وابتدا المشوار ... لم أكن أعلم أني سأهطل على أغنية سحابةٍ ظللتُ أنتظرها سنين مواعيدي الثكلى ... وحُلماً ظلّ يطارد مساءاتي المسكونة بها . الليلة قررتُ أن أشي بالشمعة الأولى لانصهارنا الأخير في بوتقة الدهشةِ الحيرى على سجادة انتماءاتنا لروحينا وهي تلامس أحداقنا في نهداتِ الغسقِ وبُشرى الصباحاتِ المتوضئةِ بأحلام قلبينا . عند أول خفقةٍ كان الضحى يتشرنقُ في أكمام زهرتنا المتكوّمةِ على رحيقٍ ظلّ يهدهد جفافنا كل سنين الحرمان ويبزغ فينا قصائد شوقٍ ودهشة حرف . حتى اللحظة أستعيدني كل رعشة... أتضمّخ بي لأتصاعد عِطراً يليق بحفلتي الأولى في حميمية قلبك وفرادة أنوثتك وهما يسكنان طوق المجد ويتربعانِ عرش قلبي ... وطنكِ الأبقى . وانتصفَ المشوار ... ثمة كروانٍ يغزلُ لصباحاتكِ دهشة الفرح ... ويزهو بجناحين يظللاّنِ هجير المسافات المكلومةِ توقاً لهطولٍ يبرعم روضاتنا وهي تتهيأ لطقوس الميلادِ المتجدد في أوردة الفجرِ وأشتات الغروب .
والمشوار ... أينتهي ؟ كيف..! ونحن نغزلُ فينا جذوتنا كل نهدةٍ في الساعة الخامسةِ والعشرين من لوعتنا ونصحو على عِقدنا المنثور في أرجاء ثمالتنا لنطبع قُبلة ميعادنا الأول ... ونلوذ بقافيةِ الصحو لنغزلَ ثانيةً وألفاً .. عِقد أحلامنا الذائبة في ملكوت الفتنةِ الأشهى وهي تمرّ خلالنا لينشطر الكون رعودَ أشواقِ وأمزانَ حبٍّ أبديّ .