دوري ابطال اوروبا: دورتموند يجدد فوزه امامPSG    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    اتفاق قبلي يخمد نيران الفتنة في الحد بيافع(وثيقة)    إهانة وإذلال قيادات الدولة ورجالات حزب المؤتمر بصنعاء تثير غضب الشرعية وهكذا علقت! (شاهد)    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    شبكة تزوير "مائة دولار" تُثير الذعر بين التجار والصرافين... الأجهزة الأمنية تُنقذ الموقف في المهرة    قيادي حوثي يُهين ويعتدي على جندي في سجن الحديدة!    فيديو صادم.. إهانة بالغة لكبار قيادات الدولة "المتحوثين" على يد مليشيات عبدالملك الحوثي بصنعاء    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    "ظننا إن مرحلة التصعيد الرابعة ستكون هناك.. ولكن الصدمة انها صارت ضدنا"...احمد سيف حاشد يندد بأفعال الحوثيين في مناطق سيطرتهم    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    تهامة.. والطائفيون القتلة!    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهارة المدينة التاريخية المجهولة

تزامناً مع عصر التطورات الصناعية السريعة والتنافس العلمي والثقافي الذي نعايشه، وترويج المدن التاريخية والأثرية وتزاحمها وتسابقها في الحصول على الأولوية، لتكون مدناً سياحية جذابة، إلا أن مدينة شهارة تكاد تكون خارج هذا الإطار، ولعلها غير محظوظة في هذا المضمار، بل كأنها ليست من هذا العالم المتنافس والمتسابق على المرتبة الأولى، رغم أهميتها الاستراتيجية والطبيعية والاقتصادية وماتحمله من مدلولات جديرة بالتأمل والاهتمام ، فإذا ماأمعنا النظر في المصادر التاريخية لوجدناها تكشف عن أهميتها عبر التاريخ، فقد استمرت في تأدية أدوارها المختلفة منذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحاضر، حيث مثلت دور الحصن المنيع وحاضرة الدولة وهجرة العلم والسوق الاستراتيجي الهام لتبادل السلع الشمالية مع الجنوبية ولتصدير المنتجات الزراعية والصناعية والتعدينية المحلية، والملجأ السياسي لذوي الطموحات الرئاسية وذوي الأفكار التحررية، والمنتجع الصحي المنعش.
الموقع والتسمية والتركيب السكاني:
تمتاز مديرية شهارة بكثرة معالمها التاريخية والأثرية التي اكتسبتها من موقعها الجغرافي وتحصيناتها الطبيعية، حيث تقع على قمة جبل يبلغ ارتفاعه حوالي «2600م» عن مستوى سطح البحر وتبعد عن صنعاء بنحو «180» كم شمالاً إلى الغرب، وتمثل إحدى مديريات محافظة عمران، كما أنها عبارة عن أربعة جبال شاهقة تمثل كل منها عزلة،ومدينة شهارة تقع على أكبر تلك الجبال وأعلاها وهي مركز المديرية.
ولقد تعددت الأسماء لمدينة شهارة فكان يطلق عليها قديماً اسم «معتق» وجاءت هذه التسمية من اختفاء العبيد الفارين من أسيادهم في سفوحها ومغابنها فيتعذر على أسيادهم الوصول إليهم واستعادتهم نظراً لصعوبة مسالكها لذلك كانوا ينالون عتقهم، وقد اقتصر هذا الاسم على الشاهق الواقع شرق المدينة وجنوب الجسر، كما كان يطلق عليها اسم «الجبل المشطور» وذلك لانقسام الجبل إلى نصفين إلا أن عوامل التعرية والعوامل البشرية قد ساعدت على ردم ذلك الفاصل عبر العصور حتى صارت جبلاً واحداً، وماذلك الحاجز من الأحجار الواقع شمال غرب السجن حالياً المسمى الخوار إلا دليل على جهود الإنسان في ردم ذلك الانشطار، والذي لايزال أثره إلى عصرنا الحالي، ويقال إن هناك سرداباً من وسط المدينة نافذاً إلى تحت بوابة النحر الجنوبية، وهناك رواية تشير إلى أنها كانت تسمى «ظفار» أما تسميتها شهارة فقيد قيل إنها بسبب حادثة فحواها أن الملك التبع اليماني «أسعد الكامل» لجأ إليها في بداية دعوته للملك في نحو ثمانين من أصحابه ولكن منافسه تتبعه على رأس حملة واستقر في أسفل الجبل، فتحين أسعد الفرصة المناسبة وشن عليهم هجوماً مفاجئاً فهزمهم وبدد جمعهم وانتزع ملك اليمن من خصمه، الأمر الذي جعل خصمه يقول:« شهرنا هذا الجبل شهره الله فسمي شهارة لهذه الرواية» بل كانت تسمى «شهارة الكبيرة» تمييزاً لها عن الجبل المسامك لها الواقع شرقها والمسمى شهارة الفايش لعله نسبة إلى القيل الفائش الأكبر بن شهاب بن مالك بن معاوية بن دومان بن صعب بن بكيل، لكن دخل فيه التصحيف مع مرور الزمن حتى صار الفيش، كما يربط بين الشهارتين ذلك الجسر المعلق المشهور.. ويطلق على قبائل مديرية شهارة وكذا أختها المدان اسم قبائل الأهنوم نسبة إلى أهنوم بن الحارث الذي يتصل نسبه إلى حاشد ثم إلى همدان بن مالك بن زيد ومنه كهلان بن سبأ ورغم انتسابها إلى قبيلة حاشد إلا أنها الآن في عداد قبيلة بكيل.
