إيران تبدأ بإطلاق الصواريخ الثقيلة    مباراة تاريخية للهلال أمام ريال مدريد    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    إصابة 3 مواطنين إثر 4 صواعق رعدية بوصاب السافل    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    مليشيا الحوثي تختطف عريساً قبل يوم واحد من زفافه    الحوثي والرهان الخاسر    اشتداد حدة التوتر بين مسلحين قبليين ومليشيا الحوثي في ذمار    الجيش الإيراني يدشن هجوم المُسيرات الخارقة للتحصينات    الصبر مختبر العظمة    مواطنون يشكون منع النقاط الامنية ادخال الغاز إلى غرب محافظة الضالع    الفريق السامعي: ما يحدث ل"إيران" ليس النهاية ومن لم يستيقظ اليوم سيتفاجأ بالسقوط    إيران تعلن اطلاق موجة صواريخ جديدة وصحيفة امريكية تقول ان طهران ستقبل عرض ترامب    اعتقال صحفي في محافظة حضرموت    إغلاق مطار "بن غوريون" يدفع الصهاينة للمغادرة برا .. هربا من الموت!    كندة: «ابن النصابة» موجّه.. وعمرو أكبر الداعمين    لأول مرة في تاريخه.. الريال اليمني ينهار مجددًا ويكسر حاجز 700 أمام الريال السعودي    مجلس الوزراء يشدد على مواجهة تدهور العملة للتخفيف من معاناة المواطنين    فعالية ثقافية للهيئة النسائية في الأمانة بذكرى رحيل العالم الرباني بدر الدين الحوثي    حدود قوة إسرائيل    عدن بين الذاكرة والنسيان.. نداء من قلب الموروث    حجة .. إتلاف مواد غذائية منتهية الصلاحية في مديرية المحابشة    اجتماع بصنعاء يناقش جوانب التحضير والتهيئة الإعلامية لمؤتمر الرسول الأعظم    روسيا تحذر أمريكا من مساعدة تل أبيب «عسكريا»    لملس يزور الفنان المسرحي "قاسم عمر" ويُوجه بتحمل تكاليف علاجه    رسميا.. برشلونة يضم خوان جارسيا حتى 2031    انتقالي شبوة يتقدم جموع المشيعين للشهيد الخليفي ويُحمّل مأرب مسؤولية الغدر ويتوعد القتلة    البيضاء : ضبط ستة متهمين بجريمة قتل شاب من إب    الرهوي يناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    ترقية اليمن إلى عضوية كاملة في المنظمة الدولية للتقييس (ISO)    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 19 يونيو/حزيران 2025    مأرب.. مقتل 5 اشخاص بكمين استهدف شاحنة غاز    مدارج الحب    صراع سعودي اماراتي لتدمير الموانئ اليمنية    لاعبو الأهلي تعرضوا للضرب والشتم من قبل ميسي وزملائه    أزمة خانقة بالغاز المنزلي في عدن    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    بن زكري يقترب من تدريب عُمان    ألونسو: لاعبو الهلال أقوياء.. ومشاركة مبابي تتحدد صباحا    شرطة صنعاء تحيل 721 قضية للنيابة    بين صنعاء وعدن .. على طريق "بين الجبلين" والتفاؤل الذي اغتالته نقطة أمنية    الحديدة.. فعاليتان في المنيرة والزهرة بذكرى يوم الولاية    ترامب يؤكد ان مكان خامنئي معروف ويستبعد استهدافه وإسرائيل تحذّر من انه قد يواجه مصير صدام حسين    الإمارات توضح موقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذر من خطوات "غير محسوبة العواقب"    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    اغتيال الشخصية!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يجدد دعوته لكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات
في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم)
نشر في الجمهورية يوم 25 - 11 - 2008

أعمال القرصنة لن تنتهي ما لم تعمل الأسرة الدولية على إعادة بناء الدولة الصومالية وهيكلة مؤسساتها
على الأشقاء في فلسطين أن يتجنبوا أي تدخلات وضغوط خارجية تعمّق انقسامهم لمواجهة الاحتلال
العناصر التي تقف وراء الأعمال الإرهابية جاهلة وتصفّي حساباتها مع الخارج ليتضرر البلد
جدد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - دعوته لكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية للمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة.
وقال في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) ضمن برنامجها الأسبوعي «صانع القرار»، بثته صباح أمس: نحن نؤمن بالتعددية السياسية والحزبية، وصندوق الاقتراع هو المرجعية والحكم، ومن حاز على أغلبية أصوات الناخبين سواء في الانتخابات الرئاسية أم المحلية أو البرلمانية هو الذي يتحمل المسئولية، ومن حقه أن يحكم.
وأضاف: نرحب بإخواننا في المعارضة أن يدخلوا هذه الانتخابات، ونتمنَّى أن يفوزوا، وأن يحصدوا نسبة كبيرة من المقاعد النيابية، وأن يكونوا شركاء، فنحن لسنا ضد أن ينفرد حزب واحد لوحده بالسلطة، نحن مع التعددية... ومَن حصد الأصوات والمقاعد الأكثر هو الذي يتحمّل المسؤولية.
