صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    العاصمة عدن تشهد فعالية الذكرى ال7 لاعلان مايو التاريخي    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    الرئيس الزُبيدي : نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعون زيارة وألف حكاية ورواية الحلق29
اليمن واهل اليمن
نشر في الجمهورية يوم 18 - 07 - 2008


صراعات دامية بلا نهاية بين اجنحة الحزب الإشتراكي
صراعات دامية بلا نهاية
لعله من سواء الطالع ان تندلع الحروب الاهلية وتتوالى في جنوب اليمن قبل الاستقلال وبعده ، وبمعدل حرب كل بضع سنوات ..؟
عشية استقلال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 نوفمبر 1967 نشبت حرب ضروس بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بقيادة عبد الله الاصنج وعبد القوي مكاوي، وبعد ان حسم القتال لصالح الجبهة القومية وتولى قحطان الشعبي رئاسة الجمهورية الوليدة استؤنفت الخلافات .. بل الصراعات الداخلية بين تيارات الجبهة القومية ذاتها !
في 22 يونيو 1969 اقصي قحطان الشعبي عن السلطة واودع في السجن واعلن ان اليسار قد انتصر في صراعه مع اليمن . ثم في 26 يونيو 1978 اقصي سالم ربيع علي عن رئاسة الدولة ونفذ فيه حكم الاعدام بعد يومين فقط من حادث اغتيال احمد الغشمي رئيس الشمال اليمني ، يومها اعلن في عدن ان اليسار قد تخلص من اليسار الانتهازي والطفولة اليسارية ، لكن منذ اقصاء “سالمين” لم تستقر الاوضاع في عدن ، اذ في ابريل 1980 ، ارغم عبد الفتاح اسماعيل على الاستقالة من رئاسة الحزب والدولة ، وبعدها في 13 يناير 1986 اقصي علي ناصر محمد بعد ابشع واشرس حرب اهلية شهدتها عدن التي اعتادت وتعايشت مع هذا النمط من الصراعات التي تحولت الى حروب ، وما بين اقصاء عبد الفتاح واقصاء علي ناصر وقعت الكثير من الاحداث التي ادت في محصلتها النهائية الى غياب القادة التاريخيين للجبهة القومية تباعا !
لماذا حدث كل ذلك ؟
الجواب لا يمكن اختزاله في مقولة ان الثورة اعتادت ان تاكل ابناءها ، فهناك الكثير والكثير من التفاصيل والأسباب في اطار الظروف الموضوعية التي عني برصدها وتحليلها كتاب تجربة “اليمن الديمقراطي” وهو كان الرسالة التي تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه الدبلوماسي القومي المقتدر احمد عطيه المصري قنصل مصر السابق في تعز ثم عدن ابان اوج الثورة في الشمال والجنوب اليمني !
وهناك الكثير من الاسرار والخفايا يكشفها كتاب “الصراع في عدن” ومؤلفه شاكر الجوهري الصحفي والباحث المتخصص في الشئون اليمنية .. وهو قد عاصر الاحداث والتقى مرات ومرات مع اشخاصها ودون في كتابه الذي لم ينشر بعد حصيلة معلوماته وعلاقاته الى جانب قراءاته الغزيرة التي ساعدته في تقديم هذا الكتاب الموثق .
والحقيقة ان النظام السياسي الذي آلت اليه السلطة في عدن بزعامة الجبهة القومية ، داهمته مؤامرات الركائز المحلية للاستعمار البريطاني حتى بعد رحيله ، متحالفة مع الرجعية العربية في تدبيرها تباعا تحت مبررات سياسية وفكرية ذات خلفيات قبلية ومناطقية ، وهو ما اسفر عن الصراعات الدامية حتى بين رفاق الطريق الواحد ، سواء عبر الجبهة القومية ، وما تمخضت عنه من قيام الحزب الاشتراكي اليمني ، حيث ظل لعبد الفتاح اسماعيل مفكراً وامين عام التنظيم .. الدور الفاعل في تأجيج الصراع على المسرح السياسي من وراء الستار ، وهي كانت من الاسباب المباشرة وراء استبعاده فترة من الوقت في موسكو بدعوى دراسة علوم السياسة والاقتصاد وحتى كانت نهايته المأساوية يوم 13 يناير 1986 ، وحتى الان لم يعثر له على اثر حيا أو ميتاً !
اذكر من جعبة ذكرياتي وأوراقي ان جمعني اللقاء والحوار مع عبد الفتاح اسماعيل في استراحة جبل المعاشق في عدن لأول مرة ، ونشرت فحواه بمجلة روز اليوسف يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 تحت عنوان :
حوار مع عبد الفتاح اسماعيل
الحوار مع الرجل القوي كما يلقبونه في جمهورية “اليمن الديمقراطية الشعبية” لم يكن سهلا .