وفي التقسيم القبلي تنقسم الأهنوم إلى خمسة أخماس تشكل مديرية المدان خُمسين ومديرية شهارة ثلاثة أخماس وتمثل الخُمس الأول في شهارة وعزلة سيران الشرقي، والخُمس الثاني في عزلة ذري الواقعة شمال المدينة، والخُمس الثالث في عزلة سيران الغربي، أما خُمسا مديرية المدان فيتمثل الخُمس الأول في بني نوف ويعد الخُمس الرابع للأهنوم، بينما يمثل الخُمس الثاني قبيلتي بني نسر وبني عوف وهو الخُمس الخامس للأهنوم..
البعد التاريخي والسياسي والإداري:
يبدو أن الحياة البشرية قد بدأت تدب عليها منذ القدم وقد سبقت الإشارة إلى أنها كانت سبباً في انتصار أسعد الكامل على خصمه واستحواذه على العرش في أواخر القرن الرابع الميلادي ومن المؤكد أن للمنطقة السبق في الدخول في الإسلام فقد قيل إن جامع وادي أقر آتي الذكر الواقع أسفل الجبل من جهة الجنوب هو ثالث جامع بني في اليمن بعد جامع صنعاء وجامع الجند وأن مساحته تزيد على مساحة جامع صنعاء الكبير بنحو ثلاثة أمتار ولكن للأسف فقد تحول إلى ركام هائل لم يبق منه سوى قطعة في جهة الشمال الغربي خضعت للتجديد وتؤدي دور الجامع حالياً.
وقد زادت شهرت المدينة خلال النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، وذلك حينما اتخذها الأمير محمد بن جعفر بن القاسم بن علي العياني «ذو الشرفين» «ت: 578 ه 1182م» معقلاً له وملاذاً من مطاردة الصليحيين «القرامطة» الذين أحاطوا بالمدينة من كل جانب محاولين السطو عليه وقمعه إلا أنهم فشلوا أمام تحصيناتها وعادوا خائبين.
ومنذ هذا التاريخ سُميت بشهارة الأمير نسبة إلى الأمير المذكور، وحظيت بعناية الأئمة الزيدية، واتخذوها معقلاً لهم، ومركزاً لبث دعواتهم ومبادئهم الدينية والسياسية، وأصبحت أكبر هجر العلم حيث بلغ عدد الطلاب نحو «764» طالباً في عهد ذي الشرفين، وارتفع عدد منازلها إلى خمسمائة واحد عشر منزلاً، ونيف وسبعين منزلاً في شهارة الفايش سالفة الذكر.. وعندما دخل الأتراك العثمانيون اليمن في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي طاردوا الأئمة وقبضوا على الإمام الناصر الحسن بن علي بن داود من حصن الصاب شمال غرب شهارة عام 993 ه 1585م حينها أدركوا أهمية هذا المعقل فقاموا بتحسين تحصينها وتجديد أسوارها وأبوابها فبنوا الجسر الموصل بين شهارة الأمير وشهارة الفيش.
