قام محافظ محافظة مأرب ناجي بن علي الزايدي، ومعه السفير الألماني بصنعاء السيد «مايكل كلور شلودر» أمس بزيارة تفقدية لمعبد ( المقه) بصرواح. واطلعا على أعمال الترميم والصيانة والتنقيب لأعمدة المعبد التي بدأت بداية الشهر الجاري من قبل فريق بعثة الآثار الألمانية التابعة للمعهد الألماني للآثار بالتعاون مع فريق الهيئة العامة للآثار والمتاحف، والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. واطلعا على عمليات ترميم وصيانة نقوش الأعمدة الخمسة المتواجدة في الساحة الرئيسة من سور المعبد، وإجراء حفريات أثرية في نطاق ساحة معبد(المقه ) والتي تتم بأحدث الطرق والأساليب الهندسية للمحافظة عليه من الانكسار وعوامل التعرية ، وطافا بأروقة الموقع الذي يعد أحد ثاني أهم المعالم الدينية السبيئة وأبرزها في شبة الجزيرة العربية بعد معبدي (أوام و بران) في مدينة مأرب القديمة، كما تم التعرف على أهم المعابد والأعمدة والنقوش السبئية التي تم اكتشافها مؤخراً في المعبد منها الحجران المنقوشان باللغة السبيئة، والذي يبلغ طول أحدهما 20 ر7 أمتار، وعليه نقوش وكتابة سبيئة من الجهتين، والآخر طوله 80 ر6 أمتار ، والتي تمثل أكبر لوحة فنية للخطوط المسمارية للحضارة السبيئة في شبه الجزيرة العربية. واستمع محافظ المحافظة والسفير الألماني إلى شرح موسع من قبل رئيس بعثة الفريق الألماني للتنقيب مدير عام المعهد الألماني للآثار بصنعاء الدكتورة «إيرلاس جيرلاخ» حول طبيعة عمل البعثة في الموقع .. مشيراً إلى أن أعمال الترميم والتنقيب في ساحات الموقع الذي يبلغ مساحتة التقريبة نحو 3 هكتارات تشير إلى أنه يرجع تاريخه إلى سنة 900 قبل الميلاد . وأكد أن الأيام القادمة ستشهد اكتشافات كبيرة ومذهلة في الموقع؛ كون الدراسات والأبحاث تشير إلى وجود نحو 6 إلى 7 معابد أخرى فيه بدأت تظهر تجليات بعضها من خلال البحث والتنقيب .. منوهة بأن النتائج المتوقعة للموسم الحالي الذي سينتهي نهاية الشهر الجاري، وسيتم استئناف العمل فيه بعد عيد الأضحى المبارك ستركز على الاهتمام بالأعمدة الخمسة ، والمدخل الأساسي وغرفة الطعام للملك، والتي تم تدميرها من خلال العبث بمحتوياتها قبل 15 سنة. وقالت رئيسة البعثة الدكتورة جير لاخ : إن الهدف الأساسي للبعثة الألمانية للتنقيب الكشف عن الآثار اليمنية المدفونة في باطن الأرض في محافظة مأرب، وإعادة ترميمها وعرضها في متاحف متخصصة للسياح للتعريف بالآثار والحضارة السبيئة اليمنية القديمة، إضافة إلى خلق فرص عمل لأبناء المنطقة ومساعدتهم على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة..وقد رحب المحافظ بالسفير الألماني وأعضاء البعثة الألمانية الذين يزورون مدينة صرواح والمعالم التاريخية والأثرية في المحافظة ..مثمناً الجهود التي يبذلونها في سبيل إنجاح عملية التنقيب والترميم للآثار اليمنية والمحافظة عليها من العبث خاصة في محافظة مأرب. وأكد المحافظ الزايدي متانة العلاقة اليمنية - الألمانية التي يرجع تاريخها إلى ماقبل 50 عاماً، وشدد على تعزيزها في كافة الأصعدة التنموية والخدمية . وطلب محافظ مأرب من السفير الألماني بتوجيه البعثة والفريق اليمني لصياغة وكتابة وتوثيق ماتم اكتشافه لتعريف الأجيال القادمة بالحضارة السبيئة اليمنية وإدخاله في مناهج التدريس مستقبلاً .. داعياً الجهات المعنية وذات العلاقة في الصندوق الاجتماعي للتنمية سرعة البت في موضوع إنشاء متحف مأرب الدولي الذي كان مقرراً بدء العمل فيه عقب عيد الفطر المبارك .. مشيراً إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الألمانية وتدريب وتأهيل الفريق الأثري اليمني في مختلف جوانب التنقيب والترميم. من جانبه أعرب السفير الألماني عن سعادته البالغة لزيارة محافظة مأرب ولقائه بالمسئولين والشخصيات الاجتماعية من أبناء المحافظة، مشيراً إلى أن هذه الزيارة سوف تسهم في تعزيز وتطوير العلاقات اليمنية الألمانية في مختلف الأصعدة والمجالات .. منوهاً بأن هدف الزيارة الاطلاع عن قرب على طبيعة عمل البعثة الألمانية للآثار ، وما تم إنجازه والخطوات التي تم تحقيقها في التنقيب والكشف عن الآثار في معبد صرواح، إضافة الى أعمال التدعيم والترميم للأعمدة الخمسة المشهورة في المعبد . وأبدى السفير الألماني استعداد السفارة تقديم كافة أوجه الدعم المادي والمعنوي من أجل مواصلة التنقيب وتأهيل وتدريب الفريق الأثري اليمني لما من شأنه الحفاظ على الآثار والتنقيب عليها؛ كون اليمن يزخر بالعديد من المعالم والمواقع الأثرية وخاصة مأرب. من جانبه استعرض مدير مكتب الآثار في المحافظة مبخوت مهتم، ومدير الآثار في مديرية صرواح صالح الضمأ ، كيفية عملية التنقيب وأهمية الاكتشافات، والاحتياجات والمشاكل والصعوبات التي تواجههم .. مشيداً بجهود البعثة الألمانية للآثار وما تبذله في سبيل الكشف عن الهوية والحضارة اليمنية التي تمتد حضارتها إلى 900 سنة قبل الميلاد . ونوه بأن أعمال المعبد تكشف عن حقائق عمرانية فريدة وأشكال هندسية مهمة تدل تمتع بها المعبد .. مؤكداً أن المعبد يحتاج إلى دراسة وبحوث واسعة لإظهار الحقائق والمميزات والجماليات التي يتمتع بها موقع معبد ( وعول صرواح السبيئة ) والذي لازال مطموراً تحت التراب. إلى ذلك ناقش اللقاء الذي ضم محافظة المحافظة وأعضاء السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية والخبراء الاختصاصيين بالمحافظة بحضور السفير الألماني وأعضاء البعثة الألمانية للآثار، تنسيق وتوحيد الجهود بين الفريق الألماني واليمني وذلك من أجل إنجاح عملية التنقيب والترميم للآثار في معبد صرواح خاصة وفي المحافظة عامة.