سارعت على الفور بتحديد رغبتي حسب هواياتي واتجهت لأسأل عن مكان المعهد والتحقت في تخصص الديكور الذي كنت اتمناه، وخاصة وانها معاهد حكومية ولديها شهادات معتمدة.
وقالت أول مرة أسمع عن هذه المعاهد الفنية والمهنية، وبإمكان أي فتاة تلتحق فيها، وكنا نعلم أن هذه المعاهد الفنية بنيت خصيصاً للأولاد فقط، وذلك لعدم تضمين دور المعاهد الفنية في المنهج المدرسي، وغياب الوعي والتوعية والحملات الإعلامية المكثفة عبر وسائل الإعلام المختلفة لتعريف طالبات المدارس بأن هناك تخصصات ومجالات فنية ومهنية للفتيات.
- فيما تقول الطالبة يسرى نجيب أن اكثر ما دفعها للالتحاق في تخصص الديكور ومجال المعاهد الفنية هو التغيير والبحث عن الجديد لاكتساب مهارة تساعدك للالتحاق في سوق العمل عقب التخرج مباشرة والهروب من التكرار في الجامعات، وخصوصاً أن قسم الديكور جديد ويلبي احتياجات الفتاة، ويحظى بدعم واهتمام الجانب الصيني في المعهد من خلال الكادر التدريبي والتجهيزات الفنية المقدمة من الصين.
وأضافت: “ولم أكن أتوقع أن ألتحق في هذه المعاهد حيث عرفت وسمعت أنها مخصصة للذكور فقط، وكان لدينا فكرة غلط عن التعليم الفني، وكان طموحي بعد الثانوية الالتحاق في كلية الهندسة الفنية، ولكن الحظ لم يحالفني، فتفاجأت أن هناك تخصص ديكور عمارة داخلية في المعهد اليمني الصيني بحدة، ولم أتردد لحظة وعند ذهابي للمعهد وجدت كثيرا من التخصصات ومن الطالبات الملتحقات بالتخصص واستغربت لوجود تخصصات قوية ونوعية بهذه المعاهد و تلبي احتياجات الفتاة ولم يتم التسويق والتعريف بها بالشكل المطلوب في اوساط مدارس الفتيات وفي المنهج المدرسي.
صناعة المستقبل
والأمر المدهش في مسألة إثبات الذات لم يكن الدافع الرئيسي عند التحاق الفتيات بهذا النوع من التعليم، ولكن ميولهن وحبهن واقتناعهن بالتعليم الفني والمهني واكتساب حرفة تساعدهن على العمل وتحسين مستوى الدخل لهن ولأسرهن وخاصة في الوضع الراهن في اليمن وهو ما أكدته الطالبة حنان عبد الحميد التي كان حلمها منذ الصغر أن تكون مهندسة معمارية، فجاء هذا التخصص هندسة العمارة الداخلية (الديكور) ليلبي تلك الطموحات بأقل التكاليف وتوفير الجهد و الوقت، ودخلت عن قناعة، وعملت كثيراً من أن اجل الالتحاق في هذا التخصص الذي واجهت كثير من العراقيل والصعوبات حسب تعبيرها من قبل الوزارة والمعهد لقبولها، وخاصة خريجي القسم الأدبي، والثانوية التجارية، مؤكدة أن طموحها إكمال الدراسات العليا بالجامعة في نفس التخصص.
- وأشادت بمستوى الدعم والتعليم بالمعهد وما يقدمه من خدمات تعليمية متطورة في مجال الديكور من قبل الكادر الصيني المدرب لطلاب الديكور، متمنية أن يعود المعهد إلى عهده السابق في الثمانينيات من حيث دوره الرائد في تخريج عمالة يمنية ماهرة في مختلف التخصصات واستئناف نشاطه وأدواره وخاصة في الوقت الراهن لتخريج عمالة مؤهلة تلي احتياجات السوق، وإتاحة الفرصة للفتيات للالتحاق في مختلف أقسام وتخصصات المعهد وكسر حاجز الخوف لدى الفتيات بهذا النوع من التعليم الذي يعول عليه خلال الفترة القادمة لانتشال البطالة ومكافحة الفقر وصناعة المستقبل وبناء اليمن الجديد.. وترى الطالبة ليلى العلفي من قسم التجميل الدفعة السادسة بمعهد نقم للفتيات، ان الدافع لالتحاقها في هذا التخصص جاء عن اقتناع وتلبية لرغبتي في اكتساب مهارات علمية وعملية حول التجميل، وإمكانية فتح محل كوافير يقوم على اسس علمية وليس عشوائياً وتعريف المجتمع بفوائد ومضار مستخلصات التجميل ومتى وكيف يتم استخدامه، إضافة على أن التخصص جديد ومطلوب في السوق.