كما بنوا حصن سعدان وحصن الناصرة وحصن دار العقبة الذي اتخذه الأمير عبدالله المعافى مسكناً وجعل شهارة مقراً للقيادة العثمانية على المناطق الشمالية.
وبعد عقد ونيف تمكن الإمام القاسم بن محمد بن علي «1006 1029ه 1597 1620م» من انتزاع شهارة من أيدي العثمانيين وجعلها مركزاً لشن العمليات الحربية ضدهم، واتخذها حاضرة حكمه، وفيها أسس دولة زيدية قاسمية، في مطلع القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي استمرت في حكم اليمن بين قوة وضعف حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وقد حذا حذوه ولده محمد المؤيد حيث واصل الحرب ضد العثمانيين حتى تمكن من إجلائهم عن اليمن عام «1045ه 1644م» كما أراد ولده أحمد بن القاسم المكنى بأبي طالب أن يجعلها حاضرة حكمه حين دعا إلى الإمامة بعد وفاة أخيه المؤيد وكاد أن ينجح في ذلك لولا سطوة أخيه المتوكل إسماعيل الذي تمكن من انتزاع الإمامة، فنقل حاضرة الدولة إلى ضوران آنس فتقلصت أهمية شهارة كحاضرة الدولة لتصبح ولاية تضم المنطقة الشمالية الغربية من القفلة شمالاً إلى خمر جنوباً ومن وادعة شرقاً إلى اللحية وحجة غرباً وقد حاول القاسم بن المؤيد محمد استعادة دورها كحاضرة دولته حين دعا إلى نفسه بالإمامة متلقباً ب «المنصور» وذلك بعد وفاة عمه المتوكل عام «1087ه 1676م» لكنه لم يتمكن من الوقوف أمام سطوة «المهدي أحمد بن الحسن» ممااضطره إلى التنازل عن دعوته والاستمرار في إدارة ولايته منها ثم حاول ولده المنصور «الحسين بن القاسم» استعادة نشاطها ثانية وذلك حين دعا إلى الإمامة عام «1124ه 1712م» معارضاً ل«المهدي محمد صاحب المواهب» لكنه لم يلبث سوى بضع سنوات حتى انتزعها منه المتوكل القاسم بن الحسين عام «1128ه 1716م» فحول حاضرة دولته إلى صنعاء وإن حاول أخوه الحسن المتلقب ب «الهادي» استعادة نشاطها كحاضرة دولة للمرة الثالثة لكنها كانت محاولة ضعيفة أمام سطوة المتوكل المذكور وولده المنصور من بعده.. ورغم ذلك التحول والشد والجزر في استمرار شهارة كحاضرة دولة من عدمها إلا أنها استمرت تؤدي دورها كمركز ولاية وإن حدث تأرجح في زيادة أو نقصان رقعتها الإدارية، المهم أنها احتفظت بمكانتها السياسية والعلمية حيث كان لها الدور الكبير والفعال في ضعف وتقليص السيطرة العثمانية الثانية على اليمن حينما انهزم الجيش العثماني الذي كان بقيادة المشير «أحمد فيضي» من حول شهارة عام «1323ه 1904م» فاستولت القوات اليمنية على عدتهم وعتادهم وطردت فلولهم وأسرت الكثير منهم ومايزال في شهارة بقية من أُسر أولئك الأسرى إلى يومنا هذا.
ومماتجدر الإشارة إليه أن العثمانيين خلال حكمهم الثاني لليمن قد جعلوا شهارة من ضمن تقسيمهم الإداري فكانت تمثل قضاء يضم خمس مديريات هي: شهارة، المدان، صوير، حبور، القفلة، وعمل بهذا التقسيم الإمام يحيى حميد الدين «ت : 1367ه 1948م» وكذا ولده أحمد «ت: 1382ه 1962م» وقد عمل النظام الجمهوري بهذا التقسيم وأقره التقسيم الإداري الصادر عام 1985م ولم تتقلص إلى مديرية تابعة لمحافظة حجة إلا فيما بعد، ثم تحولت في التقسيم الإداري لعام 1997م إلى مديرية تابعة لمحافظة عمران.
