اتفقت لبنان وسوريا أمس على استئناف العمل تجاه ترسيم حدودهما بصورة رسمية لكن دمشق قالت :إن حدود منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها لن يتم ترسيمها حتى انسحاب إسرائيل منها. وسيكون ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان خطوة كبيرة تجاه الوفاء بمطالب دولية لدمشق بأن تضفي الطابع الرسمي على علاقاتها مع جارها الأصغر لبنان. واتفق الرئيس اللبناني ميشال سليمان ونظيره السوري بشار الاسد ايضا خلال قمتهما على مدى يومين في دمشق على إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء وهي خطوة تؤكد سريان الدفء في العلاقات بين الجارين. وتمثل إقامة علاقات دبلوماسية خطوة أخرى طالبت بها دول تشمل الولايات المتحدة وفرنسا سوريا التي سيطرت على جارها حتى عام 5002 م حين أرغمها اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على سحب قواتها من لبنان. وقال بيان مشترك عقب القمة «اتفق الرئيسان على... استئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية السورية وفق آلية وسلم أولويات يتفق عليهما بين الجانبين وبما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على ان يصار الى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك»." ورداً على سؤال عما اذا كان الترسيم سيشمل مزارع شبعا قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم "لا يمكن ترسيم مزارع شبعا في ظل الاحتلال... الاحتلال هو السبب الرئيسي في ما يجري في منطقتنا من توتر واضطراب. لا بد من إنهاء هذا الاحتلال." وتشير جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من سوريا وإيران إلى احتلال مزارع شبعا كأحد الأسباب لاحتفاظها بأسلحتها.. وتعتبر إسرائيل مزارع شبعا جزءاً من مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 في حين يقول لبنان وسوريا إنها جزء من جنوب لبنان الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2000 .. وأعلنت الأمم المتحدة اكتمال الانسحاب الإسرائيلي. وحث قرار لمجلس الأمن الدولي عام 2006 سوريا على ترسيم الحدود وخاصة في المناطق التي لا يكون خط الحدود فيها.. مؤكداً ولم يوضح المسؤولون المدة التي ستستغرقها العملية.. وأشار وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ متحدثاً للصحافيين وإلى جانبه نظيره السوري وليد المعلم إلى أن لجنة الحدود شكلت في الأربعينيات من القرن الماضي.. وكان ترسيم الحدود مطلباً أيضاً لزعماء لبنانيين سعوا إلى الحد من النفوذ السوري في البلاد عقب حادث اغتيال الحريري الذي يلقون باللوم عنه على دمشق. وتنفي سوريا التورط.. ورحب سعد الحريري نجل رفيق الحريري ووريثه السياسي بإقامة علاقات دبلوماسية ووصفها بأنها إنجاز للشعب اللبناني.. وتعهد الرئيسان أيضاً بتكثيف جهود لجنة لبنانية سورية كلفت بتحديد مصير لبنانيين فقدوا في الحرب الأهلية من 1975 حتى 1990 ويقول أقاربهم إنهم نقلوا إلى سوري