هاقد حانت الساعة التاريخية، التي ستشهد فيها الكرة اليمنية التحول، والانتقال من طور الهواية إلى الاحتراف، وللتطبيع مع الإتحاد الآسيوي كي تتأهل الرياضة في بلادنا إلى الوضع الذي تسير فيه دوريات العالم الممارسة للكرة بالاحتراف والانضمام إلى النظام العالمي الجديد المفروض على جميع الإتحادات المنضوية تحت سلطة «الفيفا». وابتداءً من الموسم الكروي 8002م 9002م فإن الإتحاد العام لكرة القدم يبدو أكثر عزماً على تطبيق نظام الاحتراف على أندية الدرجة الأولى بوجه خاص، وتأكد إصراره القوي عقب إنجازه اللائحة الجديدة المتضمنة اشتراطات الإتحاد الآسيوي الملزمة، التي توجب على اتحاد القدم اليمني تنظيم دوري كرة القدم بنظام «الفيفا» الاحترافي أي أن اللائحة التي أعدها الإتحاد العام وبعثها للأندية تتعلق بتطبيق نظام الاحتراف حسب «الفيفا» بحيث تكون تشكيلة الفريق خمسة لاعبين محترفين أجانب، وستة لاعبين محليين، يتم التعاقد معهم والتوقيع على عقود احترافية مع المحليين وتطبيق قرار «الفيفا» مع الأجانب. نظام إجباري إن الواقع الجديد الذي فرضته توجهات الإتحاد اليمني لكرة القدم برئاسة الشيخ/أحمد العيسي الهادفة إلى تطبيق نظام الاحتراف وصولاً إلى تنفيذ لائحة «الفيفا» جاء بعد تأجيل متكرر من الإتحاد الكروي بعد مطالبات من الأندية بالتأخير.. وحتى لا يقع فأس «الفيفا» على رأس الإتحاد اليمني للقدم والأندية في بلادنا، فإن اللائحة الجديدة قد تضمنت التعديلات بشأن دخول الموسم الكروي المقبل بعقود احترافية للاعبين، وهو المطلوب تنفيذه من الأندية، ليس اختياراً بل إجباراً بنظام «الفيفا» الاحترافي الشهير ب«5*6» الذي اعتمده الإتحاد الدولي الذي يتزعمه السويسري سيب بلاتر. والإتحاد اليمني أتخذ هذه الخطوة مجبراً أيضاً، كي يتفادي «فرمان» للاتحاد الآسيوي الذي يقوده محمد بن همام ويتضمن مجموعة جديدة من العقوبات التي ستضاعف المتاعب وتزيد من مساحة عزلتنا آسيوياً ودولياً.. وبحسب تصريحات الأمين العام لإتحاد القدم الدكتور حميد شيباني فإن مشروع اللائحة سلم إلى جميع الأندية، وإن الموعد الأخير لاستلام مقترحاتها عليه هو يوم الأربعاء الفائت 02أغسطس الجاري، وفي حال لم تصل إلى الإتحاد أية مقترحات رسمية من إدارات الأندية فإن ذلك سيعني الموافقة الكاملة منها على اللائحة الجديدة. موسم كروي ملتهب والغريب أن الأجواء في إدارات الأندية هادئة، ولا يوجد ردود فعلٍ كانت متوقعة أن تبلغ حداً كبيراً من التبرم والامتعاض، بالنظر إلى صراخ معظم تلك الإدارات وتصريحاتها التي أخذت مساحة واسعة من الأضواء والمقالات والأخبار في الصفحات والصحف الرياضية بأنها تعاني الأمرين، وتقاسي من شحة الإمكانات والدعم المالي.. وهذا الصمت إما أن يشير إلى أنها قادرة على تنفيذ المطالب في اللائحة الجديدة وإما أن قبولها ورفضها لم يعد لها فيه خيار سوى التنفيذ إلزامياً، وبالتالي سيكون موسماً كروياً ملتهباً بالمطالب المالية، وشاقاً جداً على بعض الأندية التي هي في الأصل تسير ببركة الاستجداء من هذا أو ذاك من الشخصيات الداعمة، وتقضي المواسم الكروية لاهثة وراء المؤسسات والمجموعات الصناعية، دون خطط وبرامج واتفاقات، لضعف إدارات تلك الأندية في إقامة جسور من المصالح المتبادلة بين أنديتها والمجموعات أو رجال المال والأعمال الداعمين للقطاع الرياضي في بلادنا. أندية محدودة الدخل ولا يعني الصمت الإداري بالضرورة أن أنديتنا بخير من الناحية المالية، كما لا يعقل أن نؤكد امتلاكها الأموال الكافية للتعامل المناسب مع متطلبات الإتحاد الآسيوي الاحترافية الخاصة بتحرير عقود للاعبين المحترفين.. لانستطيع أن نجزم بقدرة جميع الأندية على ذلك بمفردها ومن خزانتها الخاصة، لأنها محدودة الدخل، ولديها مخصصات محدودة من وزارة الشباب والرياضة لاتفي بمصروفات تنقلات ونثريات للفريق الكروي خلال أدائه مباريات بطولة الدوري. فما بالك بعقود تصل إلى الملايين؟!! الوزارة المنقذ من الصدمة القاتلة وحتى لا يقول المال كلمته في كل شيء رياضي، وكي لا تطغى لغة المال على لغة الرياضة، فإن اللائحة للموسم المقبل ينبغي أن يتم تنفيذها من الأندية بالاستعانة وتدخل اضطراري وضروري من الوزارة الرياضية لمضاعفة المخصصات المرصودة للأندية كي تستطيع الإيفاء بالتزاماتها تجاه اتحاد القدم من خلال التنفيذ لبنود لائحة الاحتراف، وإلا فإن المتوقع أن تصاب الأندية بالصدمة القاتلة أو السكتة القلبية جراء المبالغ الخيالية التي ستنوء بها كواهل الإدارات، مما يشير إلى أن عواصف رعدية، وربما زوابع تنذر بخطورة الوضع الكروي، مالم تتجه الوزارة إلى اتخاذ خطوات تسهم في التنفيذ المقبول لمتطلبات الإتحاد الآسيوي وفقاً لماهو معتمد من اتحاد «الفيفا» ومنعاً لعودة العلاقات بين الإتحاد الدولي والإتحاد اليمني إلى مربع الصفر، والتجاذب الذي لا طائل منه للكرة اليمنية سوى الحرمان ومزيد من العزلة، التي هي نتيجة حتمية للعقوبات الآسيوية أو «فرمانات» الفيفا.. الله لا أعادها، والأمل في أن يسعى المعنيون في الوزارة إلى التعامل مع الوضع الجديد بانفتاح وروح رياضية، وإحساس بأهمية التطور والتخلص من الواقع الجامد للكرة الرياضية التي توقفت حركتها وبقيت في ثلاجة الهواة بدلاً عن رحابة الاحتراف القائد إلى التطور للرياضة.. والله المعين.