لا تعجبوا من نهدها الأصغرِ كيف استوى في صدرها المرمري فعُمره في عمر وردِ الرُّبا في عطره في لونه المُزْهِرِ يهبُّ كالإعصارِ إن أقبلتْ وينثني كالموج في الأَبْحُر يُقاوم المعطفَ في ثورةٍ عارمةٍ في عنف - أكتوبر - أراد أن يصعد نحو السَّما لم يخشَ من خالقه الأكبر يا من غدا فستانُها مسرحاً لصلف النهدِ العنيدِ الجَري وثغرُها لم تدرِ ما ثغرُها يا وردةً في غصنها الأخضر خمريّةُ الثغرِ ألا فاعجبوا من خمرةٍ في الثغر لم تُعصَر زجاجةُ الخمرِ التي أُهْرقَتْ وسال فوق الأرض كالأَنْهُر لا يأسف الندمانُ من كَسْرها فإنّ خمرَ الثغرِ لم تُكسَر يا حسنَها كالشمس عمَّ الثرى وجرّ ذيلَ النّورِ في «المشتري» ورديّةَ المئزرِ إن المسا قد أطفأ الأنجمَ كي تسهري وذَرّ في جفنيكِ من لونهِ سطراً دقيقاً فاحمَ المنظر وغام وجهُ البدرِ في أفقهِ مكتفياً في وجهكِ المقمر وكاد زهرُ الروضِ أن ينحني لورد خَدّيْكِ النديِّ الطّرِي وقام حفلٌ ساهر للهوى للحبّ للعشق النزيهِ البري وأنتِ في ثغرِ السَّما بسمةٌ دَقّتْ حواشي نورِها المُسْفِر جبينُكِ الرقراقُ في حُسنهِ صباحُ عِيدٍ مشرق ممطر ولونُ عينيكِ كوجه السَّما مصقولةَ الأهداب والمِحْجَر