خولة مسعد الطيري (5 سنوات)، وخلدون مسعد الطيري (4 سنوات)، ولدا إلى الحياة الدنيا، وولد معهما مرض غريب لم يطرق مسامع أحد من قبل.. ولم يترك والدهما- الذي يعمل على قلاب قديم لنقل الحجارة والتراب- سبيلاً لعلاجهما إلاّ وسلكه، ولكن دون جدوى..!خولة وشقيقها خلدون- من أبناء “دمت” بمحافظة الضالع- يعانيان من حالة مرضية نادرة، هي أقرب ما تكون إلى حساسية جلدية مفرطة، بحيث ينسلخ جلد الطفلين بمجرد تعرضهما لأشعة الشمس، أو لمجرد أن يتعرض جسديهما للتراب، أو يلامس بعض الحصى، أو الارض.. بل أن جلد الطفلين يبدأ بالانسلاخ حتى بمجرد احتكاكه بشيء من القوة بفراش النوم..!! خولة وخلدون يعيشان مأساة حقيقية، فهما محرومان من الخروج من باب البيت، أو ممارسة أي ألعاب تعرض جسديهما لحالة احتكاك سواء مع جسد بشري آخر، أو أجسام صلبة.. وهما مضطران للنوم على جهة واحدة دون أن يسمح لهما التقلب أثناء النوم.. الأمر الذي كابدت الأم مأساة أخرى بأن تسهر على حراستهما طوال الليل خشية أن يتقلبوا أثناء النوم فينسلخ الجلد، وتسيل الدماء..!! الأب مسعد الطيري أخبر “نبأ نيوز” بأنه عرض طفليه على العديد من الأطباء المحليين، إلا أنهم لم يفيدوه بشيء، والبعض ألقى السبب على “شماعة” الوراثة، أو “زواج الأقارب”؛ غير أنه لا يتذكر ان احداً في الاسرة منذ خمسين عاما قد أصيب بمرض مماثل.. وجميع الاطباء الذين زارهم وصفوا له أدوية متعددة، اختلفت من طبيب لآخر، ومن زيارة لأخرى.. وها قد مضت خمس سنوات أو أقل بقليل والحالة ما زالت تتفاقم، والمأساة تتعاظم..! وظل مسعد الطيري- الذي يكد على قلابه القديم- ما ان يفرغ من شراء دواء لطفليه، حتى يصبح بحاجة لشراء قطع غيار لمصدر قوته وقوت أسرته- (القلاب المتهالك)، إلاّ أنه ما زال يقوم بزيارة شهرية للاطباء في العاصمة صنعاء.. وهو رغم معاناته صابر محتسب، غير أن ما يضاعف ألمه هو عندما يتذكر ان الطفلة “خولة” أوشكت بلوغ سن دخول المدرسة ولا يدري كيف ستدرس، وكيف سيقبلونها وهي على هذه الحال!؟ الطيري ومن شدة تعففه أخفى مرض طفليه على الكثيرين من المقربين، وآثر أن يصارع الحياة مع زوجته وطفليه وابنه الاكبر- الذي عافاه الله من المرض وهو يدرس في المدرسة- ويرفع كفيه متضرعاً الى مولاه تعالى بأن يشفي طفليه او يعينه على مواصلة علاجهما، في نفس الوقت الذي يتألم لحالة زوجته المسكينة التي ترعاهم طوال اليوم وتعيش المأساة على مدار الساعة!!