الذي سرق البراءة ومضى نسى قطعة صغيرة منها... داخل إناء مهمل أيتها الدسيسة كيف لم تفقد رأسِك بعد أو كان الهواء هذا الذي نتنفسه اليوم هو الهواء نفسه الذي تنفسناه بالأمس. عندما تُقبل الرؤوس المقدسة لتحمل في أبصارها مشهد الفزع الخفي تتساقط ماسات صغيرة من إناء البراءة المنسية لتذكرها بصخب الغابر غير السعيد. أهي رصاصة واحدة تلك التي ذهبت إلى رأسك وبقيت هناك ثابتة، وخفية لا يراها سوى حامل الرأس وحده. ليست الأماكن، وحدها، بلهاء إذن ولكنها كل تلك الرؤوس التي لا ترى. انفذ من جوهر الحب... لو تستطيع انفذ مِن خرير المياه ومن جداول الرقة المتناهية كي تصل إلى رأس واحدة... لم تصل تلك الرصاصة إليها. الشارع يكون مزدحماً، جداً، بضوء الصباح وأنت تودع آنية البراءة مغادراً إلى موتك الذي يتكرر وحدها الشمس تكون شاسعة وجارحة... أما الرؤوس التي استيقظت للتو فهي مازالت تنتظر الرصاص الخفي الذي سيستقر فيها في آخر الليل. عندما تقول وداعاً... ليس هناك مِن صوت للبراءة كي يجيب.