التخطيط المعماري للمدينة:
أما من حيث تخطيطها وتشكيل حاراتها ومنازلها وطرقاتها، فحين تشاهد تقسيماتها الهندسية تستدل على أنهم بالغوا في العناية بها حيث قُسمت إلى حارات مستقلة وشوارع واسعة ومنظمة، وفي كل حارة يوجد مسجد يتبعه بركة «خزان ماء» للوضوء وأخرى للشرب ومقبرة خاصة بها، وكذا منزلة «غرف» خاصة لنزول الغرباء فيها، وفيما يتعلق بمنازلها فيبدو أن لكل منزل بستاناً صغيراً خاصاً به ومحاط بسور مرتفع، وهناك بعض المنازل تختص بمنهل وسرداب أو منفذ سري.
وكذا الجامع الكبير والسوق يتوسطان المدينة وهما ملتقى أهل الحارات جميعاً فلا تقام صلاة الجمعة إلا فيه فقط، رغم أن تعداد مساجدها يبلغ ثلاثة عشر مسجداً.
وتمتاز المدينة أيضاً بالسور الكبير الذي يحيطها من جميع الجوانب على حافة الحيد ولا يمكن لأي إنسان الدخول إليها إلا عبر إحدى بواباتها التالية:
1 باب النحر ويقع جنوب المدينة وكان يسمى سابقاً باب الصريميين وله طريق مرصوف بالأحجار وهي واسعة تسير منها الجمال.
2 باب لقمان ويقع جنوب غرب المدينة، وهذا صعب جداً لا يمر منه سوى الراجل فقط.
3 باب النصر ويقع غرب المدينة وكان يسمى باب المالكيين وهو كبير مثل باب النحر، وقد هدم جزء منه طريقاً للسيارات حالياً.
4 باب الحرم شمال المدينة وقريباً من باب النصر ويمر منه الراجل والحيوانات الصغيرة مثل الأغنام فقط.
5 باب السويد شمال شرق المدينة ويمر منه الراجل فقط وبصعوبة أيضاً.
6 باب الجسر وهو شرق المدينة ويعتبر الفاصل بين شهارة الأمير وشهارة الفايش «الفيش».
7 باب الصلال جنوب شرق المدينة وكان يسمى باب العبيديين وهو كبير وشبيه ببابي النحر والنصر.
8 باب السرور وهو على الضفة الجنوبية الشرقية ولا يمر منه سوى الراجل فقط.
وكل هذه البوابات مزودة بنوَب للحراسة وقلاع حربية قام بتجديد معظم عمارتها العثمانيون خلال حكمهم الأول لليمن، وكذا الأئمة الذين اتخذوا شهارة معقلاً لهم، «ولكنها الآن على وشك السقوط والاندثار وتحتاج إلى ترميم»
هذا عن أبوابها وسورها أما عن حصونها فتمتاز بالحصون الكبيرة والواسعة التي منها التالي:
1 حصن الناصرة ويقع في الضفة الغربية من المدينة ومزود بالمستلزمات العسكرية والحربية والإدارية، والتي منها: المسجد وبركة الوضوء وبركة للشرب وبركة خاصة لشرب الحيوانات وللغسيل، وربما استخدموها للسباحة كما تستخدم حالياً، ومجهز أيضاً بمخازن الحبوب ومطاحنها والمخبز أيضاً ودار ضرب السكة ومستودع السلاح الثقيل والخفيف واسطبلات الخيول وثكنات الجنود وأماكن الطبالين والعبيد، ولكن للأسف الشديد فقد عبث بالسور الشرقي والبوابة ونوبها الجميلة وجزء من اسطبلات الخيول والثكنات وبُني بدلاً منها إدارة أمن المديرية، وما زال الحصن يستعمل كمقر للمجالس المحلية وبعض المكاتب التنفيذية.
2 حصن أبو طالب ويقع شرق السوق، وكان في ملكية الأمير أحمد بن الإمام القاسم المكنى بأبي طالب «ت: 1066ه/ 1655م» وقد اندثر ولم يبق منه سوى البركة وبُني محله إدارة المواصلات.
3 حصن سعدان وهو الذي بناه الأتراك رأس السوق إلى الجنوب منه وهو حصن كبير مزود بمخازن الحبوب والسلاح والغرف الجميلة والدوار، والسرداب أيضاً، وهو الآن آيل إلى السقوط، وقيل إنه تحول إلى ملكية خاصة.
4 حصن دار العقبة ويقع شمال المدينة وكان مقر الوالي التركي الأمير عبدالله المعافى كما ذكرنا وقد تحول إلى ملكية خاصة، وهو الآن مهدد بالخراب من جهة مالكه وتجديده.
