قطع الإتحاد العام للكرة الطائرة شوطاً جيداً لا يستهان به في تنظيم شئون اللعبة باتجاه التطوير ومحاولة بلوغ درجة متقدمة من النجاح توج باستقرار داخلي ملحوظ مع ارتفاع في مستوى اللعبة لدى الأندية رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجه هذه اللعبة وفي مقدمتها الجوانب المادية والمنشآت . وفي أجندة رئيس إتحاد الكرة الطائرة محسن أحمد صالح ربيد الكثير من القضايا والهموم والتطلعات التي يصبو إلى تحقيقها كهدف استراتيجي له منذ أن كان لاعباً في يوم من الايام قبل سنوات طويلة وحتى وصل به الأمر إلى قمة إتحاد اللعبة قبل عامين بغية إخراج الطائرة اليمنية من عزلتها السابقة وتمكينها من التحليق عالياً خلال السنوات القليلة القادمة. وأكثر الأشياء التي لفتت الأنظار إلى إتحاد الكرة الطائرة هو النجاح الملحوظ في تثبيت مواسمه وإقامة بطولاته بدون انقطاع وإيصالها بهدوء شديد إلى بر الأمان وسط تفاعل طيب من الأندية المعنية ولاعبيها ومدربيها وإدارييها والأجهزة الإدارية والفنية والتحكيمية في الإتحاد وفي مقدمتها إنتهاء دوري النخبة ودوري الدرجة الثانية وتواصل دوري الدرجة الثالثة حالياً في المحافظات فيما بلغت بطولة الكأس دورها النهائي . وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) سلطت الأضواء على هذا الإتحاد وأنشطته وتطلعاته وهمومه في هذا الحوار الثري الذي أجريناه مع رئيس الاتحاد محسن ربيد : معوقات كثيرة ما هي أبرز المعوقات التي يواجهها إتحاد الطائرة ..؟ - أولاً الإمكانيات التي تعطي لنا إمكانيات بسيطة مع توسع المهام وتعدد الالتزامات على عاتقنا، كرة الطائرة والإتحاد في عشرين محافظة ، عندنا ما لا يقل عن مائة وستة وثمانون نادياً في هذه المحافظات تمارس كرة الطائرة ، وهذه كلها تحتاج إلى إمكانيات كبيرة ومخصصات مالية تناسب هذا العدد وتناسب حجم النشاط الخاص بها فنحن نقيم سنوياً أكثر من تسع بطولات، خلال العام الواحد وما يعتمد لنا أقل من إتحادات مماثلة ولديها انتشار في خمس محافظات فقط على سبيل المثال أو أن يكون لديها عشرون أو ثلاثون نادياً كجمعية عمومية إتحاد كرة الطائرة يتسلم من الوزارة سنويا 24 مليون ريال ويمكن أن يصل المبلغ إلى 28 مليون ريال للنشاط الداخلي فيما إتحاد كرة السلة يتسلم الآن 44 مليون ريال وفي النشاط الخارجي إتحاد الطائرة معتمد له 10 ملايين ريال فيما إتحاد أخر يصل إلى 35 مليون ريال . وثانياً : الكادر التدريبي في أغلب الإتحادات من خلال خبرتي وتجربتي الطويلة يوجد مع كل منها من أثنين إلى ثلاثة أو أربعة كوادر تدريبية أجنبية لديها كفاءة وقدرة أكبر ونحن لا يوجد هذا الشيء لدينا معتمد لنا مدرب يمني واحد ويصعب علينا أن نمكنه من التحرك من محافظة إلى أخرى لاختيار عناصر المنتخبات الوطنية بسبب قلة الإعتمادات المالية لدينا في هذا الجانب مع العلم أن معظم الأندية ( النخبة ) التي "تنمي اللعبة" خارج أمانة العاصمة صنعاء وموزعة في محافظات بعيدة عن المركز مثلا في حضرموت والحديدة وعدن وغيرها شرقاً وغرباً وجنوباً وهذا يمثل بالنسبة لنا عبئاً إضافياً نواجهه في تكليف الأجهزة الفنية والإدارية بالتحرك خلال المحافظات نتمنى أن يتوفر لدينا عدة مدربين أجانب على مستوى عال ومعروف ان المدربين الصينيين لديهم هذه الخبرة كما أنهم لا يبالغون في الاشتراطات المالية. ثالثا : المحافظات التي عندها رغبة واهتمام في ممارسة الكرة الطائرة وتفوق لدى أنديتها مثل حضرموت الوادي والصحراء ليس لديها الصالات الرياضية المناسبة أي أننا لا نمتلك البنية التحتية الخاصة بالكرة الطائرة يعني هناك أربعة أو خمسة من أندية سيئون في وادي حضرموت فضمن أندية النخبة البالغ عددها عشر فرق وثلاثة إلى أربعة في الدرجة الثانية وليس في سيئون صالة رياضية جاهزة حتى الآن تساعد هذه الأندية على تطوير المستوى العام وتطوير اللعبة هم يلعبون بملاعب إسمنتية وبعضها يكون موقع الجمهور قريبا بجانب الحكم مع شعبية هذه اللعبة في تلك المناطق رابعاً : لعبة كرة الطائرة تتطلب الكثير من المشاركات الخارجية التي توقفت في الماضي سنينا طويلة وهذا أمر مهم جداً لتوفير فرص جيدة لاحتكاك لاعبينا مع غيره واكتساب الخبرة الخارجية وتطوير القدرات الذاتية بدلا من الاعتماد فقط على المسابقات الداخلية التي لن تساعد على تطوير مستوى اللعبة بدون المشاركة الخارجية . ظروف صعبة هذا يعني أنكم في إتحاد الطائرة تعملون تحت ظروف صعبة للغاية ؟ - بالفعل نحن نعمل في ظل ظروف صعبة ومحبطة للغاية فإلى جانب كل تلك المعوقات هناك الجانب الإداري في مقر الإتحاد والذي لا يوجد فيه سوى موظف واحد يتكفل بأنشطة مائة وستة وثمانين ناداً فيما نحتاج وفقاً لأقل تقدير خلال الفترة القريبة القادمة إلى خمسة أو ستة موظفين لتغطية العمل اليومي في الجانب الإداري والسكرتارية كما أنه لا يوجد لدينا من مدربي المراكز سوى اثنين من المدربين الوطنيين يتسلما 100 ألف ريال شهرياً من ميزانية الإتحاد وهذه صعوبة أخرى حيث أن معظم مدربي الأندية هم لاعبون في نفس الأندية في نفس الوقت . باعتقادكم ما هو الدور المتوقع من الأندية في مساعدة الإتحاد لتطوير اللعبة ؟ - الأندية يفترض أن تكون عامل مساعد لعمل الإتحاد غير أننا نجد أن النادي لا يستطيع يعد لاعبيه بالصورة التي توصلهم إلى مستوى المنتخبات الوطنية بدون اجتهاد الإتحاد في ذلك خاصة أن الإتحاد العام يصرف من إعتماداته للبطولات مبالغ للأندية تشمل المواصلات والتغذية والسكن وغيرها نحن اطلعنا على تجربة خارجية في مصر نسعى لتطبيقها عندنا لو وجدت الإمكانيات ففي مصر مثلا النادي الذي تقام عنده المباراة يدفع أجور وتكاليف التحكيم وغيرها من النفقات الخاصة بإقامة المباراة في ملعبه وذلك نتيجة ان الأندية تتوفر لها الإمكانيات الخاصة بعيدا عن دعم الدولة أو الإتحاد أما في اليمن فالإتحاد هو الذي يقيم الدوري ويصرف عليه وهو الذي يعد لاعبي المنتخبات وينفق عليهم وهم في أنديتهم ويراقبهم باستمرار ويعمل على حل مشاكلهم مع الأندية وإذا غضب النادي على لاعب المنتخب يوقفه من ممارسة اللعبة ويحرمه من الانتقال إلى ناد آخر ويضيع جهود وأموال الاتحاد في سبيل إعداد هذا اللاعب . حكامنا الأفضل ماذا عن جوانب الاهتمام بالتحكيم والدورات التأهيلية؟ - بالنسبة للحكام لدينا حالياًً اكتفاء من خلال عدد الحكام المعتمدين لدينا محليا في مختلف الدرجات وهم على مستوى عال من الكفاءة الفنية والتحكيمية أنا شاهدت حكام في البحرين وفي قطر وفي سوريا ليس لهم كفاءة حكامنا الذين يمتازون بالقدرة والخبرة واثبتوا ذلك خلال مسيرة الدوري الذي انتهى مؤخراً بهدوء حيث أداروا 90مباراة بدون أي مشاكل تحكيمية ووصل الدوري إلى بر الأمان بدون أي تعثر ونحن نعمل على تطوير ثقافة اللاعب والأندية بالقانون، لكن لا يوجد لدينا إلا حكم دولي واحد فقط حالياً وهي غلطة نتحملها نحن في الإتحاد لأنه في نظام قانون الإتحاد الدولي لازم تسجيل كشوفات سنوية تتضمن عدد المباريات التي شارك الحكم في إدارتها وترفع للإتحاد الدولي حتى يعمل على تقيمه ولم يتم تسجيل هذه التقارير إلا مؤخراً في الدوري الماضي حكامنا الآن مسجلون جميعا وفقا لتقارير الدوري الأخير لأنه عندما يكون الحكم مشارك ثلاث مرات ويجيد اللغة الإنجليزية بالحد الأدنى ويسمح له بالمشاركة دولياً ومنحه الشهادة الدولية لدينا برامجنا الخاصة بإعداد وتأهيل الحكام بصورة متواصلة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وكذا بعض الدول العربية الشقيقة من خلال بعض الخبراء الدوليين الذين أشادوا بالفعل بمستوى الحكام اليمنيين . هذه استراتيجيتنا .. والتنفيذ جار ما هي أبرز خطط الإتحاد وبرامجه والإستراتجية التي يعتمد على تنفيذها في تطوير مستوى اللعبة ؟ - لدينا في الإتحاد العام إستراتجية فنية وطنية للأعوام من 2005 إلى 2008م وهي موجودة من السابق ومعتمدة بعد أن قدمت للوزارة وجاري تنفيذها وتأخذ اتجاهات مختلفة من بناء مراكز للكرة الطائرة في المحافظات تقوم باختيار لاعبيها من صغار السن وفق أسس علمية وقياسات تتعلق بالطول والقدرة وإمكانية التطور وكلفنا عليها عدداً من المدبرين الوطنيين اضافة الى التأهيل والتدريب المكثف للكوادر المحلية من المدربين ، وأوجدنا اهتماما كبيراً بالفئات العمرية الصغيرة وبدءا من هذا العام سيكون لدينا دوري للشباب من مواليد 1986م وهم موجودون كفرق الصف الثاني للأندية ، كما أن لدينا اهتمام كبير بالكرة الطائرة الشاطئية وشكلت لها لجنة في الإتحاد برئاسة خالد الشويطر ولها بطولاتها المحلية الخاصة ومشاركاتها الخارجية أيضا ونسعى إلى الفصل بين لاعبي الكرة الشاطئية وكرة الصالات من خلال التخصص في المجالين كما نسعى ضمن هذه الإسترتيجية العمل على إيجاد مدرب أجنبي يكون عامل مساعد بالنسبة لكرة الطائرة.