فقد تناولنا بالتفصيل والتدقيق تجربة ثورة 14 اكتوبر : ما يثار حولها .. وما تواجهه من تحديات .
بدأت الحوار بسؤال عن الوحدة الوطنية وقلت : لعل قضية الوحدة الوطنية هي اهم القضايا في بلد يتعرض للحصار السياسي والعسكري والاقتصادي المعادي لتجربة الثورة الاجتماعية في اليمن الشعبية .
ترى ما هو تصور الجبهة القومية للصيغة الملائمة لتحقيق التحالف الوطني الديمقراطي؟
قال : قضية التحالف ترتبط في الاساس بقضية القوانين العامة التي تحكم تناقضات الطبيعة لأي مجتمع .. وطبيعي ان فهم تلك التناقضات مسألة ضرورية تحددها القوى الوطنية صاحبة المصلحة في الثورة والتقدم في مواجهة القوى المضادة لمسيرة الثورة . وبالقدر الذي تعتبر فيه الصراع بين القوانين مسألة حتمية لا يمكن حلها . في نفس الوقت لابد من التنبه الى ان قوى الثورة نفسها تحتوي في داخلها تناقضات اخرى لا يمكن ان تختلف حول التمييز بين المتناقضات الاساسية والمتناقضات الثانوية .
ومن هنا كانت مسألة التمييز بين التناقض ضرورة للتحديد الواضح بين القضايا الاستراتيجية والتكتيكية للثورة .
قلت : اذا سمحت .. احتاج الى مزيد من الايضاح عن قوى الثورة وقوى الثورة المضادة هنا ؟
قال : قوى الثورة هم العمال والفلاحون والفقراء والجنود والبرجوازية الصغيرة .. وقوى الثورة المضادة تتمثل في “الكومبرادور” أي طبقة الوسطاء المرتبطة بعجلة الرأسمالية العالمية والاقطاع وشبه الاقطاع .
قلت : ما مادى تأثير التناقضات الثانوية في صفوف قوى الثورة على انجاز قضية التحالف ؟
قال : مهمتنا الا تتحول الى تناقضات رئيسية وتناحرية .. من هذا المنطلق نستطيع الحديث عن وحدة العمل الوطني الديمقراطي التي لابد ان ترتبط بقوى طبقية محددة .. وبمهام محددة تكون اساسا لنضال العمل الوطني الديمقراطي .
قلت : ما مدى جدية تطبيق الجبهة القومية لفكرها حول قضية التحالف الوطني ؟
قال : بدأت المشاركة بالفعل على صعيد السلطة التنفيذية والتشريفية في مجلس الشعب.. كدليل على جدية الجبهة ..ولن تقتصر على هذه المجالات فحسب .. ولكن سوف تستمر الجهود لتحقيق العمل السياسي الموحد لكل من هذه الفصائل ضمن اطار الجبهة القوميةوالمشكلة تأتي من عدم وجود تنظيمات سياسية في اليمن الشعبية ذات تراث تاريخي يضمن لمبادرة تحالف تحقيق النجاح .. وهو ما يختلف عن الظروف التي تمر بها مثل هذه التجارب في الدول الاخرى ، الا ان ايماننا بقضية التحالف سوف يجعلنا اكثر قدرة على تذليل ما تتعرض له التجربة من صعوبات .
قلت : ما هي تلك الصعوبات التي تتعرض لها قضية التحالف .. وهل البديل اذا فشلت هو الحزب الطليعي ؟
قال : فصائل التحالف وهي التنظيم الشعبي التابع لجبهة التحرير وتنظيم الشبيبة “الحزب الشيوعي” وحزب البعث “الجناح السوري” الذين ابدوا استعدادا طيباً ومشجعا للمشاركة في التحالف في اطار “الجبهة القومية” على اساس العمل الموحد .. والمشكلة تأتي من ترتيب تلك التنظيمات لطلائعها الثورية داخل الجبهة .. اما قضية الحزب الطليعي .. فلابد ان يكون اشتراكيا علميا ثوريا .. لأن الحزب الطليعي لا يتحقق الا عبر نضال الجماهير .. وهو الذي يفرض شكله ومضمونه .
قلت : هناك ما يثير الغموض حول مدى ارتباط ثورة 14 اكتوبر وموقفها من الثورة العربية ؟
قال : نحن نؤكد باستمرار ان الثورة في اليمن الديمقراطية رافد من روافد الثورة العربية .. ولا يمكن إزاء هذه القضية الجدل والتجربة والفصل فيها .. اذا كنا نناضل في هذه المرحلة على الصعيد النظري .. فإنما ذلك من قبيل الخطوة الاولى على طريق النضال المشترك لكل جماهير الامة العربية من اجل قضاياها المشتركة في التحرر والوحدة والاشتراكية ، ونعتقد في نفس الوقت بأن اللقاء مع حركة الثورة العربية .. لابد وان يكون واضحا وصريحا .