وأكدت أن قسم التجميل هو علم وفن وهواية وإبداع ومخرجات المعهد لها قبول كثير في الأسواق وخاصة بمحلات ومستحضرات التجميل، وإمكانية فتح مشاريع صغيرة خاصة بالكوافير تساعد على تحسين مستوى دخل الأسرة من خلال تجهيز العرائس بطرق علمية، فيما تواجه الكثير من الفتيات بهذا القسم مشاكل فيما يتعلق بالشغل بعد التخرج وذلك لعدم وعي المجتمع بأهمية وضرورة التخصص لتلبية احتياجات الأسرة والمجتمع .
- وقالت العلفي :” إننا ندرس على مدى سنتين بعد الثانوية "دبلوم مهني" في التجميل، ويتم إكسابنا العديد من المهارات في مجال فن التجميل على جزئيين، جوانب نظرية وعملية، مواد تخصصية ومواد ثقافية، من أهمها كيفية العناية بالبشرة وقصات الشعر المتنوعة والتسريحات بالإضافة إلى المساج الطبيعي بالأدوات والزيوت الطبيعية وهذه جميعها تعمل على تلبية احتياجات المرأة في هذا المجال.
أولياء الأمور
وأكثر ما لفت انتباهنا ونحن نبحث عن أسباب تدني التحاق الفتيات بالمؤسسات الفنية والمهنية وجود أحد أولياء الأمور الأخ أنيف طاهر وهو يسجل ابنته في أحد التخصصات المهنية المحتكرة على الذكور، ولأول مرة منذ إنشاء المعهد تقتحم فتاة مجال التحكم الصناعي المستوى المهني بعد الإعدادية الذي يعتبر تخصص شاق وصعب، لتعلن للفتيات وطالبات المدارس أنه لا شيء يمكن أن يقف أمام طموح وآمال الفتاة واكتساب العلم والمعرفة وتحدي الصعاب ومنافسة أخيها الرجل سوى الموت، وذلك لعزمها بدعم والديها كسر حاجز الخوف والالتحاق بهذا التخصص، لتمهد الطريق أمام فتيات المدارس للانخراط بهذه المجالات التي تركز على إكسابهن حرف مهنية تساعدهن على رسم مستقبلهن بأيديهن وبناء اليمن الجديد.
وزادنا حماسة مبادرة ولي أمر الطالبة نورا أنيف طاهر التي كسرت حاجز الخوف من الالتحاق في البرامج المهنية الصعبة والمحتكرة على الذكور منذ زمن، ودخلت تخصص تحكم صناعي في المستوى المهني ولأول مرة تدخل فتاة وبجانبها أخرى هذه المجالات التي ظلت ردحاً من الزمن حكراًعلى الرجل، وأبدى الأستاذ أنيف تفهمه لما اختارته أبنته وتلبية رغبتها وطموحها للدخول هذا المجال الصناعي الذي ظل ردحاً من الزمن وبقية التخصصات المهنية محتكرة على الذكور، مشيراً أن تخصص التحكم الصناعي يمثل مستقبلا كبيرا ليس للأولاد فقط؛ ولكن أيضاً للفتيات من خلال الشراكة المجتمعية والدراسة العملية وتشجيع هذه المخرجات من الالتحاق في سوق العمل وتمكينها من تشغيل والتحكم بالآلات الصناعية في المصانع والمساهمة في التنمية المستدامة ورفع إنتاجية الاقتصاد الوطني.
