نأمل أن تستضيف قطر لقاءً فلسطينياً فلسطينياً كما نجحت في رأب الصدع بين الفصائل اللبنانية استقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس، ومعه الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - وفد حركة حماس برئاسة الأخ خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - الذي يزور بلادنا حالياً.حيث أطلع رئيس وفد حركة حماس فخامة الأخ الرئيس على التطورات في الساحة الفلسطينية، وفي مقدمتها الأوضاع المأساوية في قطاع غزة نتيجة ما تفرضه إسرائيل من حصار على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، بالإضافة إلى سير عملية التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وكذا الجهود المبذولة للحوار وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بما من شأنه رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني. وجرى خلال اللقاء بحث العديد من الأفكار والتصورات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، ورأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقد عبّر الأخ خالد مشعل عن تقديره لمواقف الأخ الرئيس المناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.. مشيداً بالجهود التي بذلها فخامته من أجل رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني.. منوهاً بإعلان صنعاء والمبادرة اليمنية الهادفة إلى تحقيق ذلك الهدف. من جانبه أكد فخامة الأخ الرئيس، مجدداً دعم بلادنا للشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. وشدد فخامته على أهمية تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وإزالة الخلافات، وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وبما يكفل رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني. مؤكداً دعم بلادنا لأي جهود أو تحركات عربية تُبذل في هذا المجال، وباعتبار أن استمرار الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. كما جدد مطالبة بلادنا بإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مشيراً - بهذا الصدد - إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي يعانيها الشعب الفلسطيني نتيجة ذلك الحصار الجائر. حضر المقابلة الإخوة: سلطان البركاني، عبدالسلام أحمد الدهبلي - عضوا مجلس النواب، والشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر - عضو مجلس الشورى. وعقب الاجتماع أجاب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - على أسئلة الصحافيين، حيث أشار إلى أن اللقاء كان جيداً.. وقال: سمعنا من الإخوة في حماس حول الوضع في الساحة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، وما يعانيه القطاع من حصار جائر، ولا ينبغي أن تظل الأمة العربية متفرجة وشعبنا الفلسطيني يعاني هذه المعاناة، فلابد من البحث عن حلول. وأضاف فخامته: كما تم مناقشة جملة من الأفكار من جانب الإخوة في حماس ومن جانبنا أيضاً، تتضمن كيف نبدأ تحركاً جديداً مع بعض الأقطار العربية وبعض الدول الصديقة حول رفع الحصار عن فلسطين وتواصل التهدئة مع إسرائيل. وقال: أما النقطة الثانية التي تم بحثها تتعلق بكيفية رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية ابتداءً من حجر الزاوية فتح وحماس. وأكد فخامة الرئيس أنه إذا ما اتفقت حماس وفتح فستلحق كل الفصائل الفلسطينية. وقال: إذا ما اتفقوا على هذا الأساس فنحن على تواصل مع بعض الأقطار العربية بما يمكننا من أن نلعب دوراً أساسياً ومؤثراً. وأضاف فخامته: نحن قدّمنا مقترحات، متفق عليها، تتضمن الدعم والتحرك مع الجامعة العربية وبعض الأقطار مثل مصر وسوريا والسعودية والسودان وغيرها من الأقطار العربية، وإن شاء الله نتوفق من أجل ذلك. وتابع قائلاً: وكما نجحت قطر في رأب الصدع بين الفصائل والقوى السياسية اللبنانية، نأمل أن تستضيف قطر لقاءً فلسطينياً - فلسطينياً، وأن تتوفق في ذلك، إن شاء الله، وسنكون داعمين لانعقاد مثل هذا اللقاء في الدوحة، وسنتواصل مع الرئيس محمود عباس أبو مازن والأشقاء في كل من السعودية ومصر وسوريا والسودان وقطر وبقية الأقطار العربية، وكذا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، بما يساند الجهود المبذولة من أجل رأب الصدع الفلسطيني. من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل: وضعنا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، في صورة التطورات على الساحة الفلسطينية خاصة بعد التهدئة، بالإضافة إلى الأضاع في غزة، في ظل استمرار الحصار رغم التهدئة، وأهمية فتح المعابر خاصة معبر رفح. وأضاف: كما تم خلال اللقاء التطرق إلى موضوع المصالحة الفلسطينية.. ونقدر عالياً جهود فخامته المتواصلة منذ فترة طويلة في هذا الجانب.. كما تم تبادل الأفكار المطروحة من قبل فخامة الرئيس والحركة.. وأكد تجاوب حركة حماس مع كل الجهود العربية والفلسطينية من أجل المصالحة.. لافتاً إلى أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكد له حرصه على مواصلة الجهود لرأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطيني. وفي حين أكد مشعل التزام الحركة بالتهدئة حذّر من أن سلوك العدو الصهيوني فيما يتعلق بالتهدئة سلوك مضطرب، ولا يبعث على التفاؤل.. وقال: مازال أهلنا في القطاع، وبشهادة رئيس الأنروى، يعانون حتى بعد التهدئة، وهذا يدق ناقوس الخطر. وفيما يتعلق بموقف حركة حماس من جهود المصالحة على ضوء المبادرة اليمنية، قال مشعل: لقد تواصلنا منذ وقت مبكر مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يبذل جهوداً نقدرها ونشكره عليها.. ونحن مع المصالحة، وأعلنّا ذلك على الدوام، ولكن تعلمون أن هناك تدخلات خارجية، والسيد عمرو موسى قالها في برلين عندما طالب برفع الفيتو الأمريكي - الغربي عن المصالحة الفلسطينية. وأضاف: وأنا، بعد المصالحة اللبنانية، اتصلتُ بأمير قطر الشيخ حمد، واتصلت بأكثر من طرف، وطالبتُ هيئة القمة العربية أيضاً والإخوة في سوريا ببذل جهدٍ لتحقيق المصالحة.. ونحن جاهزون، ولكن أنتم تعلمون أن هناك عوائق للأسف تحول دون المصالحة، ومع ذلك نحن نفتح قلوبنا للمصالحة. وحول المستجدات فيما يتعلق بالمبادرة اليمنية، قال مشعل: وقّعنا إعلان صنعاء، ونحن مع الحوار، واستئناف الحوار الفلسطيني على أساس المبادرة اليمنية، ومن أجل إعادة الأوضاع الفلسطينية في غزة والضفة إلى سابق عهدها، ومعالجة كل الأوضاع والأسباب التي أدّت إلى الخلاف الفلسطيني. وحول ما إذا كان يوافق (فتح) الرأي في أن يشمل الحوار كل الفصائل الفلسطينية، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: نحن مع الحوار بين فتح وحماس، وصولاً إلى الحوار الوطني الشامل.