ثمان عشرة أسرة تعيش في العراء بعد أن تعرّضت حارتهم (جور ملوى) بمنطقة رباط باعشن بمديرية دوعن محافظة حضرموت صباح الأحد الرابع من ديسمبر الجاري لكارثة طبيعية , حيث تهاوت عدد من منازلهم الطينية لأسباب جيولوجية، فقد أصبح (38) منزلاً و(3) مساجد تحت الأنقاض، حينها فقدوا كل ما يملكون ونجوا بجلودهم سالمين, صحيفة (الجمهورية) خرجت إلى الموقع وتجولت بين الأنقاض والتقت عدداً من المسئولين والمواطنين المتضررين وشهود عيان على تلك المأساة التي لولا لطف الله لحصل مالا تحمد عقباه.. • يقول سالم عبدالله باحميد، مدير عام مديرية دوعن إن مجموعة من البيوت في منطقة جور ملوى انهارت وأخذت الاحتياطات اللازمة لبقية البيوت المجاورة، والحمد لله على كل حال، حيث ان تلك البيوت لم يتضرر فيها أحد من المواطنين بينما تضرر 38 منزلاً و3 مساجد وبلغ عدد الأسر التي تضررت منازلها 18 أسرة, على الفور بذلت جهود شعبية من قبل المواطنين الذين جندوا أنفسهم وكان لهم الفضل الأكبر بعد الله تعالى في عملية الإخلاء والإنقاذ وذلك عبر مكبرات الصوت، وتم إخلاء الساكنين في هذه المنطقه وإبعادهم من الخطر, كما بذلت جهود رسمية من قبل السلطة المحلية بالمديرية وتم تحديد مواقع للإيواء إلا أن عندنا هنا في دوعن الناس لهم أقارب وذهبوا إلى عندهم ومن ثم تواصلت الجهود وتم الاتصال بمحافظ حضرموت الذي تكرّم بإرسال فريق هندسي للمسح الزلزالي وتفقد هذه المنطقة وسيرفع تقريراً عن أسباب الكارثة. جهود الإغاثة تواصلت جهود الإغاثة وكانت مؤسسة العون للتنمية بالمكلا هي السباقة في ذلك من خلال إرسال مجموعة من المعونات تمثلت في الفرش والبطانيات وغيرها، كما تكرم وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء بإرسال مندوب من قبلهم ترافقه سيارة تحمل مجموعة من المعونات تمثلت في الفرش والبطانيات والمخدات والطرابيل وأدوات الطبخ والأواني المنزلية وتم توزيعها على الأسر المتضررة، كما تكرم فاعل خير بواسطة المقدم علي صالح باحكوم بتحمل نفقات شهر كامل من المواد الغذائية لكل أسرة متضررة, ولايزال الناس يبدون استعدادهم للتعاون مع الأسر المتضررة، ونأمل ان تتضافر كل الجهود لاحتواء هذه الكارثة. وعن هذه الكارثة قال مدير عام المديرية: سبق وأن حصل قبل فتره انهيار صخري في منطقة حصن باصم وإلى الآن لم تعرف الأسباب وسيتم رفع التقرير إلينا من قبل الخبراء المختصين خلال هذه الأيام, شاكراً في ختام حديثه كل الجهات الرسمية والشعبية والمواطنين الذين تعاونوا وساندوا إخوانهم المنكوبين جراء هذا اكارثة، سائلاً المولى عز وجل أن يجنب البلاد والعباد كل مكروه. تفاعل إنساني • الشيخ محمد حسن عبدالرب العمودي، عضو مجلس النواب تحدث قائلاً: بعد الحادث مباشرة تواصلنا مع الأخ المحافظ وقام بإرسال الفريق الهندسي لمعاينة المنطقة المنهارة، كما تم التواصل مع الاخوة في صندوق الإعمار، ولايزال هناك تواصل دائم مع المحافظ والوكيل, وقد تم وصول الدعم وتم توزيعه على المتضررين، كذلك هناك تواصل مع الوكلاء المساعدين في المحافظة والشخصيات الاجتماعية في المهجر مثل الشيخ عبدالله أحمد بقشان الذي عبّر عن مواساته في هذا المصاب، وأكد أنه سيقوم بالمتابعة لإرسال فريق هندسي جيولوجي من جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية، كذلك تواصل معنا الأستاذ عبدالله باكدادة، مندوب مجموعة بن لادن يواسينا في الحادث, موكداً أن الناس جميعاً تعاونوا وقاموا بدور كبير وأنهم عند الشدائد يكون لهم موقف موحد، مشيراً إلى أن هذا الحادث قد حصل حادث مشابه له قبل خمس سنوات في جبل يبعد كيلو ونصف تقريباً من هذه المنطقة ويوجد عليه مواسير ماء لمشروع فرهد حيث حصل انهيار صخري ولكننا تجاهلناه واعتبرناه نتيجة للأمطار. الناس خرجوا بثيابهم حسن محمد بادقيل باعشن، رئيس لجنة