فيما تقول ابنته نورا التي كانت بجانبه إن دافعها لهذا التخصص كان عن اقتناع وهواية منذ الصغر لتشغيل وإدارة المكائن الصناعية، و إن لديها طموحا للحصول على منحة خارجية لتطوير مهاراتها ومواصلة الدراسات العليا وهذا ما سينعكس إيجاباً على تشجيع الفتيات في الالتحاق بمختلف التخصصات المهنية والتقنية في المستقبل.
وأكد ولي أمر الطالبة أن هناك كثيرا من الطالبات والمجتمع متفهم حالياً بالنسبة لدخولهن للتخصصات المهنية وذلك لحاجة السوق لمخرجات نسوية في تخصصات مختلفة، ولكن غياب الوعي لدى بعض الأسر والعادات والتقاليد هي تقف حاجزاً أمام دخول الفتاة في برامج التعليم الفني والمهني فضلاً عن غياب التخطيط والتوعية المهنية بأوساط المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة بأهمية هذا النوع من التعليم، إضافة إلى سوء إدارة بعض المؤسسات التدريبية التي ترفض أحيانا قبول بعض الطالبات اللواتي يردن أن الالتحاق بتخصصات مهنية أو تقنية صعبة لضمان مستقبلهن، وطالب وزارة التعليم العالي للانفتاح العالم وقبول مخرجات التعليم الفني والمهني لمواصلة الدراسات العليا من أجل رفع المهارات الإدارية والقيادية والاستثمار في تنميتها وإعطائهم كمية من المنح المتخصصة للعلوم المهنية والتقنية لرفع كفاءة التعليم الفني وتطوير مخرجاته ليواكب احتياجات السوق المحلي والدولي.
صعوبات ومشاكل
وأجمعت الطالبات أن العادات والتقاليد، والنظرة القاصرة للمجتمع، وغياب برامج التوعية أوساط المدارس ووسائل الإعلام المختلفة، وغياب الخطط، وغياب المنهج والمفردات التدريبية، وشحه الإمكانات، وضعف الكادر التدريبي، وندرة التخصصات التي تلبي احتياجات ورغبات الفتاة، وقلة المعاهد الفنية والمهنية، وبعدها عن المراكز السكنية، أبرز التحديات التي تواجه التحاق الفتيات بالتعليم الفني، وأضفن:” يجب التوضيح للمجتمع اليمني انه لا يوجد اليوم في المجتمعات المتقدمة تخصصات منفرده للفتاة، واخرى للرجل، فالتعليم العالي يشمل كلا الجنسين بدون تمييز في مختلف التخصصات.
وطالبت الفتيات وزارة التعليم الفني لضرورة استحداث تخصصات جديدة في المعاهد الفنية والمهنية تلبي احتياجاتها وتوفير التجهيزات والبنية التحتية لهذه المعاهد وتوسيعها وإعادة تأهيلها وتطويرها بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل، وتوفير الكادر المؤهل وربطه بمخرجات سوق العمل، و توفير المنهج ووسائل مواصلات إلى هذه المعاهد المترامية الأطراف حسب قولهن، وضرورة إيجاد علاقة مشتركة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات التمويل المختلفة لدعم مشاريع خاصة بالفتيات تسهم في الحد من البطالة ومكافحة الفقر ورفع مستوى الدخل المعيشي.
كما دعت الطالبات أولياء الأمور والمجتمع والأسرة وخاصة الطبقة المتوسطة بالسماح لبناتهم في الالتحاق بالمعاهد الفنية والمهنية، كون المستقبل فيها أفضل من الجامعة، حيث يوجد فيها تخصصات كثيرة تلبي احتياجات ورغبات الفتاة كتخصص رياض اطفال، والتجميل وتفصيل أزياء، محاسبة تسويق، إدارة أعمال، ديكور، وبقية التخصصات التقنية والمهنية المتنوعة والتي تبلغ أكثر من 80 تخصصاً في شتى المجالات، ستفيد الكثير من الفتيات اللواتي يعانين ظروفا اقتصادية صعبة، من خلال إكسابهن مهارات مهنية وحرفية تساعدهن من الحصول على فرصة عمل.
