تفقد نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو رأس أمس سير تنفيذ أعمال التأهيل في مصنع الغزل والنسيج بصنعاء استعداداً لبدء عملية الإنتاج في سبتمبر المقبل. وقد اطلع نائب رئيس الوزراء خلال الزيارة على سير تركيب الآلات الجديدة لوحدة الغزل، البالغة تكلفتها ستة ملايين ومائتي دولار أمريكي بقرض من الحكومة الصينية، وتضم الوحدة، التي ستعمل بطاقة إنتاجية تبلغ عشرة أطنان يومياً، أقسام التنظيف والتمشيط والسحب، إلى جانب أقسام الغزل الغليظ والغزل الرفيع والتدوير. واستمع نائب رئيس الوزراء صادق أبو رأس من رئيس مجلس إدارة المصنع محمد حاجب، ومدير مشروع التأهيل مدير عام الشئون الفنية والإنتاجية بالمصنع خالد عبداللطيف الأغبري، إلى شرح للتجهيزات الإنشائية لقسم النسيج وتهيئته لتركيب أربعين مكينة للنسيج بتكلفة تصل إلى حوالي مليون ونصف المليون دولار أمريكي بتمويل ذاتي من المصنع، حيث سيعمل هذا القسم على نسج ما تقوم بإنتاجه وحدة الغزل. كما اطلع على الخط القديم في المصنع الذي سيتم إعادة تأهيله بطاقة إنتاجية تبلغ 5، 7 أطنان يومياً. لافتاً إلى أهمية تشغيل المصنع في رفع مساحة زراعة القطن واستيعاب الأيادي العاملة فيها، حيث إن الاستهلاك السنوي من القطن سيرتفع من 193 طناً إلى 3458 طناً.. كما سيعمل المصنع على استيعاب كافة العمالة القائمة فيه، وتوظيف بين 2000 إلى 2500 عامل وعاملة في قسم الخياطة المستحدث في المصنع. ومن المقرر أن ترتفع الطاقة الإنتاجية للمصنع بعد استكمال تركيب الآلات والمعدات الجديدة وتشغيلها فى سبتمبر القادم، إلى 10 أطنان يومياً، وهو ما يمثل خمسة أضعاف الطاقة الإنتاجية السابقة للمصنع. وتستهدفت عملية التحديث والتطوير للمصنع إحلال آلات ومعدات أوروبية وصينية حديثة تعتمد على التقنية والتكنولوجيا فى عمل المصنع، لرفع طاقته الإنتاجية بما يمكنه من تغطية ما نسبته 30 - 40 فى المائة من احتياجات السوق المحلية من الغزول المصنعة من الأقطان اليمنية. وكان مصنع الغزل والنسيج في صنعاء، الذي تأسس عام 1964م بمساعدة من الحكومة الصينية، بدأ أول مراحله الإنتاجية عام 1967 بإنتاج الغزول (الخيوط) الملونة والأقمشة القطنية بمتوسط إنتاج يومي يتراوح بين 37 - 44 ألف ياردة بمتوسط سنوى 10 - 11 مليون ياردة محملاً على 10 آلاف و800 مغزل ب27 مكينة غزل رفيع و347 نول نسيج متكامل، وقسم للتبييض والصباغة والطباعة. وخضع المصنع خلال الفترة من 1975 - 1985 لأول عملية تطوير باقتناء 115 نول نسيج روسي حديث، منها 95 نولاً بطاقة إنتاجية مضاعفة.. ونظرا لتدهور الإنتاج لقدم الآلات الموجودة من 2.5 طن إلى طن ونصف الطن، رأت وزارة الصناعة والتجارة إعادة تطوير وتحديث المصنع ليعمل بشكل اقتصادي حديث. هذا وقد نوّه صادق أمين أبو رأس إلى المكانة المرموقة التي يتبوأها هذا المصنع بالنسبة للاقتصاد الوطني، حيث شكّل منذ عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إحدى القلاع الاقتصادية الهامة في الوطن.. مؤكداً اهتمام الحكومة بهذا المصنع وبقطاع الغزل والنسيج لما له من مردود اقتصادي، سواء من خلال مسنوعات المصنع أم تشجيع زاعة القطن في اليمن، واستيعاب الأيادي العاملة. ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار تكليف مجلس الوزراء للجنة وزارية برئاسته لدراسة أوضاع المصنع وإعادة تأهيله.. مبيناً أن عملية التأهيل لمصنع الغزل والنسيج في صنعاء تعتبر مرحلة أولى تتبعها مرحلة تأهيل مصنع الغزل في عدن، وسيكون التأهيل لإعادة العمل بطريقة حديثة غير التي كان جارياً العمل فيها مسبقاً. وأشار إلى أن شركة متخصصة في تقييم عملية فتح المصنع للمساهمة بين القطاعات العامة والخاصة والمختلطة.. وقال: يجب على العمال في المصنع أن يفكروا كيف يدخلون مساهمين في هذا المصنع من أجل أن يكونوا جزءاً منه ويكون جزءاً منهم.