وانتقد فخامته الفهم القاصر لدى بعض الأحزاب التي تريد أن تحكم وتعارض في نفس الوقت، خلافاً لقواعد الديمقراطية ودون أن تنال ثقة الشعب... مبيّناً أن من حاز على أغلبية أصوات الناخبين هو من يتحمل المسئولية، ولا يجوز أن نقول: نريد نحكم ونحن لم ننل ثقة الشعب، ونوجه اتهامات للفائز بثقة الشعب بأنه ينفرد بالسلطة.. وأكد الأخ الرئيس استمرار جهود اليمن في مكافحة الإرهاب نظراً لما تلحقه الأعمال الإرهابية من أضرار فادحة بالاقتصاد الوطني.. وقال: العناصر التي تقف وراء الأعمال الإرهابية هي عناصر جاهلة، تعتقد أنها ستصفي حساباتها مع الخارج، بينما المتضرر الوحيد هو البلد، ومن يتبنّى مثل تلك الأعمال جهلة لا يعرفون ماذا يريدون، وفي حقيقة الأمر هم يرتكبون عملاً إرهابياً وتخريبياً يضر ببلدهم بالدرجة الأولى.
وأشاد الأخ الرئيس بمستوى تنامي وتطور العلاقات اليمنية - الروسية، والتي تعززت بعد مجيء الرئيس السابق فلاديمير بوتين، وفي عهد الرئيس الحالي ديمتري مدفيديف.
ولفت الأخ رئيس الجمهورية إلى أنه سيجري خلال زيارته المرتقبة لموسكو مباحثات مع القيادة الروسية لفتح آفاق رحبة لتنمية وتوسيع جوانب التعاون القائمة بين البلدين الصديقين في كافة المجالات، وفي مقدمتها المجالان الاقتصادي والعسكري.
وفي الشأن العربي والدولي، أبدى فخامة الأخ الرئيس استعداد اليمن للتعاون مع الدول المطلة على البحر الأحمر والمتضررة من أعمال القرصنة في خليج عدن من أجل تثبيت الأمن في المنطقة... مؤكداً في ذات الوقت أن أعمال القرصنة لن تنتهي ما لم تعمل الأسرة الدولية على إعادة بناء الدولة الصومالية وإعادة هيكلة مؤسساتها.. وبشأن المبادرة اليمنية لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين، أوضح الأخ الرئيس أن اليمن أطلقت تلك المبادرة من بعد قومي ومن جانب إنساني وأخوي حرصاً منها على إعادة اللحمة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني... معرباً عن أمله في أن يتوفق الفلسطينيون لرأب الصدع فيما بينهم، وتوحيد المواقف لمواجهة الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، سواء من خلال المبادرة اليمنية أم أية مبادرة عربية أو أوروبية.. ولفت إلى أنه لمس حرصاً كبيراً من كل الفصائل الفلسطينية، وفي المقدمة فتح وحماس على رأب الصدع، ولكن المشكلة أن كل طرف له أجندته الخاصة ويصر عليها... منبهاً في ذات الوقت من أنَّ الأشقاء الفلسطينيين لن يصلوا إلى حل ما لم يتفقوا على أجندة موحدة في إطار قواسم مشتركة، وليس بالضرورة كل القواسم، ولكن ما أمكن أن يتفقوا عليه من خطوط عامة... داعياً الأشقاء الفلسطينيين إلى أن يتجنبوا أية تدخلات وضغوط خارجية تعمق انقسامهم، وأن يوحدوا موقفهم كفلسطينيين لمواجهة الاحتلال، بدلاً من بقاء خلافهم على السلطة في الوقت الذي لاتزال السلطة تحت الاحتلال.
وفي حين عبَّر الأخ الرئيس عن عدم تفاؤله بحدوث تغيير جذري في السياسة الأمريكية في عهد الإدارة الجديدة، خصوصاً في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي... دعا الرئيس الأمريكي الجديد إلى تبني ملف إقامة الدولة الفلسطينية، وأن يعمل على إقناع إسرائيل في هذا الصدد.
وقال: نحن لا نقول لهم: ارموا إسرائيل في البحر... نحن نؤمن بوجود إسرائيل، وهي موجودة في المنطقة، نتعايش معها... لكن نقول: انهوا المستوطنات، أزيلوا الجدار، ساعدوا أنتم على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، إذا كنتم خائفين على إسرائيل، وتريدون ضمان أمن إسرائيل والإسرائيليين، ساعدونا على قيام الدولة الفلسطينية، وإذا قامت الدولة الفلسطينية سوف يأتي للإسرائيليين الأمان، أما في ظل تمزيق الصف الفلسطيني، واستمرار مشاريع الاحتلال وبناء المستوطنات وفرض الحصار لن يأتي لهم الأمن مهما بلغت قوتهم، وحتى في ظل الدعم الأمريكي لهم لن يستطيعوا أن يحققوا استقرار إسرائيل إلا بقيام الدولة الفلسطينية والانسحاب من الأراضي المحتلة.
ونبَّه إلى أن بقاء القضية الفلسطينية دون حلٍّ تمثل أحد مفاتيح التطرف والعوامل المساعدة للغلو الموجود في المنطقة، حيث تستغل من قبل قوى التطرف لاستقطاب الشباب للدفع بهم للقيام بأعمال إرهابية.. وفي رده على سؤال حول رؤيته للدعم الأمريكي لجورجيا في عدوانها الأخير على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، قال الأخ الرئيس: نحن لا نشجع أمريكا أن تتدخل في هذا الشأن، لأن ذلك لا يساعد على السلم الدولي، وسيكون هناك رد فعل من قبل روسيا، ونحن لا نريد أن نشعل حرائق جديدة فوق الحرائق الموجودة في هذا العالم، ويجب علينا أن نسعى كأسرة دولية لإطفاء الحرائق الموجودة في العراق وأفغانستان وفلسطين، وأن لا نوجد حرائق جديدة، لا في الكونغو أو في جورجيا ولا في أي مكان آخر.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
قناة روسيا اليوم:
أهلاً بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة الخاصة من برنامج «أصحاب القرار»، نستضيف معنا اليوم فخامة رئيس الجمهورية اليمنية، سيادة الرئيس علي عبدالله صالح... أهلاً بكم سيادة الرئيس، ونشكركم على تخصيصكم لهذا الوقت.
