ومازالت الأعداد في تزايد.. بهذه الكلمات يمكن تلخيص الأعداد الموجودة هنا في مخيمات الإيواء لمنكوبي الأمطار والسيول التي تعرضت لها محافظتا حضرموت والمهرة نهاية الأسبوع الماضي وأدت إلى حدوث كارثة إنسانية واقتصادية لم تشهدها مدينة المكلا خلال عشرات السنين. صحيفة «الجمهورية» كانت متواجدة في اثنين من مخيمات الإيواء للمتضررين والمنكوبين لرصد الواقع ونقل هموم ومآسي المتضررين. في مدينة المكلا القديمة حيث كانت الحصيلة الأكبر من الخسائر في البيوت المهدمة والمتصدعة تم إقامة ثلاثة مخيمات إيواء، الأول في مدرسة الصديق والثاني في ثانوية الميناء والثالث في مدرسة النور، توجهنا في نهاية الأمر إلى ثانوية الميناء فكانت الأعداد كبيرة من المتضررين لم نتصورها ضمتهم صفوف وأسطح وساحة الثانوية... فالتقينا بالمواطن صالح سالم باشراحيل الذي قال: - أنا أحد المتضررين من سكان منطقة حي السلام وأتيت إلى هذا المكان منذ ثلاثة أيام وتم اختياري من قبل الإخوة في الجمعية الإسلامية الثقافية التابعة لجامعة الأحقاف كمندوب لهذه الجمعية لمتابعة وتنظيم جهود الإغاثة التي نفذتها هذه الجمعية والتي بدأت حملتها على أكمل وجه وكما تشاهدون نقوم بتعبئة المياه في خزانات المياه الثانوية لاستخدامها من قبل المتواجدين المنكوبين. وستقوم الجمعية مشكورة بتقديم المعونات والأغذية وخاصة الأخ صلاح والمكان ضيق على هذه الأعداد الموجودة فالنساء يقمن في الغرف «الصفوف» والرجال في الأسطح ونطالب بزيادة الفرش والبطانيات بشكل سريع. أوضاع سيئة الأخ خالد لجرب قال: الأوضاع سيئة في هذا المخيم على الأرض حتى الآن وهناك مشاكل عند توزيع الوجبات الغذائية، فتصور أن هناك امرأة غابت عن الوعي عند الزحام لأخذ وجبة الغداء نشكر الإخوة أعضاء وقيادة المجلس المحلي على جهودهم لكن الوضع والأزمة فوق طاقتهم وإمكانياتهم ونحن بانتظار الأفضل. مخيم مدرسة الصديق جميع المتضررين الموجودين في هذا المكان يتزايدون يوماً بعد يوم، وجهود المجلس المحلي لمدينة المكلا موجودة ولكن ليس بالشكل المطلوب والمأمول وإن كنا قد حظينا بزيارة الأخ سالم عبدالحق رئيس المجلس حيث قام بتوزيع عدد من البطانيات والفرش.. وعددها غير كافٍ فقد تم توزيع بطانيتين لكل أسرة وذلك قليل مع العلم أننا قبل ذلك كنا ننام على الأرض (البلاط) أو (الكرتون) وبالنسبة للغذاء طالبنا بزيادته. 01 أفراد في فصل واحد الأخت أم صالح قالت: أتينا إلى هذا المكان بعد أن تعرضت أجزاء كبيرة من منزلنا للتهدم والحمد لله لم يصب أحد من أفراد الأسرة البالغ عددهم 01 أفراد وتصور أننا جميعاً في فصل واحد مع أربع أسر أخرى والمكان ضيق وهناك نقص في كمية الماء والغذاء، وقد أتينا من مخيم مدرسة الصديق وهناك فرق بين المخيمين فالصدّيق أفضل بكثير جداً مع أن المسافة قريبة جداً. جهود محلية الأخ رياض بلعلا من جانبه قال: أنا متواجد هنا منذ يوم السبت بعد أن انهار الجزء الأمامي من منزلي الواقع بحي الحارة وجهود المجلس المحلي موجودة. استجابة طيبة وخلال تجوالنا في هذا المخيم وجدنا الأخت بهالة باشيخان رئيسة منتدى مدرسة حضرموت النسوي التي قالت: لقد حضرت إلى هنا لتوزيع بعض الملابس والبسكويت للأطفال المتواجدين في هذا المخيم بخلاف مواساتهم ورفع معنوياتهم ومحاولة نشر الفرحة في نفوسهم في هذا الموقف الصعب. وقد استجاب بعض التجار لطلبنا وزودونا بهذه الهدايا من المعونات في بادرة طيبة تعكس التكافل الاجتماعي لأهالي حضرموت. 691 أسرة في مخيم الصديق الأخ سالم رزق سرور رئيس اللجنة الإشرافية التابعة للمجلس المحلي بمديرية المكلا: توجد 691 أسرة في مخيم مدرسة الصديق بأفراد يتجاوز عددهم (034) فرداً، وفي نهاية ثانوية الميناء هناك (23) أسرة وأكثر و(451) فرداً، وهناك تفاوت في مستوى الأوضاع بين المخيمين بما أن مخيم مدرسة الصديق هو الأول وتمت إقامته منذ بدء الكارثة تم إقامة مخيم ثانوية الميناء بعد تزايد الأعداد ومازالت أعداد المنكوبين في تزايد مستمر بعد ظهور تصدعات في بعض المنازل، كما أن هناك أعداداً من المتضررين في مدرسة النور، وهناك متضررون آخرون لم يأتوا إلى المخيمات وجلسوا عند أقاربهم وأهاليهم، وقد كلفنا مندوباً من قبلنا وحاولنا مع الأسر في كل فصل إرفاق الصور والإمكانيات المتاحة والمشكلة أن الأعداد تتزايد. ونريد فتح مخيم آخر لاستيعاب الأعداد المتزايدة.. صحيح أن العمل فيه بعض الدربكة وهذا شيء لا ننكره ولكننا نحاول أن نتجاوز كل الصعوبات.. والكارثة كبيرة بكل المقاييس. وخلال الفترة القادمة نستطيع ضبط الأمور والعمل بشكل أفضل ونشكر الداعمين من مجلس محلي وجمعيات خيرية أهلية، وذلك في ميزان حسناتهم، وستتكفل الجمعية الإسلامية بمخيم الميناء بكل شيء بينما جمعيات (الإحسان . الإصلاح، الشعبية) ستركز جهودها في مخيم مدرسة الصديق، ولاشك أن المساعدات والمعونات الخارجية ستأتي قريباً وسنقوم بتوزيعها بشكل متساو فقد قمنا بتوزيع التمور والبطانيات والفرش وألبان الأطفال وفق الكشوفات التي لدينا. وندعو السلطة المحلية إلى مواصلة زيارتهم وهناك فريق طبي موجود في مخيم الصديق يقوم بتقديم الخدمات، الرئيسية لجميع المتضررين وسينتقل من مخيم لآخر وفق خطة معدة لذلك فالمطلوب من الجميع الانتظار وستتحسن الأمور إن شاء الله.