إذا لم يكن الأخ/أحمد العيسي رئيساً لاتحاد كرة القدم، فمن في نظر جمهور الكرة في بلادنا يصلح لأن يتولى شئون الاتحاد!؟ وسؤال آخر: هل بالضرورة أن يكون رئيس اتحاد القدم«ثري جداً» ليصبح رفيع المستوى وصاحب قدرات خارقة!؟ أي شخص لديه امكانية المرحوم الأستاذ/علي الأشول رئيس الاتحاد الأسبق - يصلح لأن يخلق في اليمن مناخاً رياضياً ينسجم مع تطلعات عامة الرياضيين والسبب أنه كان يدير رياضة القدم بعقله وليس بقدمه!! وليس من المقبول أن نذهب في اعتقادنا إلى أن «الثري جداً» قادر على تحويل المستحيل إلى ممكن طالما وأن ادارة شئون الكرة تخضع لميزانية وزارة الشباب والرياضة وليست كياناً مستقلاً!! رئيس اتحاد الكرة الذي يؤمن أن خمسة ملايين ريال تكفي لتسيير شئون أي ناد يمني، هو في الأصل ضعيف من حيث قدراته على النهوض بالرياضة، ورئيس الاتحاد الذي يعتمد في إدارته للشئون الصغيرة على كونه رجل أعمال، فهذا يلغي حقيقة أننا نتعامل مع قامة رياضية، ورحم الله الكابتن علي الاشول الذي لم يعتمد في حياته الرياضية على أمين دبلوماسي بل على قدراته في فهم الظروف المحيطة!!. إدارة شئون اتحاد القدم ليست بحاجة إلى رئيس ينفق على الصحافيين أكثر مما ينفقه على المدربين، وأتذكر تماماً أن المرحوم علي الاشول لم يدغدغ مشاعري «يوم كنت مسئولاً عن صفحة رياضية يومية» بمكافأة مجزية، وإنما اشفق علي يوم شاهدني في الاردن عام 39م اضع «الشوكة في يدي اليمنى والسكين في يدي اليسرى» أحاول أن أكون مهذباً في التقاط زيتونة طارت من غير قصد إلى طاولة تبعد عن طاولتي مترين!!. لم يكن يتسول لقب الأستاذ ومع هذا كنا نجد أنفسنا في غيابه نصفه بالأستاذ، لقناعتنا في أنه جدير بالاحترام!!. في أيام الأستاذ علي الاشول «رحمه الله» كان الصحافيون يعدون على أصابع اليدين، ثم تكاثروا بقدوم «مشايخ» يطربهم سماع «ياحظهم من قدهم اللي أنت جالس جنبهم، أنت الأمير بخافقي وأنت قمرهم كلهم» وعلى قدر «انفاقك» أيها الشيخ مد رجليك!!. لا يريدونهم أن يخطئوا وإن فعلوها، يجدوا من يبرر الخطأ على أنه عطر الحياة، وليس على قدر أهل العزم تأتي العزائم وإنما على قدر البذل المادي يفسح الطريق «لسموه» فيتجاوز الخطوط الحمراء في اعتقاد منه أن «الأدنى» لن يتطاول أو بتعبير أدق من اطعمه بحوالة سريعة لن يجرؤ على رفع صوته!!. الله يلعن الفقر، كيف أنه دنس سجادة الصلاة برؤوس اعتادت على أن تركل وأقلام ليس بوسعها سوى تجميل القبيح والتسبيح بحمد الشيخ!!. أنا لا أقصد شخصاً بعينه وإنما أحاول أن أعرض صورة مشوهة لواقع يتحكم في تفاصيله أشخاص ربما ليسوا جديرين باحترامنا ومع هذا نجد من يدللهم على نحو يثير الاشمئزاز وكله بحسابه. سفرية يامحسنين، مالم فإن الباب مازال مفتوحاً لرش المبيد الفتاك على عطر سموه والنيل منه في يوم لا تشخص فيه الابصار وإنما تشخص فيه القلوب المريضة!!. أنت معه اليوم وغداً ضده وليس أمامنا سوى القول إن إدارة شئون اي اتحاد قدم في العالم ستؤتي أكلها لو أن القائمين عليه اعتمدوا على ثقافاتهم وقبل ذلك احترامهم لحاجة الرياضي إلى نخبة من المفكرين كروياً وليس إلى «ثري» يدفع وأمين «يصفع» واعضاء «يترادعوا» إذا فتح المجال لهم أن يأكلوا من طيبات رئيس الإتحاد!!. أكرر أنا لا أقصد شيخاً بأنفه أو عينه ولا أقصد صحفياً بكسره أو ذله، واشكر في الختام صديقي الحميم ماهر المتوكل الذي قال كلمة حق في فضيحة الناشئين الأخيرة ولم يك كالذين امتدحوا «الخطأ الآسيوي» ثم عادوا في أقل من يومين ليكذبوا أنفسهم لأنهم في الأصل مازالوا يعيشون في ضلال مبين!! ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه.!