ينهي الفريق الطبي التخصصي السعودي من مركز الأمير سلطان لجراحة القلب في الخامس والعشرين من أغسطس الجاري بعد أن يتوقع أن يجري نحو أكثر 062عملية قلب مفتوح وعمليات قسطرة علاجية وتشخيصية للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في القلب في مركز جراحة القلب بمستشفى الثورة بصنعاء. . ولزيارة الفريق الطبي السعودي خصوصية لا تعكس فقط علاقات الجوار والقربى والعادات والتقاليد التي تجمع الشعبين الشقيقين، بل تحمل زيارة الفريق الطب السعودي صورة إنسانية استثنائية من خلال خدماتها الطبية التي تقدم مجاناً كهدية من سمو ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للشعب اليمني. ويقول الدكتور أحمد العنسي مدير مستشفى الثورة بصنعاء ل «الجمهورية»: إن زيارة الفريق الطبي التخصصي من مركز الأمير سلطان تعد الثانية كما أن الفريق لديه خصوصية من بين الفرق الزائرة إلى مستشفى الثورة، فالفريق يعد الأكبر ويضم نحو 04شخصاً من الجراحين المتخصصين في جراحة قلب الأطفال وكذا الاختصاصين والفنيين، وسيمكث شهراً كاملاً لإجراء العمليات الجراحية بالإضافة إلى أن الفريق يأتي بكل معداته وتجهيزاته وكذا الأدوية بما يوفر على مستشفى الثورة الكثير ويحافظ على مخزونه من التجهيزات والمواد التي تحتاجها مثل تلك العمليات المعقدة واستخدامها في زيارات وفود أُخرى لجراحة قلب الأطفال. ويؤكد الدكتور العنسي أن العلاقات اليمنية السعودية تشهد تطوراً في مختلف الميادين، وأن التميز والمتانة والتطور المستمر هو المسار الطبيعي للعلاقات بين البلدين الشقيقين، تحت رعاية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. عمليات قلب مفتوح وأوضح مدير مستشفى الثورة أن الفريق الطبي السعودي يجري ما بين 7 إلى 9 عمليات قلب مفتوح بشكل يومي بالإضافة إلى 4 إلى 6 عمليات قسطرة علاجية وتشخيصية. مشيراً إلى أن الفريق يجري عمليات القلب المفتوح للحالات الخفيفة والمتوسطة والمعقدة، وأن الأخيرة تحتاج إلى عمليتين أو ثلاث عمليات للحالة الواحدة. وذكر الدكتور العنسي أن هيئة مستشفى الثورة تهدف من خلال استقدام الوفود الطبية والفرق الطبية الزائرة إلى خدمة المريض غير القادر على السفر إلى الخارج، وتخفيف عناء ومشقة السفر وكذا الأعباء المالية التي تتسبب فيها تلك السفريات، وتقديم خدمة طبية نوعية في داخل اليمن، بالإضافة إلى أن الزيارات تهدف أيضاً إلى إكساب كوادر المستشفى الطبية في مختلف المجالات، الخبرة والمهارات من خلال الاحتكاك بنظرائهم في الفرق الطبية الزائرة التي تأتي إلى المستشفى وبشكل دوري من مختلف المراكز الطبية التخصصية سواء في الدول العربية أو العالمية. اتفاقيات تعاون مضيفاً: إن هيئة مستشفى الثورة لديها عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع المراكز الطبية العالمية سواء في السعودية أو الأردن، مصر، هولندا، ايطاليا، ألمانيا، بريطانيا، وأسبانيا، لافتاً إلى أن الهيئة لديها اتفاقيات تعاون مع ثلاثة مراكز طبية متخصصة في المملكة العربية السعودية هي مستشفى الملك فيصل ومستشفى الحرس الوطني ومركز الأمير سلطان لجراحة القلب وأن الهيئة أوفدت فرقاً طبية للتدريب في تلك المراكز، وأنه يجري حالياً الإعداد لتوقيع اتفاقية جديدة مع مركز الأمير سلطان لجراحة القلب بما يسمح ببقاء الفرق الطبية اليمنية فترة أطول في المركز للتدريب واكتساب الخبرة والمهارات. ويشير إلى أن تبادل الخبرات وتبادل الزيارات الطبية معروف في كافة المراكز الطبية التخصصية التي تتبادل الزيارات لتبادل الخبرات، وأنه لا يمكن لأحد الاستغناء عن خبرات الآخرين. غياب الكادر المتخصص وحول وجود الإمكانات التي تؤهل مستشفى الثورة لإجراء عمليات معقدة لجراحة قلب الأطفال، قال الدكتور العنسي: إن هيئة مستشفى الثورة لديها قسم متكامل ومتخصص بطب وجراحة قلب الأطفال، لكن المشكلة تكمن في انعدام الكوادر المتخصصة في جراحة قلب الأطفال، لأن العالم يعاني كله من شح كبير في جراحي قلب الأطفال وهم معدودون على مستوى العالم، ويؤكد أن الهيئة قدمت أكثر من 02ألف دولار شهرياً للجراح الواحد لاستقدامه للعمل في المستشفى لكنها لم تجد ذلك. التغلب على المشاكل ويضيف منوهاً إلى أن الهيئة تتغلب على هذه المشكلة من خلال التنظيم المستمر لاستقدام الفرق الطبية العالمية إلى مركز جراحة قلب الأطفال وإجراء تلك العمليات، وقال: إن الهيئة أوفدت اثنين من جراحي قلب الأطفال إلى الخارج للتدرب، متوقعاً أن يعود أحدهم مع نهاية العام الجاري، مضيفاً إن الهيئة تكون بهذه الخطوة قد قطعت شوطاً كبيراً في مواجهة هذا التحدي وتحقيق إنجاز كبير، لأن العنصر البشري هو أساس أي تقدم