سوق العمل
مديرة معهد نقم لتدريب وتعليم المرأة بأمانة العاصمة ألطاف الشباء أشارت إلى أن العام الجاري شهد ارتفاع اقبال الفتيات للالتحاق في برامج المعهد المختلفة بلغت 30 بالمائة والذي وصل عددهن إلى 165 طالبة، منهن 45 طالبة في تخصص الخياطة والتفصيل، و 20 طالبة في تخصص التجميل ، و100 طالبة في تخصص رياض الأطفال الأول من نوعه على مستوى العاصمة، وأكدت أن هناك إقبالا كبيرا للطالبات في الالتحاق في برامج المعهد من مختلف مديريات الأمانة، ولكن الطاقة الاستيعابية وشحة الإمكانيات هي التي تجعلنا أن لا نقبل الا عدد محدود، مرجعة سبب الإقبال إلى كون المعهد يعتبر الوحيد الذي يقدم هذه الخدمات التي تلبي احتياجات ورغبات الفتاة على مستوى أمانة العاصمة في مجال دبلوم مهني بعد الإعدادية تخصص خياطة وتفصيل، وتجميل سيدات، أو ثانوية مهنية 3 سنوات بعد الإعدادية في نفس التخصص، ودبلوم تقني بعد الثانوية تخصص رياض الأطفال وبرمجيات حاسوب.
- ولفتت عميدة المعهد إلى أن الإقبال شديد في تخصص رياض الأطفال ولا نستطيع قبول أكثر من مائة طالبة وذلك لأن التخصص مطلوب في سوق العمل، وجديد ويلبي احتياجات المجتمع وخاصة في المدارس الأهلية ويلتحقن في سوق العمل بسرعة، وخاصة بعد التحاق نحو 99 بالمائة من خريجات القسم بسوق العمل ولم يجدن أي صعوبة في التوظيف، وقالت: اننا نقوم بابتعاث طالبتين من قسم التجميل كل عام إلى الجزائر لتدريبهن وتطوير مهاراتهن الفنية وحصولهن على دبلوم عالي في التجميل، ولكن عندما يرجعن الى اليمن يصبن بإحباط ولا يتم استيعابهن في المعاهد الفنية وتوظيفهن بشكل رسمي مع رغم الحاجة الماسة لهذه النوعية من التخصصات المؤهلة في معاهد الفتيات وخسارة الدولة على التدريب والابتعاث، إلا أنها تلجا للتسرب للقطاع الخاص الذي بدوره يستوعبهن لمهاراتهن العالية، وأشارت إلى أن لديها خطة قادمة لاستحداث تخصصات جديدة للفتيات في مجال صيانة الموبايل والجوال، والتدبير المنزلي، ودورات قصيرة في مختلف التخصصات التي يحتاجها المجتمع، والتي تساهم في رفع مستوى الأسرة اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.
مديرة معهد أروى التقني التجاري بأمانة العاصمة بشرى حمدي نعمان أشادت بدورها بوسائل التوعية والمبادرة الأولى الذي قام بها قطاع تعليم وتدريب الفتاة عن طريق الهاتف الجوال، ومن خلال النزول الميداني للمدارس ضمن مديرية الوحدة وكذا نزول القطاع إلى بعض المدارس للتوعية بالأقسام والتخصصات التي يشملها التعليم الفني والمهني بالنسبة للفتيات وإمكانية التحاقها بهذه التخصصات المهنية والتقنية، وقالت: إن عدد الطالبات في الأقسام التجارية بالمعهد بلغ هذا العام نحو 84 طالبة في المستوى التقني رغم اننا فتحنا أبواب التسجيل وقبول خريجات عام 2000 لإتاحة الفرصة للفتيات اللاتي لم يستطعن أن يلتحقن بالتعليم لظروف معينة، فيما بلغت عدد الطالبات الملتحقات بالمستوى المهني بعد الإعدادية نحو 21 طالبة.