الرئيس:
تفضلوا.
قناة روسيا اليوم:
دعني أبدأ معك سيادة الرئيس من أحد الملفات التي تشتد سخونة في الآونة الأخيرة، ملف القرصنة البحرية، وكما هو معلوم اليمن إحدى الدول المتضررة من هذا الموضوع، ما هي رؤيتكم حول هذا الملف وتزايد السخونة حوله في الفترة الأخيرة؟
الرئيس:
أنا سعيد أن أتحدث الى قناة «روسيا اليوم»، والتي أتابعها باهتمام وبرامجها مقبولة ومسموعة.
بالنسبة لأعمال القرصنة، وما يحدث في خليج عدن أو في المحيط الهندي شيء يؤسف له، وسبق وأن تحدثنا في هذا الشأن مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي منذ حوالي 18سنة، وأكدنا أنه ينبغي علينا أن نعمل على إعادة بناء الدولة الصومالية، إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية، لأن الانفلات في هذا البلد سيلحق ضرراً بالأمن والسلم الدولي، ولكن للأسف لم تستجب هذه الدول لهذا الطلب... ونحن نرى أن عدم قيام الدولة الصومالية وإعادة بناء مؤسساتها قد أدَّى إلى هذا الانفلات، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من أعمال القرصنة نتيجة لعدم بناء الدولة الصومالية وإعادة هيكلتها... ونحن دعونا إلى مؤتمر دولي يضم الأطراف المعنية وذات الاهتمام مثل الدول المطلة على البحر الأحمر وكذلك الدول التي تضررت من القرصنة وكذلك الأمم المتحدة، دعوناها جميعاً للمشاركة في مؤتمر دولي يكرس لبحث سبل تعزيز التعاون فيما بينها من أجل تثبيت الأمن في المحيط وخليج عدن والبحر الأحمر، وتبنّت اليمن ومصر الدعوة لعقد هذا المؤتمر في القاهرة، فنحن نريد في ضوء تواجد أساطيل للبحرية الأمريكية والألمانية والهولندية، والآن دخلت البحرية الروسية في المنطقة، ونؤكد أننا مستعدون نتعاون معهم على توزيع المهام لتثبيت الأمن والاستقرار في خليج عدن وفي البحر الأحمر وفي المحيط الهندي وبحر العرب، ولتتعاون كل هذه الدول المعنيَّة والدول المطلة وكذلك الدول التي يوجد لها بحرية قوية، مثل أمريكا لديها قطع بحرية، الهولنديون، الألمان، الفرنسيون أيضاً دخلوا على الخط، والآن روسيا، فنحن مستعدون نتعاون على تثبيت الأمن والاستقرار سواء في البحر الأحمر أو المحيط وخليج عدن.
ولكن أقول مرة أخرى: لن تنتهي هذه القرصنة ما لم تعمل الأسرة الدولية على إعادة بناء الدولة الصومالية «إعادة هيكلة مؤسساتها»، و إلا سيستمر الصومال بؤرة ومشكلة، ومهما كثَّفت القوى الدولية وجودها في البحر لن تستطيع أن تنهي هذه القرصنة.
قناة روسيا اليوم:
نعم، سيدي الرئيس... لكن في المقابل هل لديكم توقعات حول زيادة عدد الأساطيل البحرية التي ستنتشر جرَّاء هذه الأزمة؟
الرئيس:
لا
قناة روسيا اليوم:
لكن برأيكم هل مجموعة من العصابات قادرة على اختطاف مثل هذه العدد من السفن، كما في الآونة الأخيرة كثرت هذه الأحداث وكان آخرها ناقلة النفط السعودية كما تعلمون.. يا ترى هل هذه العصابات تعمل لصالح نفسها، أم أن هناك جهاتٍ إقليمية تدعم مثل هذه العصابات؟
الرئيس:
لا تتوفر لدينا أية معلومات في هذا الجانب، ولكن نعتبر هذه القرصنة ناتجة عن الانفلات الموجود في الصومال، وربما كوادر البحرية الصومالية التي تفككت، ربما يساهمون في القيام بأعمال القرصنة، وأن يكون من بين القراصنة من الشباب الذين كانوا في البحرية، لأن تنفيذ أعمال قرصنة وبتلك الدقة يحتاج إلى خبرة وليس عملاً ارتجالياً لمجموعة من الصيادين، وبحسب المعلومات فإن القراصنة جبوا إلى حد الآن أكثر من 30 مليون دولار.
قناة روسيا اليوم:
بالنسبة للمؤتمر الدولي الذي أشرتم إليه قبل قليل حول الدول المطلة على البحر الأحمر، هل ستشارك فيه دول أخرى أم أنه...؟
الرئيس:
نحن كنَّا دعونا فرنسا وأمريكا والاتحاد الأوروبي وماليزيا، ودولاً مثل أوكرانيا التي معها سفينة مختطفة، والدول الذي تضررت أو متضررة من أعمال القرصنة.
