تستعد وزارة الصناعة والتجارة حالياً لتدشين خطوط الإنتاج الجديدة لمصنع الغزل والنسيج بصنعاء الذي يعد أول مصنع في الجزيرة العربية، بعد إعادة تأهيله وتحديثه بآلات ومعدات متطورة. ومن المقرر أن ترتفع الطاقة الإنتاجية للمصنع بعد استكمال تركيب الآلات والمعدات الجديدة، البالغة تكلفتها 7.5 ملايين دولار والمزمع تشغيلها في سبتمبر القادم، إلى 10 أطنان يومياً وهو ما يمثل خمسة أضعاف الطاقة الإنتاجية السابقة للمصنع. واستهدفت عملية التحديث والتطوير للمصنع إحلال آلات ومعدات أوروبية وصينية حديثة تعتمد على التقنية والتكنولوجيا في عمل المصنع، لرفع طاقته الإنتاجية بما يمكنه من تغطية ما نسبته 30 40 في المئة من احتياجات السوق المحلية من الغزول المصنعة من الأقطان اليمنية. وكان مصنع الغزل والنسيج بصنعاء الذي تأسس عام 1964م بمساعدة من الحكومة الصينية، بدأ أول مراحله الإنتاجية عام 1967 بإنتاج الغزول (الخيوط) الملونة والأقمشة القطنية بمتوسط إنتاج يومي يتراوح بين 37 - 44 ألف ياردة بمتوسط سنوي 10- 11 مليون ياردة محملاً على 10 آلاف و800 مغزل ب27 مكينة غزل رفيع و347 نول نسيج متكامل، وقسم للتبييض والصباغة والطباعة. وخضع المصنع خلال الفترة من 1975 1985 لأول عملية تطوير باقتناء 115 نول نسيج روسي حديث، منها 95 نول بطاقة إنتاجية مضاعفة. ونظراً لتدهور الإنتاج لقدم الآلات الموجودة من 2.5 طن إلى طن ونصف، رأت وزارة الصناعة والتجارة إعادة تطوير وتحديث المصنع ليعمل بشكل اقتصادي وحديث. هذا وقد ودعا وزير الصناعة والتجارة اليمني الدكتور يحيى المتوكل، خلال زيارة تفقدية قام بها للاطلاع على سير تركيب الآلات والمعدات الجديدة بالمصنع، رجال الأعمال والمستثمرين إلى التوجه نحو الاستثمار في الصناعات النسيجية للاستفادة من السوق الكبيرة في اليمن. وأوضح أن اليمن تمتلك فرص ومزايا مشجعة في هذا الجانب، حيث تتوافر المادة الخام من القطن محلياً، فضلاً عن تدني تكاليف المدخلات الإنتاجية ورخص الأيدي العاملة وغيرها من المزايا الأخرى التي تشجع على إقامة هذا النوع من الاستثمارات، لجدواها الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة. ولفت إلى أنه رغم الطلب المتزايد على المنسوجات، إلا أن الصناعة النسيجية في اليمن لا تلبي طلبات السوق المتزايدة، ما يبقي الباب مفتوحاً وواسعاً أمام الاستثمارات الأجنبية والوطنية لمواجهة الطلب الكبير على هذه الصناعة. وتشكل الصناعة النسيجية في اليمن التي تعتمد أساساً في إنتاجها على مصنعي صنعاء وعدن، 12 في المائة من إجمالي عدد منشآت الصناعات التحويلية، وهي نسبة ضئيلة قياساً بما تستورده اليمن سنويا من منسوجات خارجية متنوعة بعشرات الملايين من الدولارات. وبلغ قيمة إنتاج الصناعة النسيجية في اليمن خلال العام الماضي 4.5 مليارات ريال، 90 في المائة منها من إنتاج مصنعي صنعاء وعدن، و10 في المائة تعود لمئات المعامل النسيجية التقليدية للحرفيين. وتمثل القيمة الكلية للصناعة النسيجية 6 في المائة من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي عموماً في اليمن. وبحسب دراسة أعدها خبراء من الجهاز التنفيذي للهيئة العامة للمشروعات الصناعية والتعدينية بجمهورية مصر العربية عن جدوى الفرص الاستثمارية في اليمن، ومنها الفرص في قطاع صناعات الغزل والنسيج، فإن إنشاء مصنع لإنتاج خيوط البوليستر بتكلفة 8.5 ملايين دولار أمريكي، وبطاقة إنتاجية سنوية 4000 طن ستكون قيمة المبيعات السنوية له 13.6 مليون دولار وصافي ربح 2.73 مليون دولار بمؤشر ربحي يقدر ب35 في المئة، وثلاث سنوات فترة لاسترداد رأس المال. ووفقاً للدراسة فإن إقامة مصنع لتصنيع أقمشة قطنية لإنتاج ملابس داخلية قطنية بطاقة إنتاجية سنوية 340 طناً من أقمشة التريكو القطنية لإنتاج 2.3 مليون قطعة من الملابس الداخلية القطنية المتنوعة رجالي ونسائي وأطفال بتكاليف استثمارية ثابتة 2.3 مليون دولار أمريكي، يتوقع أن تبلغ مبيعاته السنوية 3.2 مليون دولار بصافي ربح 1.40 مليون دولار ومؤشر ربحية 44.7 في المائة، و2.2 سنة فترة استرداد رأس المال. وتتبنى الحكومة عبر المؤسسة العامة لصناعة الغزل والنسيج خططاً طموحة لتطوير مصنعي صنعاء وعدن ومحالج القطن في كل من الحديدة ولحج وأبين، إلى جانب دعم المزارعين للتوسع بزراعة القطن في المحافظات اليمنية، خصوصاً المناطق التي تشتهر بزراعة أجود أصنافه، ومنها القطن طويل التيلة وذلك من خلال القروض الميسرة وتوفير المدخلات الزراعية وشراء المحصول من المزارعين بأسعار مشجعة. وتتركز زراعة القطن في اليمن التي تعد إحدى 7 دول عربية منتجة ومصدره للقطن، في ثلاث محافظات هي الحديدة، لحج، أبين. وزاد الإنتاج بموجب دعم وتشجيع الحكومة للمزارعين من حوالى 23560 ألف طن خلال عام 1998 إلى حوالى 35000 ألف طن خلال العام 2005م.