5 حصن بيت الغرباني ويقع في وسط المدينة وعلى أعلى قمتها فإذا ارتقيت إلى سطحه فسوف تشاهد المدينة كلها وهو مزود بمخازن الحبوب ومخازن السلاح وكهوف عميقة، وفيه مجش تقشير البن وطاحونة الحبوب التي كانت تجرها الخيول، ومُحصن بترسانة حربية قوية.
6 حصن الدور وقد سميت الحارة باسمه في وسط المدينة يميل إلى الجهة الشرقية الشمالية منها وإلى جواره السجن من الجهة الشرقية، وقد قيل إنه من مآثر الإمام المنصور الحسين بن القاسم بن المؤيد، سالف الذكر.. وأكثر ما يثير دهشة الإنسان تلك الرواية التي تشير بأن هناك سردابا يمر من بيت أبي طالب وسط المدينة وينفذ إلى تحت بوابة النحر جنوب المدينة، ويسميها البعض الهاوية والشقة، وعلى الرغم أني رأيت بعض العقود على عمق مترين أو أكثر عندما حفر أحد المواطنين أساس منزله الكائن وسط السوق إلا أن هذه الرواية تحتاج إلى تحقيق دقيق وفحص متمكن.الجدير بالذكر أم مشيديها هم العثمانيون حينما استولوا عليها بعد القبض على الإمام الحسن سالف الذكر فشيدها الكيخيا سنان باشا عام «994ه/ 1586م» ، ما عدا حصني أبي طالب وحصن الغرباني، أما السجن فقد شيده الإمام يحيى محمد حميد الدين عام 1904م.
وإذا ما أتينا إلى خزانات المياه «البرائك» أو البرك فهي غنية حيث يبلغ عددها إلى بضع وعشرين بركة منتشرة في جميع حارات المدينة ومختلفة الأشكال والسعة أكبرها بركة السبع الواقعة جنوب المديننة والذي يصل نصف قطرها إلى 50م تقريباً وعمقها نحو 12م.
كما أن المدينة غنية بمخازن الحبوب «المدافن» المحفورة في الصخر فهي كثيرة جداً فلا يكاد يخلو بيت من مخزن أو اثنين، حتى في الشوارع، وقد تختلف سعتها فقد تتسع من طن إلى خمسة أطنان من الحبوب، وتحتفظ بصلاحية الحبوب لعدد من السنوات.
وتمتاز المدينة بوجود الكهوف الواسعة والتي كانت تستخدم كملاجئ أيام الهجوم الجوي الذي تعرضت له المدينة في سبتمبر 1962م، وهذه الكهوف تحتاج إلى دراسة أثرية وجولوجية فلعل بعضها من آثار الطبيعة وبعضها الآخر من عمل الإنسان الذي حفرها للحصول على التربة البيضاء التي كانت تستخدم لتجصيص المنازل وتزيينها وتستخدم كحبر للكتابة أيضاً، ولا يستبعد أن بعضها مناجم لمعدن البلور والبقران الذي ذكره الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب.
دور شهارة الثقافي والعلمي:
لقد بدأت تؤدي دورها الثقافي منذ أيام الأمير ذي الشرفين سالف الذكر فقد أنشأ فيها مدرسة استقطبت حوالي «764»طالباً من مختلف البلاد. وقد ازدهرت وبلغت أوجها في عهد الإمام القاسم وولده المؤيد ففي مشاهد قبورها أكثر من أربعمائة عالم،وتخرج منها كثير من العلماء والأدباء والمصنفين،وقد بلغت شهرة بعضهم الغاية مثل الأديبة “زينب بنت محمد بن أحمد بن الإمام الحسن بن علي بن داود المعروفة بزينب الشهارية «ت:1114ه /1702م»”، والتي اشتهرت بتبحرها في الأدب والفلك والكيمياء وعلم الآلة، وكذلك المؤرخ “ إبراهيم بن القاسم بن المؤيد” «ت 1153ه/ 1740م» مؤلف كتاب طبقات الزيدية الكبرى في تراجم الرواة والفقهاء الذي بلغ فيه القمة من حيث المنهجية والاعتدال والتحري ونبذ التعصب والتقليد حتى أنه لا يستغني عنه أي باحث، وقد اشتهرت معظم أسر شهارة بالعلم والسياسة مثل: بيت المتوكل وبيت المؤيد وبيت الأكوع وبيت العفاري وبيت حنش وبيت الحميدي وبيت المحبشي، وغيرهم.
