وكان الخوف أول ما نمى في الجوف . أول ما همى في المد . دنيا تشعل الدنيا عفاريت من الأوهام . أشباح بلا أقدام . ليل يأكل الاضواء . كان الجن يرتادون مثل الناس . ترمي المقبرات الجمر . تعوى من أساطير ذئاب الليل . ينهار النهار البكر . يشوي البرق قلب العصر . نار النار تجتث السؤال المر . أوجاع تخيم في هواء القرية الحيرى . فلاحون مذبوحون حتى الموت بالآلام. أثلام تمص الدمع والأصوات . ابواب من الآهات في الجدران . يأتي الخوف أكواما كأثمان لقسط العيش حتى دونما الأحلام . طقس يمحق المحصول . شهر الصوم والاعياد والاعراس كالكابوس . أفواج من الأمراض . زيت الفتنة المخزون في التنور مسكوب ويلقى الناس كالأحطاب . يأتي الخوف بالميعاد اكواما من الأوجاع أطيار تفر بعشها المحروق أوتار تفر بصوتها المخنوق شباك... شبابيك تودع صوب لا تدري أزاهيرا واشجارا تفر غصونها والظل من أعطى لهذا الرعب ناموسا ؟ (2) يجيء الخوف بالميعاد أكواما من الأوجاع . يفرغ قيئه المذياع في الأسماع . مكدوم الجبين الشارع الشعبي . أحياء المدينة مثلما الأموات . يجري الناس مذعورين . دكان يفتش عن ضحايا من مشاة الوقت . وهج العمر قربان لماء الشرب والاضواء والأقوات من أعطى لهذا الرعب ناموسا ؟ (3) يدور الظل ملفوفاً على ساق كسيح ينزوي في صمته اليومي مشدوداً إلى رتل من الأحجار . بين الفرع والاغصان ، بين البنصر المبتور والابهام ، تجثو عنده الأوراق طابورا من الأشجان يبكي الفرع مثل الفرع من أعطى لهذا الرعب ناموسا ؟ (4) متاهات من الساعات تقتات المرور الفج في الفينات . خيط كومته الريح من مور المدى المكشوف . اشلاء من الاشلاء في البيداء أسوار تدل الظن أن يأتي ولا يأتي . جهات تلتوي . ضوضاء تكسو الصوت . مغنى سابح في قاع حوض من مياه الصمت . مرآة تفتت بالشروخ الوجه . من اعطى لهذا الرعب ناموسا ؟ (5) خزعبلة متوجة . أتون تثقب الذكرى . كرى يصحو . جلاميد على الألباب . يبني الليل أقفاصاً . وريش النجم منتوف وقفر يشرب الألوان من اصقاع غاصت غصة الاملاق في بلعومها المهموم . مكتوم زفير البحر . راع يحصر السكان تسهيلا لتوفير الردى والسجن والسجان . ألقاب لأسماك على اللوحات . أسماك لها اسماء . منشار نسى الأخشاب كي يسطو على الأعناق يا للهول من أعطى لهذا الرعب ناموسا ؟ (6) كمن أعطى لهذا الرعب ناموسا ، ألا يأتي الذي يأتي من الآتي ويعطي للنقيض الحلو : نبراساً واعراسا وناموسا ألا يأتي ؟