قناة روسيا اليوم:
هل من المتوقع أن يخرج الاجتماع بنتائج إيجابية؟
الرئيس:
والله نحن لم ندعُ لهذا الاجتماع إلا من أجل أن نخرج بنتائج إيجابية، أما إذا كان ظاهرة صوتية لا قيمة له.
قناة روسيا اليوم:
نعم، سيادة الرئيس... دعني أنتقل معك - هنا - إلى الشأن المحلي «اليمن من الداخل»، أنتم دعوتم أحزاب المعارضة للمشاركة في الانتخابات التشريعية في العام المقبل، لكن سرعان ما تجددت الأصوات المعارضة للانتخابات... برأيكم هذه الأصوات «أصوات المعارضة» بداية كيف تقيِّمون أداء المعارضة في اليمن؟ وما هي خططكم المستقبلية لإدماجها في السلطة؟
الرئيس:
أولاً بلدنا انتهج الديمقراطية التعددية، والنظام السياسي قائم على التعددية الحزبية، وعلى كل حال النظام السياسي قائم على هذا الأساس، ولابد أن يكون هناك أحزاب معارضة وأحزاب تحكم، فنحن تنافسنا مع أحزاب المعارضة في انتخابات برلمانية سابقة وانتخابات محلية وانتخابات رئاسية، والآن نحن مقبلون على انتخابات نيابية قادمة، وهي قائمة على التعددية السياسية، لكن هناك قصوراً في الفهم في بعض الأحيان، لأن المعارضة تريد أن تحكم، وتريد أن تكون معارضة، وليس أمامنا من خيار بحسب قواعد الديمقراطية سوى خيار واحد، يا تحكم أو تعارض، وطبعاً صندوق الاقتراع هو المرجعية والحكم، مَن حاز على أغلبية أصوات الناخبين «حصد أصوات الشعب»، سواء رئاسية أو محلية أو برلمانية هو الذي يتحمّل المسئولية، فلا يجوز أن نقول: نريد نحكم، ونحن لم ننل ثقة الشعب، ونوجه اتهامات للفائز بثقة الشعب بأنه ينفرد بالسلطة!! بالعكس... وبالإمكان أن نقول: نريد أن نكون شركاء ولكن حسب ما يحصد كل منَّا من أصوات عبر صناديق الاقتراع... فنحن نؤمن بالتعددية السياسية والحزبية، ونرحب بإخواننا في المعارضة أن يدخلوا هذه الانتخابات، ونتمنى أن يفوزوا، وأن يحصدوا نسبة كبيرة من النيابية، وأن يكونوا شركاء، فنحن لسنا ضد أن ينفرد حزب واحد لوحده بالسلطة، نحن مع التعددية... بمعنى حسب الأغلبية، ومَن حصد الأصوات، ومن حصد المقاعد الأكثر هو الذي يتحمّل المسؤولية.
قناة روسيا اليوم:
في العام الماضي قدَّمتم مبادرة لتطوير نظام الحكم من خلال تبني نظام رئاسي كامل، وتقليص مدة ولاية الرئيس إلى خمس سنوات بدلاً من سبع قابلة للتجديد... ما أسباب إطلاقكم لهذه المبادرة؟ ولماذا سارعت المعارضة إلى رفض مثل هذه التغييرات؟
الرئيس:
هذه أفكار، فالمعارضة لديها دعوة أو في برامجها تدعو إلى حكم برلماني، ونحن طرحنا مقترحات ضمن المبادرة لنظام رئاسي واسع الصلاحيات، فالمسألة قابلة للأخذ والرد بيننا وبين كل القوى السياسية حول ما هو الأفضل لليمن؟ هل النظام الرئاسي المطلق، أم النظام البرلماني؟ والمبادرة مازالت مطروحة للنقاش والحوار، ونحن نحترم رأي الشعب، والشعب في نهاية المطاف هو الذي سيقول كلمته، سواء إذا أقرَّتها القوى السياسية أو لم تقرها، فسيتم طرحها للاستفتاء، والخيار سيكون بيد الشعب، وهو من سيحدد هل يريد نظاماً رئاسياً؟ أم يريد نظاماً برلمانياً؟ أم يريد نظاماً ما بين الرئاسي والبرلماني، كما هو الحال الآن.
قناة روسيا اليوم:
إلى أين وصلت هذه المبادرة؟
الرئيس:
مازال الحوار قائماً، وهي محل بحث.
