الصحافة مهنة المتاعب.. وقد قرأت في إحدى المجلات العربية وهو عبارة عن مغامرة خطيرة خاض أحداثها الصحفي الأمريكي «آندي لاينز» والذي أقدم وبشجاعة على إمتطاء صهوة ثور هائج بدون سرج، وذلك محاولة منه لتقليد أبطال رياضة « الروديو» العنيفة.. ولولا تدخل المسئولين عن حلبة سباق الروديو في ولاية «إريزونا» في اللحظة المناسبة لأصبح الصحافي «آندي» في خبر كان.. إلا أن الامريكي «آندي» كان يهدف من وراء المغامرة التي خاضها التعريف بأن الصحافة هي مهنة المغامرة ومواجهة الأخطار والبحث الدائم عن المتاعب.. كما أود الإشارة إلى أن الصحافي الأمريكي «آندي» عندما أقدم على إمتطاء صهوة الثور الهائج كان واثقاً تماماً من أنه في حالة إذا ما تعرض للخطر لسوف يجد من يهب لإنقاذه.. وهذا ماحدث بالفعل «فآندي» معروف لدى الجميع برجل الصحافة.. والصحافة في الوسط الامريكي تحتل مكانة مرقوقة «ويضرب لها تعظيم سلام».. كما أن الصحافي ينظر إليه بنظرات خاصة تغلب عليها صفات التقدير والتبجيل والاحترام اللامحدود،فالوسط الامريكي ،يعتبرونه إنساناً يمتلك مهنة سامية وحساسة وتساعد على بناء المجتمع وتوعيته وتثقيفه .. ويعتبرونه أيضاً إنساناً صادقاً وأميناً وحريصاً على القيم الفاضلة والسجايا الكريمة.. لذا فإن الصحافي الامريكي تجده يعيش في أجواء معيشية هادئة ومستقرة مادياً ومعنوياً وخالية من منغصات الحياة الإنسانية.. وهذا الوضع لاينطبق فقط على الصحافي «آندي» بل على جميع الصحافيين الأمريكيين وكذا الغربيين. أما الصحافيون العرب فأجواءهم المعيشية هي نقيض ذلك تماماً فمثلاً نجد أن الصحافي اليمني يعيش أجواء معيشية مزعجة وغير مستقرة مادياً فإذا كان الصحافي الامريكي «آندي» قد أمتطى صهوة ثور هائج ولو مرة واحدة فصاحبنا الصحافي اليمني يمتطي يومياً ثور الديون المتتالية والمتلاحقة التي تصل في نهاية كل شهر ثلاثة أضعاف راتبه الزهيد جداً.. مما كان لهذا الوضع تأثير سلبي على الانتاجية الفكرية والثقافية للصحافي اليمني والذي أصبح عقله لايفكر إلا في كيفية تسديد ما عليه من ديون للبقال والمؤجر و.. و.. و.. و.. إلخ. وعلى الرغم من هزالة الراتب الذي يتقاضاه الصحافي اليمني إلا أنه يتمنى أن تنظر إليه الجهات العليا نظرة احترام وتقدير وتعمل على تحسين وضعه المعيشي عن طريق رفع سقف راتبه إلى مستوى يقيه من غلبة الدين فتحقق هذه الأمنية بالنسبة له تعني الكثير، حيث أن تحسين وضعه المعيشي سيجعل منه عنصراً يساهم بثقافته وأفكاره التنويرية في بناء المجتمع.. ومن المعروف أن هذه الأمنية رحبت بها الجهات العليا وتعهدت بالعمل سريعاً على تحقيقها.. وعلى هذا الحال ظلت أمنية الصحافي اليمني في كل مرة تلقى الترحيب وتعهدات بالتحقيق ولكثرة عددها أدرك الصحافي اليمني حقيقة أن هذه التعهدات ماهي إلا «وعود عرقوبية» ويوم تحقيقها كيوم الساعة لايعلم به إلا الله تعالى ولكنه في نفس الوقت لديه أمل في أن أمنيته لسوف تصبح في يوم ماحقيقة وسيظل متمسكاً بأمله هذا كونه يعتبره الحل الوحيد الذي سيخرجه من دوامة الإفلاس المادي والفكري والثقافي.. وأود الإشارة هنا أني ماكتبت هذا المقال المتواضع إلا لمعرفتي عن قرب بالأوضاع المؤلمة لإنسان الصحافة اليمنية والذي أتمنى له ومن أعماق قلبي أن يصل مستوى وضعه إلى نفس مستوى وضع الصحافي الأمريكي «آندي لاينز» ليتساوى معه في الحقوق المادية والمكانة الرفيعة واحترام المجتمع له وذلك تقديراً منهم لسمو مايمتلكه من مهنة عظيمة كرمت بمسمى «جلالة الملكة» والمخول لها صلاحية الأخذ بزمام السلطة الرابعة والممنوح لها أحقية المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره عن طريق التوعية والتثقيف.