اولا : من ناحية تحديد اعداء الجماهير العربية في الوقت الذي نناضل فيه ضد الصهيونية التي احتلت الارض العربية في 1967 ومن اجل استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة .
ثانيا : لابد وان يكون النضال واضحا وحاسما ضد الانظمة العربية التي تعتبر ركائز للقوى الامبريالية وفي مقدمتها امريكا .
بمعنى آخر نؤكد على ان النضال لابد وان يكون شاملا .. بحيث لا يمكن الفصل بين الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية .
قلت : هناك من يرى في هذه المرحلة .. ان القضية الاساسية للثورة العربية قضية قومية تجتذب اليها كل الطبقات باعتبارها قضية قومية تتعلق بأن نكون اولا نكون . كما حدث في الصين في مرحلة احتلال اليابان لأجزاء من ارضها .
قال : نعم .. ولكن الحزب الصيني هو الذي قاد كل طبقات المجتمع في معركة التحرير .. والشعب الصيني تقوده طليعة واحدة تمثل القوي التقدمية من ناحية وقوة وطنية من ناحية اخرى .. ومن هنا كان لابد في معركتنا القومية المصرية ان تكون القيادة للقوى التقدمية .
قلت : في تقدير الجبهة القومية ما هي العقبات التي تعترض طريق تحقيق الحركة العربية الواحدة ؟
قال : ادراكنا ان ابرز المعضلات امام فصائل حركة الثورة العربية هي تفتتها وتمزقها وهو ما يفتح ثغرات خطيرة يستغلها الاستعمار وعملاؤه لخلق المزيد من التفتت والتمزق .
بهذا الفهم نؤكد دائما دعوتنا الى قيام الجبهة العربية التقدمية التي تناضل ضد اعدائها الرئيسيين الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية .
قلت : ما هي الصيغة التي تراها ملائمة في هذه المرحلة للبدء في خطوات الحركة العربية الواحدة ؟
قال : لابد من ترجمة قناعة معارضة عملية لهذه القضية القومية .. والخطوة الأولى تأتي من تحديد لقاء تمهيدي لتناقش تفصيليا قضايا المرحلة الراهنة للثورة العربية .. وبالتالي كيفية التنسيق في النضالات المشتركة التي تتفق عليها .. وهي بداية ضرورية قد تؤدي الى رباط عربي اكثر تماسكا بقيام الجبهة نفسها وتحديد مهامها .
قلت : ما هو موقع اتحاد الجمهوريات العربية عن الثورة العربية في تقديركم ؟
قال : قيام الاتحاد جزء من استراتيجية الثورة العربية ولاشك .. فبقدر ما نعطي الاتحاد من اهتماماتنا على الصعيد الحزبي والرسمي والشعبي .. بقدر ما نعطي اهتماما لفصائل العمل الثوري الشعبي .. ونعتقد بأن وحدة فصائل حركة الثورة العربية مسألة هامة ولها اسبقيتها في انجاح الوحدة الرسمية بالنسبة للوطن العربي كله . ونحن نتطلع من عدن الى اليوم المرتقب الذي تنضم فيه جمهوريتنا الى الاتحاد الوليد .. وهذا يتوقف على توحيد الرأي داخه الاتحاد ازاء هذا المطلب .
قلت : هناك دوائر عربية معينة تحاول الترويج لوجود حكم شيوعي في اليمن الديمقراطية او انها في طريقها الى التحول نحو الشيوعية .
قال : ازاء كل نظام وطني تقدمي يرفض الدوران في عجلة الرأسمالية العالمية .. ويقضي على الاستغلال والاضطهاد والظلم الاجتماعي ، توجه له تهمة الشيوعية والالحاد .. ونحن اليوم نتعرض لحملة رهيبة من هذا النوع .. وهذه الحرب النفسية التي نتعرض لها .. مستغلة التخلف والمشاعر الدينية والتقاليد والعادات الاجتماعية ، هي من طبيعة هذه القوى المعادية لتحررالشعوب .. بل انها تمارس ضدنا التآمر والاغتيالات .. ولكن ذلك لن يلهينا عن مواصلة النضال لصنع المجتمع الجديد الذي ينهي استغلال الانسان للانسان ويقيم علاقات اجتماعية جديدة على انقاض العلاقات الاستغلالية للانظمة الاستعمارية الرجعية .. ووسيلتنا الى ذلك انتهاج طريق الاشتراكية العلمية .
