اصبح حبهما ذكرى بعد أن اغتال القدر آمالهما ليجعلها ماضياً ليس إلا لمجرد الذكرى , وتناوبت الأيام في دفن ذلك الحبَّ الذي كان جمراً وقاداً تحت الرماد . رأتهُ ذات يومٍ على شاشة إحدى الفضائيات وابنتها بجوارها , لم تستطع إخفاء معالم السعادة والفرح ... كانت معالم وجهها جليةً واضح , لاحظت ابنتها ذلك ولم تكن هي الوحيدة التي لاحظت فقد لاحظ ذلك زوجها الذي لم يكن غافلاً عن حبها القديم , غَيَّرَ القناة فصاحت دون شعور ( أرجِعْ حبيبي) !!. تكهرب الجو وعم الصمت لحظاتٍ قبل أن يرمي الزوج الرموت كنترول الخاص بالتلفزيون وغادر الغرفة . شعرت بالحرج من ذلك فقد انطقها الحبُّ دون شعور وشعرت بالأسى لزوجها الذي لابد أن كلمتها جرحتهُ . كان شوقها لاستعادة الماضي اكبر من قدرتها على استسماح زوجها , حتى ابنتها ذات الأربعة عشر ربيعا لاحظت ذلك وغادرت الغرفه بحنق. أخذت الرموت كنترول و أعادت القناة وتابعت البرنامج ... عرفت منه أنهُ عين بمنصبٍ مهم فعزمت على زيارته بمكتبه. لم يعرفها بادئ الأمر و لم يكترث لوجودها , كان المكتب مكتظٌ بالزوار .. خرج آخر زائر . وهي تنتظر أن ينظر إلبها !!. كان مشغولا .. حتى أنهُ لم يرفع رأسه إليها حين رآها بين الجموع ... ظنها مع أحدهم .... اقتربت منه ... رفع رأسهُ إليها ... وقف .. تسمر .. استعاد اتزانهُ .. - أهلا وسهلاً بكِ .. - مُبارك المنصب الجديد . - أشكرك ... لكن كيف علمتي بذلك؟ - أتابع أخبارك دائماً - أتُهمكِ أخباري؟! - عندك شكٌ بذلك ؟! لم يرد عليها .. واكتفى بابتسامة مصطنعة. - ما أخباركَ ؟!. - قُلتي أنكِ تتابعينها دائماً !! - صحيح... - لِما تسألين عنها إذن؟ - أعتقد أن علاقتنا أكبر من أن نتابع أخبار بعضنا البعض بوسائل الإعلام !!. - تقصدين علاقتنا التي كانت ... أعتقد أنك متزوجة الآن ؟! جرحتها إجابتهُ ... لكنها لم تشعرهُ بذلك وردت بثقة :- - نعم ولدي طفله . . . على كل حال مبروك مرة أخرى ..... أراك بخير - لم تشربي شيئا . - شكرا جزيلا لك ... أتيت للتهئنه فقط للزمالة التي كانت بيننا. . . واعتذر لمجيئي دون موعد. - نجوى . - مدام نجوى لو سمحت . - أعتذر. ( ارتبك .. شعر بأنه قد أساء التصرف معها .. وأيقن لحظتها أن حبها ما يزال وقادا بحناياه) - لم يحدث ما يستدعي الاعتذار ... أذكرك فقط أنني أصبحت متزوجة .. مبروك وأعتذر مرة أخرى . خرجت وهي تحبس دموعها التي كانت تتدافع لحظة خروجها من المكتب فلم تكن تتوقع لقاء كهذا ... كانت الصدمة كبيرة ... لكنها أيقنت أن زوجها أحق بتلك الدموع خصوصا وقد أدركت حجم خطئها ومقدار الجرح بعد أن ذاقت من نفس الكأس الذي جرعتهُ إياهُ ليلة البارحة أمام ثمرة زواجهما .