قناة روسيا اليوم:
قبل أن أنتقل إلى ملفاتٍ أخرى... كما علمنا أن هناك أضراراً أحدثتها فيضانات السيول الأخيرة التي وقعت الشهر الماضي في المناطق الشرقية للجمهورية اليمنية... أنتم وقفتم على هذه الأضرار، لو تحدثونا باختصار عن حجم الأضرار، وإلى أين وصلت جهود الإغاثة في تلك المناطق؟
الرئيس:
الأضرار كبيرة، والإغاثة تسارعت من قبل الحكومة ومن المجهود الشعبي ومن دول الجوار وبعض الدول العربية، فالجهد كان طيباً، والإغاثة حققت أهدافها لإغاثة وإنقاذ المنكوبين وإيوائهم، لكن المهم في هذا الأمر هو معالجة بقية آثار الكارثة والأضرار الكبيرة التي أحدثتها، بجانب ما سببته من خسائر بشرية، حيث أدت إلى وفاة حوالي 86 شخصاً، فأضرار الكارثة كبيرة، وفيات البشر، الثروة الحيوانية، مدَّخرات الناس، مدَّخرات الأسر وغيرها، فهناك حوالي 4000 مسكن تهدمت وجرفت السيول ما بداخلها من ممتلكات الناس... الذهب، المبالغ النقدية، والملابس، الأثاث، ذهب كل شيء، وأصحاب المنازل المهدمة يالله نجوا بجلودهم من هذه الكارثة الكبيرة التي جرفت المزارع، النخيل، وخلايا النحل، جميعها جُرفت تقريباً في المناطق المتضررة، فحجم الكارثة كبير جداً، ونحن الآن بصدد دراسة إعداد مخططات لإعادة البناء في المناطق الآمنة وبنفس الطراز المعماري للمنطقة، والدراسة قيد الإعداد حالياً، وقد رصدنا حوالي 20 ملياراً خلال هذا العام عبر اعتماد إضافي في الموازنة العامة للدولة قدمته الحكومة وأقره مجلس النواب، وطبعاً هذا المبلغ كمرحلة أولى، وهو لا يكفي لإعادة إعمار ما تضرر جراء الكارثة.
قناة روسيا اليوم:
هل ساهمت دول صديقة في مساندة جهودكم؟
الرئيس:
ساهمت المملكة العربية السعودية بالتبرع بحوالي 100 مليون دولار، وساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل بناء ألف مسكن، وهذا شيء جيد يساعد الحكومة اليمنية خاصة وأن الحكومة تعتمد على عائدات النفط الذي شهدت أسعاره تراجعاً كبيراً في الأسواق العالمية، فضلاً عن كون النفط بدأ ينضب في بعض الآبار ويتراجع إنتاج حقول أخرى وإنتاجنا للاستهلاك المحلي وللتصدير، يعني إنتاج اليمن من النفط يصل الآن إلى حوالي 280 ألف برميل يومياً... إلى جانب النضوب لبعض الآبار هناك تناقص في إنتاج النفط، فنحن بحاجة إلى المساعدة، ولكن من قدَّم مساعدة من دول الجوار أو من الدول الشقيقة لدعم إعادة الإعمار وتعويض المواطنين عمَّا يمكن تعويضه من مدَّخراتهم، سنكون شاكرين له.
قناة روسيا اليوم:
سيادة الرئيس.. فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب، كما هو معلوم اليمن إحدى الدول الشريكة للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، إلى أين وصلت اليمن في هذه الجهود، وما مدى التعاون القائم مع دول أخرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في هذا الملف؟
الرئيس:
اليمن في المقام الأول هي تتحمّل مسئوليتها، لكن هناك تعاون وتبادل معلومات موجوداً بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول الجوار، لكن اليمن هي المعنية قبل غيرها في أن تتصدى للإرهاب، لأن اليمن هي التي تتضرر في المقام الأول تضرراً تنموياً واقتصادياً وسياحياً، فالإرهاب قبل أن يضر الولايات المتحدة الأمريكية يضر باليمن.. والعناصر التي تقف وراء الأعمال الإرهابية هي عناصر جاهلة، وتعتقد أنها ستصفِّي بتلك الأعمال حساباتها مع الخارج، وهذا فهم خاطئ، فالمتضرر الوحيد هو البلد، ومن يتبنَّى مثل تلك الأعمال جهلة، لا يعرفون ماذا يريدون، وفي حقيقة الأمر هم يرتكبون عملاً إرهابياً وتخريبياً يضر ببلدهم بالدرجة الأولى، ولهذا جهودنا مستمرة في مكافحة الإرهاب، وهناك تعاون وتنسيق أمني وتبادل معلومات مع عدد من الدول في إطار الشراكة الدولية لمكافحة آفة الإرهاب.
قناة روسيا اليوم:
دعني أنتقل معك - سيادة الرئيس - إلى ملفات خارجية، الملف الفلسطيني الداخلي أحد الملفات الشائكة حالياً في أرض الواقع، وأنتم أطلقتم مبادرة خاصة بهذا الموضوع.. يعني هناك من قال: إن المبادرة فشلت، أو هناك من كان وراء هذا الإفشال أو التباطؤ في تنفيذ هذه المبادرة.. ما هو تعليقكم وجوابكم حول هذه المبادرة؟ وبمعنى آخر، الشعب الفلسطيني عموماً استبشر خيراً بمبادرتكم، لكنها لم ترَ النور.. كيف تعلِّق على ذلك؟
الرئيس:
نحن قدَّمنا مبادرتنا من بعد قومي، ومن جانب إنساني، وجانب أخوي مع الشعب الفلسطيني، فنحن لا نريد شهرة لمبادرتنا، بل نريد أن تنجح أية مبادرة لرأب الصدع الفلسطيني، سواء للأشقاء في السعودية، أو في مصر، أو أية مبادرة أوروبية، فنحن مع أي مبادرة لرأب الصدع بين الفلسطينيين أنفسهم في المقام الأول ثم لمواجهة الاحتلال الصهيوني والاستيطاني وكذلك إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والغرض من هذه المساعي هو إعادة توحيد الموقف الفلسطيني، وكل ما فهمناه من الفريقين فتح وحماس أنهم رحبوا بالمبادرة اليمنية، وأبدوا حرصهم على تنفيذها بحسب ما تم الاتفاق عليه في صنعاء، والآن كما فهمت أنهم يجرون حواراً في القاهرة، على قاعدة ماذا؟ على أي قاعدة، هل حول اتفاقهم التنفيذي للمبادرة اليمنية الموقع في صنعاء، أم على المبادرة المصرية، أو على مبادرة فلسطينية - فلسطينية؟، ومع كلٍّ نحن نتمنى أن يتوفَّق الفلسطينيون لرأب الصدع فيما بينهم، وتوحيد المواقف لمواجهة الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.