وأرجعت ضعف الإقبال على المعهد كون إمكانياته محدودة ولم يجر عليه أي تطوير او تغيير في التجهيزات والاحتياجات، ومحدودية التخصصات المتمثلة في محاسبة وإدارة أعمال بالمستوى التقني، إضافة إلى العادات والتقاليد والأسرة التي تمنع الفتاة بالالتحاق بالمعاهد الفنية نتيجة قلة الوعي حسب قولها، و سوق العمل يفضل استيعاب مخرجات الجامعة بدلاً عن مخرجات الدبلوم، رغم إتاحة الفرصة للفتاة بإمكانية مواصلة دراستها الجامعية بعد الدبلوم، منوهةً أن التعليم التجاري الذي كان تابع للتربية والتعليم خلال فترة الثمانينيات كان يعطي للطالبة حوافز تشجيعية ومبالغ رمزية لتشجيعهن على الاستمرار في التعليم التجاري وكبدل مواصلات.
واتفقت عميدة معهد نقم للمرأة مع عميدة معهد عبد الناصر التقني أن أهم الصعوبات التي يواجهوها وتواجهها اغلب المعاهد الفنية، ضيق المباني، شحة الإمكانيات بحاجة إلى مزيد من الرعاية والتجهيزات والمعدات التدريب، لتوسيع المدخلات والإسهام في تطوير نوعية المخرجات، و غياب المناهج والخطط الدراسية ، فيما مفردات المواد من الملازم لا تتلاءم مع سوق العمل، وتحتاج إلى مدرس أو مدرسة متمكنة ومؤهلة وقادرة على توصيل المعلومة إلى الطالبة، وغياب وسائل النقل والمواصلات إلى المعهد، وشحة الكادر التدريبي في التخصصات الجديدة، فضلاً عن غياب تام لدور القطاع الخاص في الدعم والتنسيق والإشراف والمتابعة.
وطالبتا، وزارة التعليم الفني، بالتوسع في إنشاء وتجهيز المعاهد الخاصة للفتيات واستحداث تخصصات جديدة في مختلف المجالات المهنية والتقنية، وتفعيل دور إدارة المرأة بالوزارة لعمل دراسات ميدانية عن احتياجات الفتيات وميولهن خلال المرحلة الدراسية، و بتكثيف حملات ميدانية بالتعاون مع وسائل الإعلام الذي يلعب دوراً هاماً في توعية المجتمع ومواكبة التطورات والمتغيرات لتعريف طالبات المدراس بأهمية التخصصات المهنية والتقنية للفتيات، وتشجيعهن على الالتحاق بهذه التخصصات لإكسابهن مهارات حرفية تمكنهن من الانخراط بسوق العمل بكل سهولة ويسر بدلاً من طابور الانتظار الطويل لمخرجات الجامعة، وأهمية دورة القطاع الخاص لدعم وتمويل مشاريع صغيرة وخاصة للفتيات، ودعتا اولياء الأمور لترك الفرصة للفتيات لاختيار نوعية التعليم التي تلبي طموحاتهن في المجالات المهنية والتقنية.
انقطاع الميزانية
وكيلة وزارة التعليم الفني لقطاع تعليم وتدريب الفتاة لمياء الأرياني أرجعت اسباب تدني التحاق الفتيات بالتعليم الفني إلى عوامل كثيره أهمها الموروث الثقافي السلبي تجاه التعليم الفني بشكل عام، ويعتبره الكثير مستوى متدنيا من التعليم ومجال لا يدخله إلا الفاشلون، والعادات والتقاليد، إضافة إلى أسباب فنية مثل قلة التخصصات الجاذبة للفتيات وقلة المعاهد الخاصة بالبنات وعدم تكييف المختلطة منها لخصوصيات البنات واحتياجاتها، وأشارت إلى أن التحاق الفتيات بالتعليم الفني في تزايد مستمر وقد بدأت الفتيات في خوض المجالات التي كانت حكرا على الذكور مثل الإمدادات الكهربائية والمساحة والطرقات، والتحكم الصناعي، والديكور، وغيرها.