قلت : ما هو موقفكم من الدين ؟
قال : الاسلام ثورة ضد الاستغلال والظلم الاجتماعي .. وهو دعوة للمشاركة في صنع التقدم .. والاسلام يحارب احتكار فئة للثروات وحرمان غالبية الشعب الساحقة منها .. والشعب اليمني في الاساس اكثر الشعوب استجابة لما تضمنه الاسلام من تراث انساني ومن قيم جديدة .. جاءت تشكل ثورة على الوضع القبلي والعشائري ، على الجهل والتخلف والاستغلال والعبودية وتوريث الحكم .
قلت : هناك موجة بين الاحزاب اليسارية في اوربا ترى في قيادة الجبهة القومية جنوحا الى التروتسكية ؟
قال : لقد حددنا موقفنا من التروتسكيين ونحن نحارب الافكار اليمينية والافكار اليسارية المغامرة ونعني بها الافكار التروتسكية .
قلت : وعلاقة الجبهة القومية بحركة القوميين العرب ؟
قال : لا أحد يرغب في تصديقنا عندما نعلن انفصالنا عن حركة القوميين العرب..وقد تمت الخطوة تنظيميا بعد بداية مسيرة الثورة في 1965 .. ذلك ان الجبهة القومية تجاوزت حركة القوميين العرب من حيث نضالها التحرري ومن حيث مضمون هذا النضال .. ولم تعد لنا أية علاقة تنظيمية او فكرية تربطنا بها على الاطلاق سواء قبل انقسامها او بعد انقسامها .
قلت : ولكن هناك علاقات سياسية ما زالت ببعض اجنحة حركة القوميين العرب التي انشقت عنها ؟
قال : لنا علاقات مع الجبهة الديمقراطية العشبية والجبهة الشعبية . مثلها مثل العلاقة التي تربطنا مع بقية فصائل الثورة العربية .. سواء كانت “فتح” او “الصاعقة” اليمنية .. او فصائل التقدميين في مختلف الاقطار العربية .. ودعمنا للجبهتين الديمقراطية والشعبية انطلاقا من احساسنا لمسئوليتنا تجاه المقاومة الفلسطينية باعتبارها من أدوات النضال المقاتلة من أجل قضية الشعب الفلسطيني .
قلت : هل تعتقد ان الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي تستند الى واقع تنظيمي جمهوري والا ترى ان نشاط الجبهة بمعزل عن بقية التنظيمات التقدمية في الخليج يضعف من وحدة النضال الوطني في هذه المنطقة ؟
قال : نحن نسعى بكل الجهود الممكنة لتحقيق وحدة فصائل الثورة ودورنا ان نؤكد على هذه القضية ونتعاون الى حد كبير مع الجبهة الشعبية والفصائل الثورية الاخرى في الخليج للاسراع بقيام وحدة في الخليج العربي المحتل .. بهدف تحقيق جبهة وطنية عريضة معادية للاستعمار والامبريالية .. تتمكن من تعزيز النضال المشترك ضد الوجود الاستعماري الرجعي وانتصار الثورة .
قلت : حول مسألة الارض وتوزيعها في اليمن الشعبية على الفقراء .. اعلم ان هناك خلافا في قيادة الجبهة حول هذه القضية.
قال : الثورة بقيادة التنظيم السياسي بعد صدور قانون الاصلاح الزراعي الجديد .. كانت امام اختيارين .. إما ان تنفذ القانون بالطريقة التقليدية او ابقاء الفلاحين على حالتهم النفسية الراكدة المستسلمة .. باستخدام الشرطة للاستيلاء على الارض من شبه الاقطار وتوزيعها .. او ان يقوم الفلاحون بتغيير العلاقات الاستغلالية الاقطاعية بأنفسهم وعلى الرغم من صعوبة هذه الوسيلة .. الا انها كانت الطريقة الوحيدة لخلق حالة ثورية في الريف وكانت انتفاضة الفلاحين الاداة الحقيقية التي تخدم التحولات الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة القوى الطبقية صاحبة المصلحة الحقيقية . وقد حدثت بالفعل أخطاؤها وتثبت ايجابيات التجربة .
قلت : هناك اخطار تهدد اليمن الديمقراطية ازاء محاولة التواجد العسكري الصهيوني في الجزر القريبة من جزيرة ميون اليمنية على مدخل باب المندب .. ما هو تقديركم لمعالجة هذه القضية ؟
قال : طرحنا هذا الموضوع على الجامعة العربية في بداية عام 1970 وفي المؤتمرات العربية عام 1971 ولكن لم تنل للاسف الاهتمام الذي تستحقه .. ونحن نشعر انه لا يمكن ان تطرح قضيتنا في مجال اكثر من الدول العربية .. وهناك تفاهم كامل حول مواجهة هذا التحدي الصهيوني بيننا وبين مصر ، وعلى الصعيد الشعبي .. فإننا نعمل على توعية الشعب بهذا الخطر قبل ان يداهمنا .. ونجند قوى الشعب لمواجهة متطلبات الحرب الشعبية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.