قناة روسيا اليوم:
سيادة الرئيس... أنتم التقيتم بوفدٍ من حماس ووفدٍ من فتح حينما جاؤوا لزيارة صنعاء لدراسة هذه المبادرة... يعني برأيكم، هل جميع الأطراف كانوا متجاوبين مع هذه المبادرة؟
الرئيس:
اجتمعت مع كل واحد منهما على حدة، واجتمعت معهما مع بعض، ولم أجد من يقول إنه هو ضد رأب الصدع أو حل المشكلة... لكن كل واحد له أجندة، وهذه هي المشكلة، إن كل واحد له أجندته وإذا أصر كل واحد على أجندته «أجندة معيَّنة» فلن يصلوا إلى حل ما لم يتفقوا على الوصول إلى أجندة موحدة في إطار قواسم مشتركة، ليس كل القواسم، لكن ما أمكن أن يتفقوا عليه على خطوط عامة.
قناة روسيا اليوم:
هذه الأجندة - سيادة الرئيس - برأيكم، هل تحكمها أو تتدخل فيها سياسات إقليمية من دول معينة فيما يتعلق بأجندة فتح؟
الرئيس:
لا يُستبعد ذلك.. أنا أعتقد أن الفلسطينيين ضحايا، فهناك أجندة خارجية، لكن لا أحد سيقول إن هناك ضغوطات خارجية، وإلا لكان الفلسطينيون اتفقوا، فهم أكفأ وأدرى بمصلحتهم، والمفروض أن لا يتيحوا فرصة لأحدٍ يبتزهم، ويجب أن يوحدوا موقفهم كفلسطينيين لمواجهة الاحتلال، الآن هم خلافهم على طواحين الهواء، كل واحدٍ يخطط على السلطة، والسلطة ليست في أيديهم، هم مازالوا تحت الاحتلال، وعليهم أن يوحدوا موقفهم حتى ينتهي الاحتلال وبعد ذلك يختلفون على السلطة.
قناة روسيا اليوم:
هل مازالت هناك متابعة من سيادتكم فيما يتعلق بهذا الملف؟
الرئيس:
نحن على تواصل مستمر مع كل الأطراف، ونحن في اليمن لسنا منحازين لأي فصيل، والفلسطينيون يعرفون ذلك، أن اليمن ليست لها أي أجندة أو لها أي مآرب أخرى، ويهمها في المقام الأول والأخير أن يتوحد الموقف الفلسطيني.
قناة روسيا اليوم:
أنتقل معك - سيادة الرئيس - إلى ملف آخر، ملف الأزمة المالية العالمية، الآن هذه الأزمة التي طالت العديد من دول العالم... بداية كنَّا معكم بالأمس في افتتاح مشروع لتصدير الغاز من اليمن، وهو مشروع ضخم بطبيعة الحال، هل وصلت تأثيرات الأزمة المالية العالمية إلى الجمهورية اليمنية؟
الرئيس:
لاشك أن كل الناس ستتأثر ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة... كل واحد حسب وضعه المالي، والأزمة هي ظاهرة سلبية، ولها انعكاسات سيئة على الوضع المالي في العالم بشكل عام، نأمل أن تُدرس هذه الأزمة، وأن تُوضع لها المعالجات.
