حذّر مسئولون في مكتب منظمة اليونسيف وأطباء يمنيون متخصصون من مخاطر تفاقم انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال في بلادنا خلال ال(6) الأشهر الأولى من أعمارهم.. وقالوا في اجتماع دعي له مجموعة من الصحافيين أمس الأول السبت في العاصمة صنعاء - بمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية ان معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال في اليمن انخفض من 15% عام 1990م إلى 12% عام 2003م خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الأطفال. مشيرين إلى ارتفاع معدل الأطفال ناقصي الوزن عند الولادة إلى 32% في اليمن وفقاً لبيانات تعود إلى العام 1997م. وأضافوا: ان الوضع التغذوي لحديثي الولادة وللأمهات في الدول المعرضة للجفاف (جيبوتي -اليمن- السودان) معرض للخطر بصورة جدية جراء انعدام الأمن الغذائي.. مشددين على ضرورة استفادة هذه الدول من نهج شامل لتحسين تغذية الأطفال الرضع والأطفال الصغار بالإضافة إلى تغذية الأمهات.. ووفقاً لمسوحات ميدانية لليونسيف ومكتب الصحة، قالت الدكتورة ذكرى النزيلي، مسئولة برامج التغذية باليونسيف إنها نفذت عام 2003م (قبل 5 أعوام) فقد بلغت نسبة الأطفال دون سن الخامسة والذين يعانون من من وزن منخفض في اليمن 46% فيما بلغت نسبة المواليد منخفضي الوزن 32%.. وأشارت نتائج تلك المسوحات إلى أن 53% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون التقزم، و12% يعانون من الهزال.. وبمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية (من 1 إلى 7 أغسطس) أوصت اليونيسف، إلى جانب التحالف العالمي للعمل المتعلق بالرضاعة الطبيعية ومنظمة الصحة العالمية، بتوفير مزيد من الدعم المهني وغير الرسمي للأمهات اللائي يرضعن أطفالهن طبيعياً. وقالت آن م. فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف: "إن الرضاعة الطبيعية أداة أساسية لتحسين فرص بقاء الطفل على قيد الحياة، فالرضاعة الطبيعية الحصرية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل يمكن أن تؤدي إلى تجنب ما يصل إلى 13 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في البلدان النامية".. وعلى الرغم من التقدم الذي تحقق على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، لا يرضع رضاعة طبيعية حصرية إلا نسبة قدرها 38 في المائة من الرضع دون سن ستة أشهر في العالم النامي.. وقد وجدت دراسات علمية أجريت مؤخراً أن توعية الأمهات وتقديم الدعم لهن سيؤديان إلى زيادة كبيرة في عدد الأشهر التي تُرضع فيها الأمهات أطفالهن طبيعياًً، وأن هذه التوعية وهذا الدعم يساعدان على وجه الخصوص في تعزيز الرضاعة الطبيعية الحصرية. وأظهرت دراسات أخرى - بحسب موقع المؤتمرنت - أن تقديم المشورة والدعم في المرافق الصحية قد أدى إلى حدوث زيادات في عدد الأمهات اللائي يبادرن إلى الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى من الوضع.. وتؤدي الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل إلى خفض وفيات الرضع المرتبطة بأمراض الطفولة الشائعة وبنقص التغذية. ويمكن أن تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى خفض عدد الوفيات التي تنجم عن الالتهابات التنفسية الحادة وعن الإسهال وهما سببان رئيسيان لوفيات الأطفال وكذلك تلك التي تنجم عن الأمراض المعدية الأخرى.. وتسهم أيضاً الرضاعة الطبيعية في صحة الأمهات، وتخلق رابطة بين الأم والطفل، وإطعام الرضيع إطعاماً صحيحاً يمكن أن ينقذ الأرواح، ويكفل النمو والنماء على النحو الأمثل، ويسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. واحتُفل للمرة الأولى في عام 1992 بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية وتحتفل به الآن أكثر من 120 بلداً اليونيسف وشركاؤها، ومن بينهم التحالف العالمي للعمل المتعلق بالرضاعة الطبيعية ومنظمة الصحة العالمية. ويهدف الأسبوع إلى تشجيع الرضاعة الطبيعية الحصرية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل مما يُسفر عن فوائد صحية هائلة، وتوفير المغذيات البالغة الأهمية، والحماية من الأمراض المهلكة من قبيل الالتهاب الرئوي، وتعزيز النمو والنماء.. والنهج الأمثل لإطعام الطفل هو استمرار الرضاعة الطبيعية بعد مضي ستة أشهر من ولادة الطفل، إلى أن يبلغ من العمر عامين أو أكثر، اقتراناً مع تغذية تكميلية مأمونة ومناسبة.