ثم إنها كانت ملجأ لذوي الأفكار التحررية والمصلحين الاجتماعيين والسياسيين فكانت الأرض الخصبة لنشر مبادئهم وأفكارهم التحررية والتنديد بمظالم بعض الأئمة ومحاولة إصلاحها،فقد مكث بها المصلح الديني والاجتماعي العلامة «محمد بن اسماعيل الأمير» عشر سنوات تقريباً منذ عام «1138ه/1725م»، نشر خلالها منهجه التحرري الذي قارع به ظلم إمام صنعاء واستطاع أن يغير من دفة الحكم بتلك الرسائل التي كان يبثها داخل اليمن وخارجه فالتف حوله الكثير من المتطوعين المتحررين.
وكذلك تخرج من مدرسة شهارة الكثير من المناضلين والثوار أمثال القاضي عبدالله المجاهد الشماحي وزيد الموشكي ويحيى بن محمد المتوكل والمناضل أحمد قرحش...والكثير الكثير من العلماء والمتعلمين والقياديين والسياسيين، ومازالت شهارة مستمرة في تخريج العديد من ابنائها وتثقيفهم فما تجد فيها إلا عالماً أو متعلماً..
عزل وقرى مديرية شهارة:
مما تجدر الإشارة إليه أن تلك الجبال والوديان المحيطة بالمدينة والتابعة لها لاتقل أهمية عن مدينة شهارة من حيث الأدوار السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، وبما أن المدينة تضم أربعة جبال شامخة يمثل كل منها عزلة من عزل المديرية فإن لكل منها أهميته ودوره على النحو التالي:
1 عزلة ذري وتقع شمال شهارة وفيها سوق الهجر ابن المكردم وهي سوق قديمة من قبل الإسلام وكانت محطة للتجارة يأتيها التجار من معظم الأقطار ولعلها كانت ملتقى طرق القوافل البرية والبحرية، وفيها أثريات كثيرة مثل المساجد وبقية السور وبعض المناجم،وقد قيل إنها كانت مكان تصدير الذهب والفضة،ولها دور كبير في مقاومة العثمانيين، حيث إن حصن الصاب يطل عليها من جهة الغرب وهو الحصن الذي قاوم منه الإمام الحسن بن علي بن داود لكنه فشل أمام هجمات العثمانيين القوية مما اضطره إلى الاستسلام عام «993ه/1585م» فأرسلوه أسيراً إلى القسطنطينية.وينسب إلى الهجر علماء آل أبي الرجال وعلماء آل المذعوري ويحيط بهذه العزلة وادي أنهر من الغرب ووادي العق ووادي صور من الجنوب وفيه أثريات كثيرة مثل الحمراء والحجيجة اللتين تحتاجان إلى بحث عميق ومن الشرق خراب الشامي ويسمى سوق السبت.
2 شهارةالفايش «الفيش»: وهو الجبل الذي يقع شرق شهارة الأمير ويسمى شهارة الفيش نسبة إلى الفايش سالف الذكر وهو جبل منيع ويربط بينه وبين جبل شهارة الجسر المشهور الذي بناه العثمانيون فيما قبل عام«994ه/ 1586م» بعناية الكيخيا سنان باشا، ثم جدده الإمام يحيى حميدالدين عام «1323ه/ 1904م» وما يزال محتفظاً بجماله ورونقه وبهائه حتى الآن مع أنه قد خضع لترميمات عدة، ويسكن على جبل شهارة الفيش بعض الأسر من أهالي ذري ويعد من مرافق مدينة شهارة الأمير، وعلى سفحه بعض الأثريات للمباني والمناجم.
3 عزلة سيران الشرقي ذلك الجبل الذي يقع جنوب شهارة وبه وادي وعار كانت المياه تسيل فيه طوال العام وأهم مزروعاته الأرز وقصب السكر قديماً والذرة والخضروات حديثاً، وكان يسمى وادي أقر ويبدو أنه كان على مكانة من الاهتمام حيث بُني فيه جامع كبير قيل إن مؤسسه هو الأجدع بن مالك الهمداني الوافد إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنه ثالث جامع بُني في اليمن بعد جامع صنعاء وجامع الجند كما تقدم ذكره وقد غلب على الموضع اسم القابعي لعله نسبة إلى الشيخ مقبل القابعي الذي أتى لمناصرة الإمام القاسم من موطنه الأصلي قرية القابع التابعة لمدينة إب.