الشئون الاجتماعيه بالمجلس المحلي في المديرية قال: حدث قبل أسبوع تصدع في الأرض وانهار بيت أو بيتين، وليلة الحادث انهار بيت وبقي الناس على حذر، والحمد لله لم تكن البيوت مأهولة بالسكان, وفي الصباح الباكر بدأت الانهيارات في البيوت وتم إنقاذ الناس وإخلاؤهم من بيوتهم ولم تحدث أي أضرار في الأرواح وكانت الأضرار في الممتلكات وخرجوا الناس بثيابهم ونجوا بجلودهم, وذهبوا إلى بيوت أقاربهم حيث كل أسرة ذهبت إلى أسرة قريبة لها وسكنتهم عندها في المناطق الآمنة, السلطة المحلية بالمديرية قامت بدور كبير ورتبوا أوضاع الناس, الحمد لله أعمامي كانوا في بيوتهم ونجوا في اللحظة الأخيرة. السبب الرئيسي هي مياه الصرف الصحي يوسف عبدالله باشميل, رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية في المجلس المحلي بالمديريه تحدث قائلاً: فور تلقينا البلاغ نزلنا إلى مكان الحادث الساعة الثامنة والنصف صباحاُ ومازالت بعض البيوت تتساقط وعملنا على حصر البيوت المنهارة والأسر المنكوبة المشردة وعملنا اتصالات مع المدير العام الذي قام بدور بالاتصال بالمحافظ والهيئات والصناديق، ونزلت لجنة من صندوق الإعمار برئاسة الأخ عبدالله متعافي مدير صندوق إعادة الإعمار بمحافظة حضرموت والمهرة ونزل المهندس صلاح بابحير ودرس المنطقة ونوع الكارثة على أساس انه سيوافينا بتقارير ما إذا كانت الكارثة أسبابها مياه الصرف الصحي أو كارثة طبيعية؛ وإلى حد الآن لا ندري ما هي الأسباب؛ ولكن أكثر سبب هي مياه الصرف الصحي كانت تنزل من البيوت إلى الأراضي الزراعية والسواقي، ولكن قبل أربع سنوات اختفت تلك المياه ونزلت إلى باطن الأرض تحت البيوت, والفريق الهندسي حذر المواطنين الساكنين بالقرب من المنطقة المنهارة وخط التماس وعملنا على خروجهم من البيوت وفرغنا لهم مدرسة الرباط للسكن فيها إلا ان المواطنين ذهبوا إلى أقاربهم والحالة الآن مستقرة, أما بالنسبة للبنية التحتية فتم فصل التيار الكهربائي عن البيوت المنهارة ومن ثم تم إيصال التيار للبيوت القائمة، وبالنسبة للمياه تعمل اللجنة الشعبية على توصيل المياه لكل البيوت القائمة وفصلها عن البيوت المنهارة. السلطة المحلية سند للمنكوبين في هذه الكارثة هكذا تحدث خميس سعيد بريك، مدير العلاقات العامة والمراسيم في ديوان محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء، عضو المجلس المحلي في مديرية سيئون أثناء تسليمه المساعدات ومواد الإغاثة والإيواء للمنكوبين، حيث كلف بإيصال مواد إغاثة لمنطقة رباط باعشن بمديرية دوعن للمنكوبين من الكارثة التي حلت بهذه المنطقة، ونؤكد لهم أن هذه المواد تم سحبها من مستودع السلطة المحلية وهي مخصصة للكوارث وتسلم للسلطة المحلية بمديرية دوعن والشيخ محمد حسن عبدالرب العمودي عضو مجلس النواب لكي توزع على الاسر المنكوبة؛ وإذا تطلّب الأمر أكثر من ذلك سيتم إمدادهم بمواد أخرى وسنكون سنداً لهم في هذه الكارثة، ونتمنى أن تكون الأمور طيبة، وأننا أبناء حضرموت الوادي نطالب كل الإخوة ورجال الأعمال والمؤسسات والجمعيات وفاعلي الخير الوقوف إلى جانب إخواننا المنكوبين ومساعدتهم، ونطالب بتوحيد الجهود للتغلب على آثار هذه الكارثة. مواطنون وشهود عيان يروون الحادثة تحدث مجموعة من المواطنين وشهود عيان عن الحادث؛ وكان أول المتحدثين الجندي المجهول الذي يبذل جهوداً في إعادة إيصال التيار الكهربائي والذي كان دليلنا فوق الأنقاض وهو يروي لنا القصة المهندس فني كهرباء محفوظ عوض بامهدي، حيث قال: عند حدوث الكارثة رأيت دخاناً يتصاعد وقمت بإخلاء بيت أحد أصحابي وذلك في تمام الساعة السادسة صباحاً؛ حيث شعر بتصدع البيوت حتى انهار، الحمد لله قمنا برفع الأغنام وكل ما بداخل البيت, بعد ذلك أخذنا الأخ محفوظ فوق الأنقاض واطلعنا على كل البيوت المنهارة وكذلك بعض مواسير