قناة روسيا اليوم:
سيادة الرئيس... الآن لو تعرَّضنا قليلاً إلى المستوى الدولي، هناك تغييرات في دول عظمى تحصل الآن هناك، رئيس روسيا أتى هذا العام واستلم السلطة في بداية مايو، وأيضاً رئيس أمريكي جديد سيستلم الرئاسة من سلفه بوش في بداية العام المقبل، وهو باراك أو باما ذو البشرة السمراء.. هذه التغييرات الحاصلة، والتي برأيكم، هل ستشكل أي منعطف في السياسة العالمية وفي دراسة العديد من القضايا؟
الرئيس:
روسيا استعادت عافيتها في عهد الرئيس السابق فلاديمير بوتين وفي عهد الرئيس الحالي ديمتري مدفيديف، واستعادت عافيتها بشكل جيد، ونحن نريد أن تنمو روسيا اقتصادياً وثقافياً وسياسياً من أجل إيجاد توازن، وروسيا علاقتها جيدة بالشرق الأوسط، نحن نتطلع إلى أن يكون وضع روسيا أفضل مما كانت عليه في الأعوام التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن تستعيد نشاطها، هذه واحدة.. بالنسبة للسياسة الأمريكية ذهب الرئيس رونالد ريجان، وجاء بوش، ثم كلينتون، وبعده بوش الابن، وأخيراً يأتي الرئيس أوباما، والسياسة الخارجية الأمريكية ما تزال هي نفس السياسة وليس هناك من تغيير جوهري خاصة الانحياز القائم إلى جانب إسرائيل، فلا نبالغ في التفاؤل... فالرئيس بوش هو أول من أعلن تأييده لقيام الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية، كيف هي؟ ما الذي صار؟ هل تحقق إقامة الدولة الفلسطينية؟ لا، لم يتحقق شيء من ذلك... السياسة الخارجية هي مرسومة لأمريكا كما هي يأتي أوباما ويذهب من يذهب، لا نتوقع شيئاً جديداً من الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل ما لم يكن هناك موقف علني موحد للجمهوريين أو الديمقراطيين مع إقامة الدولة الفلسطينية وإجلاء إسرائيل من الأرض العربية المحتلة وفي مقدمتها الأراضي الفلسطينية... نحن لا نقول لهم: ارموا إسرائيل في البحر... نحن نؤمن بوجود إسرائيل، وهي موجودة في المنطقة، نتعايش معها، لكن نقول: انهوا المستوطنات، أزيلوا الجدار، ساعدوا أنتم على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، إذا كنتم خائفين على إسرائيل وتريدون ضمان أمن إسرائيل والإسرائيليين، ساعدونا على قيام الدولة الفلسطينية، وإذا قامت الدولة الفلسطينية سوف يأتي للإسرائيليين الأمان، أما في ظل تمزيق الصف الفلسطيني واستمرار مشاريع الاحتلال وبناء المستوطنات وفرض الحصار لن يأتي لهم الأمن مهما بلغت قوتهم، وحتى في ظل الدعم الأمريكي لهم لن يستطيعوا أن يحققوا استقرار إسرائيل إلا بقيام الدولة الفلسطينية والانسحاب من الأراضي المحتلة.
قناة روسيا اليوم:
لكن باراك أوباما، الرئيس الأمريكي القادم، جاء بعد ولايتََين للرئيس الأمريكي جورج بوش بعد ثماني سنوات، وفاز بشعار التغيير... يعني هل برأيكم سيقتصر هذا التغيير على الولايات المتحدة من الداخل، أم ينتقل إلى الخارج في بعض القضايا؟
الرئيس:
هذا سيأخذ أربع سنوات، أوباما أربع سنوات سيظل مشغولاً بقضايا الداخل، وخاصة في الجانب الاقتصادي، وعنده مشاكل عديدة، مشكلة العراق، ومشكلة أفغانستان، والمشكلة الفلسطينية عندهم هي ثانوية، لن تكون من الأولويات، هذه هي العناوين الخاصة بنظام الإدارة الأمريكية الجديدة، سيدخل أربع سنوات، ممكن يفكر في الأربع سنوات التي تليها إذا استقرت أوضاعهم، يمكن يفكر كيف يتعامل معنا في قضية الشرق الأوسط، قضية إقامة الدولة الفلسطينية... نتمنى أن أوباما يتبنَّى ملف إقامة الدولة الفلسطينية، وأن يعمل على إقناع إسرائيل، لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة القادرة على إقناع إسرائيل بقيام الدولة الفلسطينية.
قناة روسيا اليوم:
نعم، بعد فشل السياسات الأمريكية وباعتراف أمريكي في العراق وفي أفغانستان، كما ذكرتم، هذه الملفات العالقة في المنطقة، والتي ستبقى عالقة إلى سنوات قادمة، كيف ستغير؟ يعني هل برأيكم ستستمر كما هي، أم أن هناك خطوات من الممكن أن تحسِّن من هذا الوضع؟ هل تدعمون أي تدخل، مثلاً، من قوى كدورٍ معينٍ للأمم المتحدة لمؤسسات أخرى في العالم؟
الرئيس:
الأمم المتحدة مشلولة، وكل المنظمات الدولية مشلولة، الدور الأساسي في يد الدولة الكبرى وهي الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي تستطيع أن توجد سلماً، وتستطيع أن تعمل كل شيء، وتقيم الدولة الفلسطينية، أمريكا هي الوحيدة يجب أن نعترف كلنا أن أمريكا هي القطب الوحيد للدول العظمى.
قناة روسيا اليوم:
هناك فشل أمريكي آخر؟
الرئيس:
نحن عندما نقول فشلاً أمريكياً، هذا الفشل الأمريكي كذلك يزيد الأمور تعقيداً، نحن لا نريد أن نقول فشلاً أمريكياً، نريد أن نقول أمريكا ناجحة في سياستها، فقط اعملوا معنا على إقامة الدولة الفلسطينية، الآن الحصار مفروض على غزة، طيب لأسباب إنسانية، فكوا الحصار، اقنعوا إسرائيل تفتح المعابر، تدخل المواد الغذائية والوقود، لماذا التعامل بهذه المعايير المزدوجة؟ العراق اتهموه بأسلحة الدمار الشامل، وجيَّشوا له هذه القوى، واحتلوا العراق، وأين هي أسلحة الدمار الشامل؟! والرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان مليوشيفيتش ضربوه، ومع إسرائيل لم يفعلوا شيئاً... هذه معايير مزدوجة، طيب نحن نقول: أقنعتم إسرائيل، وإذا لم تقتنع وتنصع إلى عملية السلام توقفوا الدعم على إسرائيل.