كما أنه يضم عدة قرى، وكان يعتبر المتنزه للأئمة القاطنين في شهارة ويقضون فيه فصل الشتاء لاعتدال هوائه عوضاً عن برد شهارة القارس في هذا الموسم، وبه آثار كثيرة لعل أهمها بيت الدولة والجامع الكبير وملحقاته والسوق الأعلى والسوق الأسفل والآبار اليدوية القديمة وكذا قناة الماء التي تمتد من سفح جبل شهارة الجنوبي إلى بركة الجامع بطول نحو «12» كم،بُنيت بعناية الإمام المؤيد محمد بن القاسم «ت :1054ه/1644م» وما زالت آثارها المتقطعة إلى اليوم، أما في منطقة النابت الواقعة جنوب وادي أقر فتوجد آثار لمدينة كبيرة تسمى قراضة قيل إنها من عهد النبي شعيب عليه السلام، وكذا آثار لسوق يسمى صافر كان أكبر سوق لقبائل حاشد.
4 عزلة سيران الغربي وهي ذلك الجبل الذي يقع غرب شهارة ويطل على وادي عكار “الهيجة” حالياً من جهة الغرب ووادي رخم من جهة الشرق ، وهو جبل كبير ويشكل ثلث المديرية،واشتهر بخصوبته واتساعه،وقد سكنه علماء آل الجملولي،وآل العيزري، وآل الظرافي، وآل ياية، وقد قيل إن في سفحه الجنوبي موضع يُسمى «الجواء» وبه دار عبلة وهو مطل على وادي عبس المنتسب إليه عنترة بن شداد صاحب القصة المشهورة،والذي افتتح معلقته بمخاطبة دار عبلة بقوله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
وأهم ما فيه قرية قفلة الصوانة التي مازالت محتفظة بمكانتها الاقتصادية إلى يومنا الحاضر وهي صناعة الملبوسات المختلفة.
5 أما المدان فهي جزء لا يتجزأ من شهارة وذلك من حيث أهمية الموقع ومعالمها الأثرية ودور عزلها وقراها وأهلها ففيها تقع أعلى قمة في الأهنوم والمنطقة الشمالية والتي تسمى قرن جمع وترتفع عن سطح البحر بنحو «2620م» وتعتبر أهم معلم أثري حيث كان يضرم عليها النار عند الملمات الكبرى لقبائل همدان فيجتمعون حولها من كل بلاد لذا سميت قرن جمع،وأشار الهمداني أن المسجد الموجود على قمتها يرجع بناؤه إلى قبل الإسلام، كما يوجد حوله عدد من الحصون كانت تسمى الظواهر وكذا الظاهرة تجلت أهميتها في العصور الإسلامية، ويوجد في العنسق حصن الإمام محمد بن يحيى حمدي الدين الذي مايزال يؤدي دوره كمقر للمجلس المحلي حالياً، وإلى غرب العنسق يوجد حصن الجاهلي وقد برز دوره خلال دولة آل شرف الدين «912 980ه» ويوجد في الغرب سوق الصاية الذي كان يعد مجمع تجارةالأهنوم من كل مكان بحري وبري، أما في الشرق فيوجد حصن الصاب سالف الذكر كما كان المدان ملجأ لذوي الطموحات السياسية وكذا لذوي النزعات التحررية ففيه اعتصم الإمام الهادي عشيش المتوفي عام «1307ه»، وكذا كان مركزاً للعمليات الحربية التي شنها الإمام المنصور محمد يحيى حميد الدين ضد السيطرة العثمانية الثانية،إضافةإلى أنه مثل أهم هجر العلم تخرج منها الكثير من العلماء والقياديين والسياسيين حيث يوجد نحو ثمان من هجر العلم منها هجرة معمرة وهجرة العنسق وهجرة الروس وهجرة علمان وهجرة جبل رأس مسقط رأس الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين.