المياه وممرات مياه الأمطار، كما شاهدنا خلال جولتنا بعض النسوة وهن في خوف وهلع ويسألن عما إذا كانت منازلهم في خطر أم لا, بعد ذلك واصل محفوظ حديثه بأنه لم تحدث حوادث كهرباء وأن المحول تم إصلاحه وتم فصل التيار الكهربائي عن البيوت المنهارة وتم تغذية المنازل القائمة من محول آخر, وأكد ان العمل جارٍ لإعادة التيار إلى كافة المنازل. انشقاقات أرضية المواطن أحمد علي باشميل: الحادث شيء غريب ما حدث؛ كان يتوقعه انشقاق في الأرض وانهار بيت بعد بيت، وكنا خائفين مما شاهدناه وحصل اهتزاز ونحن الآن سنرحل من البيت كونه مهدداً وسنأخذ حاجياتنا منه وسنذهب إلى بيت آخر سنستأجره. انهيار أرضي أحد المواطنين قال إنه قبل أسبوع انهار منازلان وبدأ الانشقاق والتورم، حيث حصل انهيار أرضي ونحن كنا نشاهده من المنطقة القريبة, وأحد أقاربي توجد له ورشة نجارة تهدمت وكان تحت البيوت المهدمة حاجيات وأغنام وحمير حيث قمنا بإنقاذ المواطنين إلى منازل أخرى, وهنا نطالب السلطة والمغتربين مساعدة إخواننا المتضررين، وبالنسبة لنا سنقوم بحراسة وحماية ممتلكات المواطنين الموجودة تحت الأنقاض. ويشير مرعي سالم باطرفي إلى حصول حادث قبل شهر وبدأت بعض التصدعات والانشقاقات؛ إلا أن بعض الناس نزلوا من الموقع والبعض الآخر نزلوا قبل ساعة من الحادث، وقال أنا يوجد لي محل صغير أعمل فيه تهدم ولي حاجيات بداخله. ويصف علي صالح محمد باخلة أن الحادث كان مؤلماً ومؤثراً على الجميع، وقال: أخي ساكن في بيت مجاور للبيوت المنهارة ونصحهم الفريق الهندسي بأن ينقلوا من هذه المنطقة لمدة شهر أو أكثر حتى ينظر في الأمر, نحن قمنا بدور كبير في الإخلاء بعد الحادث بساعة. عمر سالم باحصب (أحد المنكوبين) تحدث قائلاً: البيت تهدم بأكمله وكل حاجياتنا بداخله تحت الأنقاض ولم يحذرنا أحد من قبل إلا بعد ما سقطت البيوت, والان ساكنون في بيت عمي ونسأل الله العافية ونطالب السلطة بالنظر إلينا ومساعدتنا ونشكر المواطنين الذين ساعدونا في عملية الإخلاء. ويؤكد سالم أحمد باعباد (مالك محل تجاري) أن محله كله تهدم بالكامل وهو مصدر رزقه كونه يعيل أسرة مكونة من أفراد فضلاً عن معاناته من مرض السكري ولا يوجد له مصدر دخل غيره. سالم علي باحسين (أحد المتضررين) قال: لي اثنان من البيوت انهارا؛ واحد ملكي وواحد حق مواطن ساكن فيه أنا وعائلتي المكونة من 17 فرداً، وحصلت الهزة الساعة العاشرة صباحاً وأنا بداخل البيت وشاهدت في البداية تشققات في الأرض ويطلع إلى جدار البيت بعد ذلك نزلت إلى الشارع وذهبت بأسرتي إلى عند أقاربي وتركت حاجياتنا في البيت, والأهالي ما قصروا وساعدونا. محمد علي باحسين (متضرر) قال: إن البيت الذي كان يسكنه ملك لأحد المواطنين وبعد ما تهدم انتقل إلى بيت ولده في المنطقة الآمنة. عبدالله أحمد محروس: نقل قبل الحادث بساعتين هو وأسرته المكونة من 14 فرداًَ، والبيت الذي يقيم فيه ملك لأحد المواطنين، وحين حصلت هزة قام بالهروب منه وإنقاذ عائلته، والآن يسكن في بيت موقت إلى أن يحدث الله أمراً ويفرجها. الكارثة بعيون الأطفال الأطفال هالهم ذلك المنظر وعبّروا عنه بكلمات فيها الخوف قائلين: • في الصباح ونحن في الدار ولم يشعرنا أحد شاهدنا البيوت تتساقط, وبعدها خرجنا من بيتنا وسقط بعد نصف ساعة ولم نخرج بأي شيء من حاجياتنا ونطالب ببناء بيت وغسالة وثياب وتلفزيون ونحن الآن ساكنين عند عمي ووالدي لم يكن موجوداً يعمل في الخارج؛ أنا أخذت كراسات المدرسة وأختي تركتهن هناك. طفل آخر يتحدث وأفصح عن اسمه ويدعى عبدالله محمد صالح باعشن قائلاً: بيتنا لم يتضرر، بيت أخوالي سقط جزء منه، وبعد الحادث سقط الجزء الباقي وشاهدت الحادث والغبار يطلع والمضلعة سقطت وكل شيء مكسر وتصاعد الدخان، وكانوا الناس متعاونين في نقل إخوانهم المتضررين، ونحن عندما شاهدنا ذلك خفنا.