في المجال الطبي، ولهذا تركز الهيئة أيضاً على تأهيل طواقم متكاملة في مثل هذا الجراحات والتخصصات الدقيقة والمتكاملة، مؤكداً أن الكادر اليمني أصبح يضاهي نظراءه في الكثير من المراكز الطبية العالمية المتخصصة. مؤكداً أن مركز جراحة القلب أصبح يمتلك الكثير من الجراحين والاخصائيين والاستشاريين اليمنيين بعد أن كان عددهم محدوداً عند افتتاح مركز جراحة القلب عام 0002م. مراكز طبية متخصصة وتطرق الدكتور العنسي إلى الخطوات التطويرية لهيئة مستشفى الثورة، وقال إن الهيئة تسير نحو إنشاء المراكز الطبية التخصصية بخطوات مدروسة، مشيراً إلى أن الهيئة أصبحت تمتلك الآن مركزاً لطب وجراحة القلب، ومركزاً لأمراض وزراعة الكلى، ومركزاً للسكري ومركز الطب النووي ومركز العيون ومركز أمراض وجراحة المخ والأعصاب ومركز الأسنان، بالإضافة إلى تحضيرات لافتتاح مركزين جديدين الأول لجراحة المناظير وإجراء العمليات الجراحية المعقدة، وكذا مركز للطوارىء الذي قال الدكتور العنسي إنه يجري حالياً إعداده وفق المعايير والمواصفات العالمية. رسوم الخدمات الطبية حول رسوم الخدمات الطبية والتعامل مع الشرائح المحدودة الدخل والمعدمة ذكر مدير مستشفى الثورة الدكتور أحمد العنسي أن من ضمن أهداف هيئة مستشفى الثورة هو تقديم خدمات طبية متميزة وبأسعار تتناسب ودخل المواطن، موضحاً أن الهيئة تقدم خدماتها بأقل من تكلفتها الحقيقية وتتراوح ما بين 03 إلى 04% من التكلفة الحقيقية إلا أن الهيئة شكلت أيضاً لجنة للنظر في الحالات غير القادرة على دفع الرسوم، وإعفائها من دفع تلك الرسوم سواء بشكل جزئي أو كلي. خدمات إنسانية كما التقت الجمهورية بالدكتورة هويدا الغنامي رئيسة الفريق الطبي السعودي, كبيرة استشاريي جراحة التشوهات الخلقية لقلب الأطفال في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز وقالت: إن هذه الزيارة هي الثانية لها إلى مركز القلب في مستشفى الثورة العام بصنعاء، وأنها تأتي في إطار التعاون المتبادل بين البلدين الشقيقين التي تتجسد في تنفيذ مثل هذه الأعمال الإنسانية التي أتت بمبادرة وتكليف من صاحب السمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء, وزير الدفاع والطيران بالمملكة العربية السعودية. تجسيد عمق العلاقات الثنائية وأضافت الدكتورة هويدا: إن هذه الزيارة تجسد عمق العلاقة بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. الحالات المرضية للأطفال وعن أنواع الحالات المرضية التي يعاني منها الأطفال في اليمن قالت: بأنها متنوعة منها إصابة بعض الأطفال بعدة عيوب خلقية في القلب، وهناك أطفال مصابون بأمراض روماتزمية في صمامات القلب وتخصصنا هو التدخل الجراحي لإصلاح العيوب الخلقية، معالجة حالات الحمى الروماتزمية التي تؤثر في صمامات القلب، بالنسبة للأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين سنة و 21 سنة. 021-051عملية جراحية وعن العمليات المعقدة والكبرى قالت الدكتورة هويدا: إجراء عمليات ما يسمى «الرباعي ثالوث وعمليات التشوهات الخلقية المتعددة الثقوب في القلب» والتي تعمل على رفع الضغط في الرئتين للأسف أن هناك كثيراً من هذه الحالات تأتي للعلاج متأخرة بعد أن تأثرت الرئتين والقلب بمضاعفات، والحمد لله تمكنا من معالجة مثل هذا الحالات. وتوقعت الدكتورة أن الفريق سيجري خلال فترة تواجده في اليمن ما بين 021-051 عملية جراحية وقساطر علاجية. وأشادت الدكتورة هويدا بالأطباء اليمنيين المشاركين في إجراء العمليات الجراحية وبقدراتهم الرائعة على التعلم السريع سواء كانوا أطباء أو ممرضين. فرصة للاحتكاك واكتساب الخبرة من جهته قال الدكتور عزيز الزنداني مدير مركز القلب بمستشفى الثورة: إن زيارة الوفد الطبي السعودي تأتي في إطار اتفاقية التعاون بين هيئة مستشفى الثورة ومركز الأمير سلطان لجراحة القلب، أعد هذه الزيارة فرصة لاحتكاك كوادر المستشفى مع الفريق السعودي التخصصي والذي يضم جراحي قلب للأطفال بالإضافة إلى أخصائيين في التخدير وتروية القلب وأمراض القلب لدى الأطفال وغيرها. وأضاف: أتوقع أن يجري الفريق الطبي السعودي، ما بين 051 إلى 071 عملية قلب مفتوح و001عملية قسطرة علاجية وتشخيصية للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في القلب. وأوضح الدكتور عزيز الزنداني أن الفريق بدأ بإجراء عمليات القلب المفتوح الأقل تعقيداً للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية، وأن تأخير العمليات الأكثر تعقيداً إلى أنها تحتاج إلى بقاء فترة طويلة في غرفة العناية المركزة، بينما العمليات الأقل تعقيداً تحتاج لفترة أقل، وبالتالي تتيح إجراء كثير من العمليات.