وأشارت إلى أن القطاع انتهج خطة متكاملة لرفع نسبة الفتاة بالتعليم الفني من خلال، تنفيذ حملات توعية إعلامية بمختلف وسائل الإعلام، وبث رسائل تشجيعية عبر الجوال، وتنفيذ نزول ميداني للمدارس في أمانة العاصمة كمرحلة أولى، بهدف دراسة الوضع القائم للفرص المتاحة وتحليل ومعرفة أسباب تدني نسبة التحاق الفتيات في التعليم الفني، ونشر مفاهيم التعليم الفني والتعريف بأنظمته ومجالاته لطالبات الشهادتين الأساسية والثانوية بالأمانة، والدفع بالمجتمع لتقبل أهمية التعليم الفني والمهني للفتيات وتنمية مشاركتها والعمل على تقليص النظرة السلبية الموروثة لهذا النوع من التعليم وسط الفتيات.
وقالت الوكيلة الإرياني: إنه تم تسهيل معايير القبول للفتيات وإصدار قرار بقبول شهادات عام 2000 - 2001م ، والعمل على استحداث تخصصات جديدة جاذبة للفتيات مثل ( إنتاج أفلام الكرتون، الأفلام الوثائقية، الطاقة البديلة، صيانة الأجهزة الطبية وغيرها ) كما يسعى القطاع لفتح معاهد خاصة بالفتيات بالريف، وأكدت أن نتائج الدراسة التي نفذها القطاع العام الماضي والتي استهدفت 4 ألاف و 319 طالبة و100 معلم ومشرفة في 22 مدرسة أساسية وثانوية بقسميها العلمي والأدبي توزعت على كافة مديريات أمانة العاصمة، بينت ارتفاع مستوى الوعي المعرفي لدى الطالبات ببرامج التعليم الفني والتدريب المهني بعد تنفيذ البرنامج التوعوي إلى 95 بالمائة، مقارنة ب20 بالمائة لم يكن يعرفن شيئاً عن التعليم الفني، و80 بالمائة من الطالبات يعرفن قليلاً عن التعليم الفني.
وفيما يتعلق بالاستجابة لطلبات ومقترحات طالبات المدارس الأساسية والثانوية وإمكانية توفيرها لتشجيعهن على الالتحاق في برامج التعليم الفني والمهني، أشارت إلى أن التوصيات التي خرجت بها الدراسة الميدانية في مدارس الفتيات بأمانة العاصمة تفوق إمكانات القطاع والوزارة بشكل عام، منوهةً بأن القطاع يعاني صعوبات وتحديات وخاصة انه قطاع استحدث جديداً في عام 2008م، وتواجهنا انقطاع الميزانية للسنة الثالثة على التوالي وبدون أسباب مبررة، فيما اغلب البرامج التي نفذها القطاع بدعم من المانحين، ولكن خلال الفترة الاخيرة توقف برامج الدعم بسبب الأوضاع الراهنة باليمن، الا ان القطاع يسعى على استحداث تخصصات جديدة جاذبة للفتيات، ويعمل جاهداً خلال الفترة القادمة لتوفير معاهد خاصة بالفتيات وتهيئة المعاهد المختلطة لخصوصيات الفتاة.
وكانت الدراسة التي نفذها قطاع الفتاة بالوزارة قد أظهرت تخصصات جديدة عكست ميول ورغبات الطالبات بأن تكون موجودة في المعاهد الفنية والمهنية وفي مقدمتها تخصصات” فنون جميلة، علاقات عامة، أفلام كرتون، إخراج سينمائي، مضيفات طيران، إعلام وصحافة وإذاعة وتلفزيون، بالإضافة إلى الماكياج وخياطة وتفصيل وتطريز أزياء نسائية والتي احتلت المرتبة الأولى لميول الطالبات.
وحلت من بين تلك التخصصات، السكرتارية والتخصصات الطبية، والتمريض والمحاسبة والكمبيوتر وصيانة الالكترونيات المرتبة الثانية لميول ورغبات الفتيات فيما تباينت الرؤى واختلفت النسب في باقي التخصصات التي ترى الفتيات ضرورة إيجادها وفتح المجال أمامها وتوعية المجتمع والأسرة بأهميتها وخاصة تخصصات “التجميل، البيطرة، الديكور، الفندقة، السياحة، ومطالبة الوزارة بتوفير وسائل النقل والمواصلات للطالبات كون المعاهد في مراكز المحافظات بعيدة ولا يوجد وسيلة مواصلات إليها وخاصة المعاهد الفنية الجديدة التي تحتاج إلى تجهيزات..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.