يمثل الشعر الشعبي الحميني فصيلاً مهماً ورئيساً في منظومة الابداع الأدبي والثقافي بما لعبه شعراء القصيدة الحمينية من دور ريادي في اثراء الأدب الشعبي بل ومساهماتهم الرائعة في مراحل سابقة كان فيها الشعر الشعبي فصيلاً وقاسماً مشتركا ًللعطاء الشعري عبر مسامر الدان ورقصة الشبواني والزوامل والألعاب الشعبية الأخرى التي بدأت ومع الأسف تندثر عاماً بعد عام. وعبر العديد من الرقصات والألعاب الشعبية والمساجلات الشعرية برع شعراء القصيدة الحمينية في مد موسوعةالشعر الشعبي بعطاء غزير يحمل معاني ومدلولات وعطاء لا ينضب وعلى مستوى اليمن الكبير والموحد شماله وجنوبه وعبرالعديد من مراحل هامة من تاريخنا اليمني كان لشعراء القصيدة الحمينيةحضور واسهام في مسيرة الكفاح الوطني وانتصار مسيرة الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر سيراً نحو الحفاظ على ديمومة العطاء الشعري ونسيجه الابداعي الأدبي لإفراز نماذج شعرية مستوحاة من صميم التراث اليمني الأصيل لهذا تواصل شعراء الشعر الشعبي بعطاءاتهم الجميلة التي أعطت للوحدةاليمنية في سلسلة قصائد الشعراء زخماً أدبياً جديداً. إلا أن الكثير مما قدمه شعراء القصيدة الحمينية والشعر الشعبي الغنائى في طريقه مع الأسف إلى الاندثار والنسيان في ظل انقراض العديد من الرقصات الشعبية الأصيلة وانقراض المناسبات المرتبطة بزخم عطاء الشعراء مثل الزيارات والمواسم الشعبية التي يتواجد فيها الشعراء كنوع وتقليد قديم للمبارزة الشعرية كزيارة الشحر كزيارة النقعه بغيل باوزير وزيارة الحول بسيئون إضافة إلى المناسبات الأخرى حيث يجد الشعراء مجالاً خصباً للعطاء والتعبير عما يخالج مشاعرهم ولا ننسى هنا مالعبه الشعر الشعبي في مسيرة الغناء الشعبي والقصيدة الغنائية الحماسية فنظم الشعر الشعبي في اليمن وبالذات في حضرموت قديم موغل في القدم حيث عبر الإنسان عن انفعالاته العاطفية والفكرية باساليب ثلاثة يكمل كل منها الآخر وهذه الأساليب وكما ذكرها الأديب اليمني المرحوم عبدالله بن محمد بن حامد السقاف في كتابه تاريخ الشعراء الحضرميين الفصحاء والأساليب هي : الكلام والغناء والايقاع ومن الكلام تطورت اللغة ومن الغناء جاء التنغيم والشعر والموسيقى وجاء الرقص من الايقاع. وفي هذه الإطلالة على مسيرة الشعر الشعبي اليمني والقصيدة الحمينية ودور الشعراء في صنع الإطار الشعري لهذا الأدب اليمني نرى أنه من الأهمية بمكان أن نتوجه بالحديث إلى وزارة الثقافة المعنية بصورة مباشرة عن الأدب والشعر والعطاء الثقافي على مختلف مساراته لكننا في هذه الإطلالة ما يهمنا هوشعراء القصيدة الحمينية وما تركوه من ثروة شعرية تندثر يوماً بعد يوم ومع الأيام والسنين لن نجد من ذلك العطاء مايذكرنا على الأقل بأهمية وفاعلية الشعر الشعبي لهذا كان من المهم والأجدى والضروري بمكان أن تتجه وزارة الثقافة ومكاتبها في المحافظات إلى الاهتمام بما تركه الشعراء الشعبيون اليمنيون من عطاء شعري لم يجمع بعد قد يمحى على مر الأيام والسنين والاتجاه نحو طبع الدواوين المخطوطة لدى كثير من ابناء واسر الشعراء الذين فارقوا الحياة وظلت أشعارهم مجموعة وغير موثقة ويمكن بهذا الجهد الذي تقدمه وزارة الثقافة ويحتضنه وزيرها النشيط د أبوبكر المفلحي يعد مساهمة طيبة لحفظ هذا العطاء ونشره على نطاق جماهيري واسع وعلى سبيل المثال فإن عقد مهرجانات الشعر الشعبي تساهم إلى حد كبير في الحصول على قدر كبير من عطاءات الشعراء الشعبيين وقصائدهم الغنائية والعمل على اصدارها في دواوين تكون مرجعاً تاريخياً وعلى سبيل المثال لاوالحصر فتوجد من بين الدواوين المخطوطة على مستوى حضرموت..للشعراء الشعبيين عمر بن شيخ بن طاهر باوزير أعده كاتب المقال ومحمد أحمد بن هادي باوزير ومحفوظ العطيشي وأحمد محمد بكير وسعيد فرِح وحسين أبو بكر المحضار وهناك الكثير من الشعراء الشعبيين المجيدين بل هم اساطين الشعر الشعبي في حضرموت لديهم ثروة شعرية لم تجمع بعد منهم الشاعر المرحوم سعيد عبدالله قتمر بافضل شاعر الغيل الأول وفرح أحمد بلسود، وأحمد معلاق،وحامد بن حسين المحضار وآخرين. وبهذه اللفتة الكريمة التي ستقدمها وزارة الثقافة ومكاتبها في المحافظات سوف تسجل موقفاًأدبياً وتضع لبنةجديدة في موسوعة الشعر الشعبي اليمني القديم وتطرحه للنشر والتداول والقراءة وللتاريخ ليس على صعيد محافظةبل على مستوى العالم العربي.