عميد كلية الهندسة: الأخطاء واردة وسرعان ما تصحح الطلاب: جهود عام كامل تتلاشى بإهمال الأساتذة يبدو أن المحاكم ليست المكان الوحيد «للمشارعات» فكغيرها من المرافق التي تكثر فيها أنواع عدة من «المشارعات» النابعة من المعاملات اليومية واحتياجات ومصالح الناس.. أمست الجامعات اليمنية مكاناً خصباً لذلك.. فبعد كل عام دراسي جامعي وبعد صدور النتائج النهائية لشتى المستويات والأقسام والكليات تطفو على السطح مشاكل من نوع خاص.. تخص الطلاب والطالبات الجامعيين، وتتمثل في أن غالبية الطلبة يعانون عدم استيفاء الأساتذة والمدرسين لكامل درجاتهم التراكمية على مدار العام.. والاكتفاء- فقط- بالدرجة النهائية للامتحان النهائي في نهاية الفصل «الترم» أو نهاية العام. تلك الاشكالية تكثر- أو لنقل لم يفصح عنها- سوى طلبة كلية الهندسة بجامعة تعز.. الذين يؤكدون أن هذه الاشكالية تتكرر سنوياً، ويروح ضحيتها الطالب الذي لا يدري أين تذهب بقية درجاته طيلة العام الجامعي باعتبارها حصيلة عام من الجهد والتعب.. شكاوى بحسب شكاوى عدد كبير منهم فإنهم يتجرعون العلقم وعندما لا يجدون أذناً تصغي إلى معاناتهم أو تعالج قصور بعض الأساتذة الجامعيين الذين يهملون درجات بعض الطلاب ثم يكتفون باحتساب الدرجات النهائية للامتحان النهائي الفصلي أو السنوي وهو ما يؤثر بالطبع على المعدل العام التراكمي للطالب وأحياناً يؤدي به إلى الرسوب والفشل، وما ذلك إلا بسبب إهمال بعض المدرسين!! أين درجات الحضور طالب في كلية الهندسة أفاد بأنه تفاجأ في يوم إعلان نتائج الفصل الثاني بأنه راسب في مادتين، وأن درجاته الكاملة لم تقارب درجات النجاح.. بالرغم من تأكده أنه لم يدخل امتحان نهاية الفصل إلا وهو يملك درجات النجاح الدنيا، ولم يعد الامتحان سوى سبب لزيادة درجاته. حيث كانت درجات الحضور والمواظبة، ودرجات تقديم التقارير الأسبوعية والبحوث، ودرجات الأعمال الشهرية كفيلة بتحقيق درجة النجاح الأولى، إلا أن الصدمة كانت كبيرة عليه عندما علم أن أستاذه الجامعي لم يحتسب سوى درجات الامتحان النهائي فقط، ويقول الطالب: «لعلمي قد تحصلت على درجة النجاح لم اكثف مذاكرتي في الامتحان، الذي اعتبره تحصيل حاصل، ولهذا لم اتحصل إلا على درجات أقل من النصف، وهي ذات الدرجات التي اعتمدت لي، وأهملت بقية درجاتي طيلة العام.. فعلى الأقل- ولا أطلب الكثير- أين ذهبت درجات الحضور والمواظبة؟؟ فقط الحضور.. أين هي؟ يتساءل الطالب «ج.ع» مطالباً باحتساب علامات الحضور وحسب وإهمال بقية الدرجات لعلمه أنه سيحقق بها النجاح بغض النظر عن بقية الدرجات الأخرى!! عدم تفاهم عبدالرقيب السعدي طالب سابق في كلية الهندسة، تحول للدراسة في إحدى الجامعات الأهلية معللاً ذلك بسوء التعامل الذي يلقاه الطلاب والطالبات في كلية الهندسة بجامعة تعز والتي قال عنها.. «إنه بالرغم من كونك مظلوماً دراسياً وعلمياً من قبل أولئك الأساتذة إلا أنك تجد منهم تفهماً أو استقبالاً حسناً عند مجيئك لمراجعة درجاتك.. وينسبون إلى أنفسهم الحق والصواب، وإلى الطالب الخطأ والباطل!!، وحتى إن طالبت بفتح ملفك، ومراجعته، وشهد لك ملفك وإجابتك بأنك على حق وصواب، «ما تشوف من أستاذك إلا العبوس والشرر في وجهه» ويبقى متوجساً منك ويحاربك طول العام وقد يقف حجر عثرة أمام تخرجك»!! انتقام جامعي «لبعض الأساتذة أساليب بعيدة كل البعد عن كونهم جامعيين أو مثقفين» ذلك ما أدلت به إحدى الطالبات المتفوقات في الكلية التي أضافت :إن الأساتذة عندما يضعون أحد الطلاب أو الطالبات في رؤوسهم فإنهم يسعون إلى محاربته عن طريق تلك الأساليب، وإن سعى الطالب إلى إثبات حقه وأنه كان على صواب فإنه يجابه بانتقام ذلك الأستاذ الجامعي خاصة بعد أن يطلب فتح الملف وتصبح اجاباته سليمة. وتتحدث الطالبة عن نفسها وعن تجربة مرت بها، عندما فوجئت بعلامات متدنية في إحدى المواد العلمية والتطبيقية المتفوقة فيها، إلا أنها وبعد أن طالبت بفتح ملفها وردت إليها علامتها