الطاقة والعلاقات العسكرية والبرنامج النووي الإيراني بنود أبرزت في محادثات مساء الأربعاء الفائت بين الرئيس بشار الأسد والرئيس الروسي دمتري مدفيديف على طاولة في منتجع مدينة سوتشي على البحر الأسود . الرئيس السوري الذي استبق الزيارة بإعلان وقوف بلاده مع موسكو ضد "محاولات عزلها" واستعداده للنظر في نشر "درع صاروخي روسي" على أراضي بلاده، اللقاء "يتيح الفرصة لمناقشة الاتفاقيات الموقعة في السابق وتفعيلها والمضي بها قدماً. ولقاء الأربعاء الفائت ناقش عدداً من القضايا وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط والأزمة الأخيرة في القوقاز يعلق الأسد على جلسة الأربعاء المسائية، معتبراً أن ثمة تشابهاً بين هاتين القضيتين، وبخاصة في كون المنطقتين تتمتعان بأهمية استراتيجية على مستوى العالم. المتوقع من الأسد في زيارته الثالثة لروسيا، أن تتصدر فكرة عقد مؤتمر جديد خاص بالسلام في الشرق الأوسط في موسكو قبل نهاية عام 2008محادثاته مع الجانب الروسي. سوريا بحسب الأسد حريصة على العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع روسيا، والعلاقات بين البلدين تتطور باستمرار وخاصة في السنوات الأخيرة، والظروف الحالية مواتية للكثير ولا ريب. والأسد الذي جدد دعم سوريا لموقف روسيا في الأحداث الأخيرة فيما يتعلق بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا قال: نحن نتفهم الموقف الروسي والرد العسكري الروسي نتيجة الاستفزاز الذي حصل، ونقدر القرار الشجاع الذي اتخذته القيادة الروسية في الاستجابة للمبادرات الدولية والبدء بسحب قواتها. الأسد الذي زار روسيا للمرة الأولى عام 2005وثانية عام 2006م اتهم الإدارة الحالية في الولايات المتحدة بأنها "إدارة حرب" ومدفيديف الذي يروق له في المرحلة الحالية استقبال زعامات من الشرق الأوسط رحب كثيراً بالأسد، وقال: إن العلاقات مع دمشق: تلعب دوراً محورياً في عدد من القضايا الدولية، معرباً عن الشكر لسوريا على موقفها المؤيد لروسيا خلال العدوان الأخير الذي شنته جورجيا على أوسيتيا الجنوبية، على حد تعبيره. مسألة الديون السورية لروسيا باتت شبه محلولة هذا وحده مكسب يستحق مبادرة الأسد في دعم الموقف الروسي فقد شطبت روسيا 70 في المائة من ديونها على سوريا، أما ما يتعلق بالمبلغ المتبقي فإن وزارتي المالية في البلدين وضعتا آلية تنص بصورة خاصة على القيام باستثمارات مشتركة لحل مسألة متبقي ال30% من الديون نهائياً وفق الوكالة السورية، وسوريا يمكنها المساعدة في رد روسي على منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا يبدأ من نصب مجمعات صاروخية من طراز "اسكندر" في منطقة كاليننغراد وفي سوريا، وبحسب الأسد: فإن سورية طرحت قبل عدة سنوات مسألة شراء مجمعات اسكندر من روسيا. ولم يكن لهذه المسألة آنذاك أي ارتباط بالدرع الصاروخية الأميركية. إسرائيل في ضغطها على دمشق كواشنطن في ضغطها على موسكو ما يجعل التعاون العسكري التقني بعداً أساسياً في العلاقات بين الجانبين، وشراء الأسلحة أمر أساس ومهم أيضاً. في وقت سابق لتفكك الاتحاد السوفييتي كانت روسيا اقترحت على السوريين أنواعاً من شتى الأسلحة التي كان بإمكانهم شراؤها، وجرى طرح مسألة مجمعات اسكندر بين مسائل أخرى. واليوم يعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استعداد موسكو تزويد سورية بالأسلحة الحديثة، مشيراً إلى أن تزويد دمشق بأسلحة "ذات صبغة دفاعية" لن يؤثر في التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط. الرئيس السوري كان أكد قبيل انطلاق المحادثات ضرورة تعزيز التعاون العسكري والفني بين بلاده وروسيا، والتقارير الإخبارية تقول إن الجانبين يستعدان لتوقيع اتفاقات تزود روسيا بموجبها سورية بأنظمة صواريخ مضادة للطائرات والدروع. من حيث المكاسب الروسية يعد الموقف السوري على استعداد تام للتعاون مع روسيا في كل ما من شأنه أن يعزز أمنها.. لكن سوريا لم تتسلم حتى الساعة أي اقتراح من هذا النوع حسبما يفهم من حديث الأسد، لكن أمراً من هذا النوع غير مستبعد حين نتذكر قرب سوريا من منطقة الخليج النفطية الحيوية لواشنطن أو حين نتوقع عودة روسيا إلى الشرق الأوسط عبر بوابة أقرب من بوابة السد العالي في روسيا خروتشوف.