(نفر شباب)..نفرٌ من الخيبة والضياع..نفرٌ من وجبة لن تجدوها مُضمنة في قوائم أحد المطاعم السياحية”الفارهة”،لا شك بأنها وجبة دسمة يحتاجها الوطن،وتحتاجها كتل البرلمان المتعددة،ونحتاجها للمرور عليهم كجسر عبور آمن..للمشاة،وللشاحنات الكبيرة أيضاً!!.. كم يتطلب الغوص والإيغال والتتبع لمسار حركة الشباب في البلاد..وكم يحتم على من ينوي الولوج إلى ردهات هذا العالم المخبوء تحت أقبية التجاوز..ومغبات النسيان..أن يتمتع بسعة الصدر والقدرة على التحمل..وعدم الضيق بكل الممارسات اليومية!! (نفر شباب)..نفرٌ من التخطي “المشرعن”..والإقصاء “المقونن”!!.. قبلاً؛قفزت من لساني “حركة شبابية”،والحقيقة لا أدري هل أنا أتحدث عن شباب هذا الوطن المنسي،أم عن شباب كوكب “الزهرة”؟!!..وأية حركة شبابية أقصد؟.. في الزهرة قد لا يوجد شباب!!وقد يوجد!!..والحياة هناك غير مواتية كما تشير الدراسات وتؤكد،بعكس “المريخ” الكوكب الذي ستنبت الحياة بين جنباته ذات لحظة ليغدو مشجعاً على السير إليه عدواً بالأرجل..أو زحفاً على الأيدي!..ولكن من سيذهب إلى “المريخ”..نحن/أنا..أم هُم؟.. يقول البروفيسور الرائع”حبيب سروري” نحن العرب أكثر من تغنى بجمال القمر..ولو أقيمت مسابقة شعر حول أجمل قصيدة امتدحت القمر لفاز شاعر عربي”، ورغم ذلك الطيش في مدح جمال القمر،لم نقفز إليه،فقط نحن نكتفي بالتغزل،بمظاهر الأشياء..!ونترك تقصي حقائقها للآخرين..! سروري هذا البروفيسور اليمني،الذي غادر اليمن قبل عقود متجهاً نحو فرنسا،ليصبح أحد أعمدة “الحاسوب” هناك،وأحد الروائيين العرب المهمين في هذا القرن،يدرك تماماً مدى الحالة المزرية التي يعيشها العرب،وظل يؤكد في أكثر لقاءاته الصحفية أن” في أوربا يتعلم الإنسان كيف يفكر،بينما في العالم العربي يتعلم الإنسان كيف لا يفكر”!!..تبدو الحالة معممة..ونبدو نحن جزءًاً من حالة عامة في هذا الوطن العربي.. وعندك (نفر شباب)..مع السحاوق!! لا يحتاج شبابنا الذي تؤكد قوائم التعداد السكاني على أكثريته،وعلى تجاوزه ال”%60” من حجم سكان البلاد..سوى إيمان مطلق بقدراتهم..على التخطي،والحبو أيضاً!!..وكي لا نظل في مربع التكرار الممل يحتم علينا المستقبل أن ننظر إليه بعيون يملؤها كثير من التفاؤل الممزوج بعبق العطاء والإدمان على التضحية في سبيل إيجاد حركة شبابية تنضح حيوية،وآمالاً عِراض. الكثير من معطيات الواقع تؤكد على “تقعر” الشباب اليمني..بمعنى الاستسلام، وانتظار ما ستهب به الرياح الآتية عما قبل/بعد!!الأسبوع الماضي احتفت صحيفة “يمن تايمز” بطلاق النساء “الصغيرات” نجود وأروى وريم،وأكثر ما شدني في صور الطفلات حديثات الزواج والطلاق أيضاً هي براءتهن الطفولية التي تتقافز من ضحكات”نجود وأروى”،أما ريم فالجدية الطافحة بها ملامحها،وأيضاً قسمات الحزن التي بدت عليها حين شاركت زميلاتها في المأساة قطع “ترتة” الخلاااااااااص..أدركت كم هي منتهكة الطفولة في بلادنا؟..وإلا ما معنى أن تصبح نجود وأروى وريم زوجات لرجال كلٍ منهم تجاوز عقده الثالث؟.. ريم ابتسمي قليلاً..قليلاً فقط!! نجود..أهنيك أيتها الصغيرة..الفائضة بعبق الطفولة..وروح البراءة المنتهكة!..إبتسامتك رائعة أكثري منها!.. أروى..كم أنت جميلة بقبعة الفرح..وابتسامة الألم..لم يعد هناك قيد في إنتظارك..يكفي ما مر من معاناة!!.. اصنعن جميعاً مستقبلكن المشرق..لطالما تحقق ما أردتن..وعدنَ لألعابكن المهجورة منذ الزواج التعيس!!.. (نفر فرح) أيها الكبار..و(نفر قانون) يحمي الطفولة!!.. [email protected]