غش باستخدام البلوتوث، وبعد اعتداء على مدرسات بالأسيد التربية تطالب بمنعه من الأسواق.. ولا إعادة لمادة الكيمياء خلافاً لسابقاتها، حققت امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية هذا العام، أعلى المعدلات في نسب الفشل، وحظيت أيامها بسلبيات فريدة، من انتحال شخصيات، وكشف مظاريف أسئلة، ونقل مراكز، وغش إباحي أمام مرأى ومسمع من المسئولين على ضبط العملية التربوية، وإطلاق نار، واقتحام إجباري لمراكز امتحانية في محافظات مختلفة. وفي حين أكدت وزارة التربية والتعليم أن «772» «مخالفة» ليست رقماً مخيفاً، وأنه من الطبيعي حدوث اختلالات ترافق العملية الامتحانية لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة، ك «رقم مهول» حسب وصف مسئوليها، تساءل عدد من الأكاديميين والمختصين عن الرقم الذي تود الوزارة تحطيمه في الاختلالات، وهل سيكون «غير طبيعي» لو أنه وصل إلى نصف مليون حالة، أي ما يوازي عدد الطلاب في الجمهورية المتقدمين للامتحانات. صباح الخميس الماضي، تحدث أحد القياديين في مكتب تربية تعز عن «طالب نابغة» في إحدى مدارس المدينة استطاع الإجابة على أسئلة الامتحانات في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق، إجابة أنموذجية، نافياً لزميل له أن يكون الذكاء قد وصل بطلاب اليمن إلى تلك الدرجات، ومؤكداً أن الطالب قطعاً قد شاهد ورقة الأسئلة في وقت سابق، لم يحدده، وأن استقباله لها بتلك «الحفاوة البالغة»، ناتج عن علاقة أزلية وطيدة ربطت الاثنين معاً. حدوث شيء كهذا، في يوم كان الدكتور عبدالسلام الجوفي يطلع على سير أجواء العملية الامتحانية في المدينة ذاتها، أمر طبيعي في نظر الوزارة، ولايمكن لمسئوليها التفكير ب«ماوراء الإجابة»، حسب تأكيد تربويين يدركون التقنية التي وصلت إليها عملية الغش في بلادنا، والحال البائس الذي يعيشه التعليم. وأكدوا ل «الجمهورية» أن وزارة التربية لم تعلن حتى عن %10 من الحالات التي وقعت، وإن عبثاً غير مسبوق رافق عملية الامتحانات هذا العام، وبالذات التي رافقت استبدال أسئلة مادة الشهادة الأساسية بمدينة تعز، بعد فتح المظاريف قبل يومين. إحدى المعلمات أكدت ل «الجمهورية» أن أحد الأسئلة - بعد عملية التجميل - كان من منهج الصف الأول الثانوي لنفس المادة، وليس من مقرر الصف التاسع، الذي درسوه عاماً كاملاً، وجاءوا للامتحانات بما فيه من معلومات، لا بكتب الصف اللاحق الذي لم يدلفوا عتبته بعد. وأضافت: إن عدداً من الطالبات المعروفات بذكائهن أصبن بحالة نفسية، بعد أن صعب عليهن إجابة السؤال. الإخفاقات التي رافقت عملية الامتحانات لم تتوقف عند تسريب الأسئلة، ل «طلاب ذوات» في الغالب فقط، وضبط عدد من المعلمين الذين تجمهروا بالقوة لتغشيش الطلاب، ففي العاصمة صنعاء كان التعليم يتلطخ ب «مادة الأسيد»، حيث أقدم طلاب برش مدرستين في بوابة المدرسة بتلك المادة، بعد منعهن وصول الغش إليهم. «الازدحام» كان العذر الجاهز في لسان مدير مكتب تربية الأمانة، حين سئل عن سبب عدم القبض على الجناة، مبشراً بتكريم المدرستين، وموجهاً نصيحة مجانية ثمينة للجهات المختصة، خلاصتها: «يفترض عدم بيع مادة الأسيد في الأسواق لأنها قاتلة»! أساليب الغش في أوساط الطلاب، لم تتوقف عند وسائل بدائية كالسابق، فقد تطورت تقنياته بتطور العلم. ضبط مدرسين في عدد من المحافظات طلاب جعلوا من «البلوتوث» «قارب براشيم» فيما بينهم دون أن يحس بهم أحد. إلى ذلك أكد وكيل وزارة التربية والتعليم أنه لا صحة للإشاعة التي تم تداولها في تعز بشأن إعادة امتحان مادة الكيمياء.