وقد اشتهر من علماء المدان العلامة أحمد محمد الشرفي مؤلف كتابه التاريخي الكبير المسمى «اللآلئ المضيئة» الذي أرخ فيه منذ وجود سيدنا آدم عليه السلام على الأرض إلى عصره وبالتحديد إلى قبل وفاته بسنتين أي إلى عام 1053 ه وبعده المؤرخ الفقيه حسين بن حسين الروسي «ت1170ه» والذي أصدر مخطوطتين مهمتين للغاية الأولى “بلوغ الأمنية في السيرة المتوكلية” أي سيرة المتوكل القاسم بن الحسين «1124 - 1139 ه» لم نعثر على نسخة منها ولكن يوجد منها نسخة في المتحف البريطاني ، والثانية سيرة المنصور الحسين بن القاسم «1139 - 1161ه» ومن أعلام المدان استاذ العلوم السياسية والاقتصادية الدكتور المرحوم أحمد علي البشاري من المعاصرين القاضي يحيى حسن البرغشي الذي يعتبر موسوعة علمية متنوعة، وهناك الكثير من العلماء المتخرجين من المدان من ذوي الفضل والريادة لايتسع المجال لذكرهم هنا ولكن سيتم مناقشة أحوالهم ومآثرهم في مجلد مستقل إن شاء الله تعالى.
المجتمع والدور الاقتصادي
كان مجتمع شهارة غنياً بالمحاصيل الزراعية والحيوانية فلا يوجد شبر من تلك الجبال الشاهقة إلا وبه مدرج من المدرجات الزراعية مهما صغر حجمه، لذلك كانت تزرع الحبوب الغذائية مثل الذرة الرفيعة بأنواعها والذرة الشامية، وكذا الدخن والشعير والقمح والحلبة والفول والعدس والدجرة والقطن، وهناك بعض المناطق الصغيرة كانت تزرع فيها الأرز وقصب السكر والسمسم، أما الفواكه فكانت منتشرة على سفوح الجبال وخاصة الكروم والخوخ والمشمش والسفرجل والرمان والتين العربي والشوكي، وكان يوجد في منابع الغيول الموز، ومن الخضروات كان يزرع الفجل والقشم والخيار والبسباس والبصل والنعناع وتكاد لاتخلو أحواش المنازل من هذه الشتلات التي تستخدم يومياً في تحسين وجبة الغداء إضافة إلى النباتات العطرية كالريحان والراصف والشذاب، أما الشمار والبقدونس والملوخية فكانت تنبت تلقائياً دون رعاية من المزارع، وكان هناك محصولان نقديان في غاية الأهمية كانا منتشرين على سفوح الجبال وفي بطون الأودية وهما البن والقطن، أما الأشجار الطبيعية فمن أهمها السدر والسمر والقرض التي تعتبر مراعي للنحل وهي تنبت بكثرة في الوديان والهضاب التي نسميها الحدبة.وكانت تربية الحيوانات منتشرة بكثرة على مستوى الريف والمدينة فلا يخلو بيت من البقر أو قليل من الأغنام والماعز والدجاج، ولكن المنتجات الخارجية غزت البلاد فقضت على معظم تلك الثروات.
أما المعادن فكان يستخرج الذهب والفضة وتصدر عبر سوق الهجر شمال شهارة، ويوجد العقيق في مغابن شهارة والكحل والأملاح المعدنية التي كانت تشارك في صناعة الأحبار والبارود كما سيأتي.
وبناءً على هذا العرض للمنتوجات الزراعية والحيوانية والمعدنية فيجب الإشارة إلى الصناعات التي كانت تمارس في شهارة وضواحيها، والتي من أهمها: صناعة الغزل والنسيج وصباغة الملبوسات، وصناعة الحبال، وصناعة النورة «الجير» المستخدم في تجصيص المنازل، وصناعة القضاض المستخدم في تشييد المناهل، وصناعة القطران الذي كان يستخدم في علاج الحيوانات، أضف إلى ذلك صناعة الأحبار وصناعة البارود، وكان اليهود يختصون بصياغة الحلي، وصناعة الفؤوس والمفارس والمحاريث والمناجل والأواني، والصناعات الجلدية والأبواب والنوافذ الخشبية، وكانت منطقة المثبر أسفل عزلة ذري منبعاً للصناعات الخزفية، لذلك لم تتأثر شهارة بالضرر الذي لحق بالعالم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.
هامش:
نبذة مختصرة عن معالم شهارة الحضرية.
والسياسية والاجتماعية عن «الثوابت»
العدد 54 نشرت بتصرف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.