الإهداء إلى لسانها الحجر يدندن الفؤاد أغنية الهوى في كل لحظة لكي نعود لكنه من المحال أن تعود جذوة الهوى للاشتعال تجاوزت سنين عمرنا الأربعين وكان بينا حجاب وغفلة لسنوات رتلت أوراداً وغصت في علم الفلك في غفلة خمس سنين وبينا حجاب ستاره عنيد خمس سنين يطوف بيننا الأسى كأنه الغريق يخاطب الغريق هل تذكرين حين بكيت حبنا الفقيد؟ كأنني غريق وأنت سفينة النجاة هل تذكرين أنني حذرت من حجاب بيننا وغفلتك؟ هل تذكرين صوتي المبحوح في لحظة الفراق ؟ فيأتي من بعيد صوتك المجيب يا غزال هل تذكر أنني بكيت من خوفي عليك؟ لو كنت بحت لنهشتك مخالب الوحوش فهل نسيت أدمعي وحرقتي عند الفراق ؟ وهل نسيت أنني كنت ومازلت مغلولة اليدين؟ وفي فمي تكور لساني كالحجر لا أستطيع حتى الآن أن أبوح ولجلج الحديث بيننا تلعثم اللسان وحشرج الكلام فعدت يا صحاب خاوي الوفاض في الطريق ما مات في العروق عاصف الغرام وطاف في العيون بارق يلوح من بعيد يفتش فينا عن بقايا لوعة واشتهاء لكنها السنيين لم تبق فينا من جمر الجوى إلا رماد