قناة روسيا اليوم:
هل الملف الفلسطيني، برأيكم، هو المفتاح للحل؟
الرئيس:
أحد مفاتيح حل مشكلة التطرف والغلو الموجود في المنطقة، وحجر الزاوية فيه هي قضية احتلال فلسطين، لأن قوى التطرف تستقطب الشباب، وتقول لهم: ماذا عملت لكم أمريكا؟ ماذا عمل لكم الغرب؟ أنتم تموتون؟ يذبحونكم، خلاص لا مجال أمامكم سوى أن تجاهدوا في سبيل الله... فتلك من عوامل الغلو والتطرف، وهذا يسبب، في اعتقادي، ما نسبته 70 بالمائة من العوامل المساعدة للتطرف والإرهاب، أنه قيام الدولة الفلسطينية.
قناة روسيا اليوم:
دعني أنتقل معك - سيادة الرئيس - إلى ملف آخر، الدعم الأمريكي الواضح لجورجيا وميخائيل في عدوانه على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، والذي واجهه بردٍّ روسي قوي، يعني أعلن من خلاله الاستقلال أو الاعتراف باستقلال الجمهوريتين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، كيف تقيِّمون الموقف في هذه المنطقة؟ وهل استطاعت روسيا الوقوف بالفعل نداً لطموح الولايات المتحدة في التوسع؟
الرئيس:
نحن لا نشجع أمريكا أن تتدخَّل في جورجيا، لأن ذلك لا يساعد على السلم الدولي، وسيكون هناك رد فعل من قبل روسيا، نحن لا نريد أن نشعل حرائق جديدة فوق الحرائق الموجودة في هذا العالم، يجب علينا أن نسعى كأسرة دولية لإطفاء الحرائق الموجودة في العراق، في أفغانستان، في فلسطين، وأن لا نوجد حرائق جديدة، لا في الكونغو، ولا في جورجيا، ولا في أي مكان آخر، بل نريد أن نطفئ الحرائق القائمة.
قناة روسيا اليوم:
ما رأيكم بالخطوة الروسية بالاعتراف بجمهوريتَي أوسيتيا وأبخازيا؟
الرئيس:
والله هذا الموضوع لن يبحث من جانبنا، روسيا دولة كبيرة ودولة صديقة وهي أخبر بهذا الشأن؟
قناة روسيا اليوم:
برأيكم، هل ستعترف دول أخرى بهاتين الجمهوريتين في القريب، أم أن هذا الأمر مستبعد؟
الرئيس:
يعتمد على العلاقات الأخرى مع روسيا، وكيف هي.
قناة روسيا اليوم:
طيِّب، عند الحديث عن العلاقات الروسية - اليمنية، كما ذكرتم الآن في هذا العام تحتفل كل من روسيا واليمن بذكرى 80 عاماً على إقامة العلاقات بين البلدين، كيف تقيِّمون هذه العلاقات سابقاً؟ وما هي خطواتكم أو طموحكم في توسيع هذه العلاقات والتعاون مع روسيا؟
الرئيس:
نحن تربطنا علاقات صداقة مع روسيا، كانت عندنا علاقات تعاون وصداقة مع الاتحاد السوفيتي، ونحن نؤسسها الآن مع روسيا الاتحادية، ونحن نرتبط بعلاقات متميزة في الجوانب الاقتصادية، وفي الجوانب السياسية، وفي الجوانب الثقافية والجوانب العسكرية، طبعاً حصل فتور بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الأوضاع التي جاءت بعد الاتحاد السوفيتي، كان الوضع غير مستقر، وبعد مجيء الرئيس فلاديمير بوتين إلى الحكم أعاد العافية لروسيا، وأعاد بناء هيكلة الدولة الروسية، وجعل من روسيا الآن دولة قوية نعتز بإعادة بنائها بطريقة حديثة علمية جيدة، والرئيس الجديد أيضاً، وهناك علاقات ممتازة، تربطنا بروسيا علاقات ممتازة وتعاون جيد، وتعرف أن عقيدتنا العسكرية معظمها روسية، ولازالت مشترياتنا كلها روسية.
قناة روسيا اليوم:
وهناك إعلان عن زيارة ستكون لكم في بداية العام القادم؟
الرئيس:
نعم عندي زيارة إلى روسيا إن شاء الله، وسيتم فيها بحث العديد من الجوانب الاقتصادية.
قناة روسيا اليوم:
هل سيتم التخطيط أو مناقشة عدد من الاتفاقات الجديدة في مجالات مختلفة؟
الرئيس:
نعم هناك الجهات المعنية في البلدين تدرس الآن ما هي الاتفاقات التي سيتم بحثها أثناء الزيارة.
قناة روسيا اليوم:
نعم، في هذا الملف سأكون معك - سيادة الرئيس - حول ما هو طموح اليمن... سيادتكم في التوصل إلى اتفاقات تعاون مستقبلية مع روسيا الاتحادية؟ هل تطمحون إلى توقيع اتفاقات خاصة لو أخذنا المجال الاقتصادي والمجال العسكري مستقبلاً، هل هناك طموحات معيَّنة من قبلكم؟
الرئيس:
الجانب الاقتصادي هو الأهم، ثم يأتي المجال العسكري، سيكون من أبرز ما ننجزه في هذه الزيارة هو معاهدة الصداقة التي ستكون مع روسيا بدلاً من الاتحاد السوفيتي.
قناة روسيا اليوم:
هل هناك من أي كلمة أخيرة في لقائك هذا؟
الرئيس:
شكراً جزيلاً، أنا معجبٌ بقناة روسيا اليوم، وإن شاء الله تتطور شيئاً فشيئاً، وتكون من القنوات التي تستحوذ اهتمام جماهير المشاهدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.