الكاملة والمستحقة، وبدلاً عن أن يصلح أستاذ المادة من خطئه، تمادى فيه وبدأ ينظر إليها كخصم يحاربها أثناء دراستها... ولم تسلم منه ومن انتقاماته المتعددة سوى بعد أن تدخل أساتذة جامعيون وأقنعوه بأن ما يقوم به يتناقض مع كونه جامعياً. واقع أكيد الجامعة عامة وكلية الهندسة خاصة حبلى بمثل هكذا حوادث يعاني فيها الطالب الجامعي الأمرين.. وهناك من يتكلم وآخرون لا يزالون صامتين.. وحرصاً منا على الطلاب، فإننا قمنا بالإشارة إلى اسماء الطلاب والطالبات بالرموز.. نزولاً عند رغباتهم احترازاً وخشية من «الانتقام من مدرسيهم» حرص آخر التزمنا به تمثل في معرفة آراء ذوي الشأن والاختصاص والمسئولين الجامعيين وقيادة كلية الهندسة الذين تحدث عنهم الدكتور فيصل عبدالفتاح الشوافي. أخطاء واردة يقول عميد الكلية :إن الأخطاء واردة في أي مكان، وهي واردة إما في «الكنترول» أو في غيره، وإذا حصلت تلك الأخطاء فإننا نتجاوزها ونقوم بتصحيحها مباشرة لأن أعمال السنة كاملة موجودة في الكنترول وفي الكلية ودفاتر الطلاب كذلك. مضيفاً :إن مثل تلك التجاوزات التي تحدث عنها الطلاب غير موجودة إلا في حالات «المتخلفين»- أي الطلاب الذين تبقت عليهم بعض المواد- حيث إن بعض نتائجهم لا ترصد في حينه.. ولا تضم مع المواد الدراسية في السنة الحالية، وإنما تكون متواجدة في العام أو الفصل الذي امتحن فيه.. في مثل هكذا حالات يأتي الطالب إلينا شاكياً ونقوم بحل إشكاليته، ويتم ضم درجاته في السجل الأكاديمي العام للطالب. الانتقام غير وارد ويضيف الدكتور الشوافي :إن من حق أي طالب أن يتظلم ويأخذ حقه بالطريقة الصحيحة حتى لو قدم شكوى في سبيل ذلك. لكن لا يمكن لأستاذ جامعي أو دكتور مدرس أن ينتقم، لأن ذلك منافٍ لصفة المربي التي يجب أن يتصف بها الأستاذ الجامعي ويعكسها في معاملاته تجاه طلابه.. مهما كان الطالب مخطئاً فإن على الأستاذ أن يعامله كابنه، ويجب عليه أن يعلمه الصح.. فلا يمكن لأي شخص أن ينتقم من الطالب. ويستطرد: إن الامتحانات سرية تتم عن طريق أرقام جلوس، حتى الاستاذ لا يعرف أن هذا الدفتر للطالب المعين، فالانتقام غير وارد، وإذا كان هناك أساتذة يقومون بمثل هكذا تصرف فأنا أعتقد أنه لا يجب عليهم أن يبقوا في الجامعة كمدرسين أو عمداء. مقررات وأشار عميد كلية الهندسة إلى أن هناك ثلاثة مقررات دراسية في الكلية، فهناك نظرية، وأخرى نظرية وتطبيقية «تمارين» ،ومقرر ثالث نظري وعملي «معامل»، ولكل مقرر نظام محدد يتم احتساب درجات الطالب تبعاً لها تتوزع على حضور وغياب وتقارير وبحوث متنوعة بالإضافة إلى امتحانات نهائية فصلية وسنوية، تحسب بطريقة كل مقرر وبحسب كل أستاذ كما يراه مناسباً. ويضيف: وعليه فلا يجوز للطالب أن يدخل الامتحان النهائي دون أن يكون عنده رصيد سابق من الدرجات إما من الحضور والغياب أو من التقارير أو من الامتحانات العملية والتطبيقية طيلة العام. ويتساءل عن كيفية أن يلج الطالب الامتحان النهائي وتحسب له نتائجه ودرجاته دون أن تكون له درجات مسبقة.. فمثلاً.. الطالب الذي يغيب عن العملي لا يحق له دخول الامتحان النظري بتاتاً..!! ويؤكد العميد أنه لا يوجد أي مقرر تطلع نتيجته دون أعمال السنة المختلفة، وأي طالب يتظلم نراجع درجاته ونرفعها بصفة رسمية. نقول.... في معرض رده على شكاوى الطلاب والطالبات طالبنا الدكتور فيصل الشوافي بضرورة أن نستقرئ آراء الطلاب المتفوقين، لتأكده من أن الشكاوى لا تصدر إلا من قبل الطلبة غير المتفوقين، إلا أننا وقبل أن نطرح على عميد الهندسة بتعز أسئلتنا كنا قد استطلعنا آراء الطلاب المتفوقين قبل أولئك غير المتفوقين، ومنهم من سقنا آراءهم فيما سبق من سطور ومنهم من اكتفينا برأيه كمعلومة إضافية ولولا أن هذه الظاهرة انتشرت واكتوى بنارها عدد من الطلاب وبلغ السيل الزبى- كما قال أحدهم- لما كنا ناقشناها، ويبقى إثارة الموضوع كفيلاً بتدارك مشاكله ومعالجة المعضلات والصعوبات التي تواجه إبداع وتفوق طلابنا في رحاب الجامعة.