كان المجلس يضج بالضحكات المفعمة برائحة أنثوية.. يتصاعد الدخان بنكهة التفاح الأخضر المستفزة مختلطاً برائحة البخور”العدني”والعطور الفرنسية المختلفة الروائح والأصناف ..يتبعثر بين الشفاة المرسومة الأحمر, القرنفلي الوردي وألوان أخرى استثنائية.. معدات” الشيشة”,أوراق “القات”, ومقص بنصلين حادين لامعين تبادلتهم الأيدي الناعمة... بأصبع سبابة يدها اليمنى لكزتني صديقتي في خصري وهمست وهي تقهقه بسذاجة: - قصي كثيراً من شعر رأسك حتى تحظي بسفرية محترمة مثلي ..... ارتفعت أصوات الضحكات أكثر في المجلس المكتظ بنساء ذات ملامح مختلفة وشعور ملونة ,بعضها صبغ بالحناء وآخر بصبغات كيميائية مدهشة والمقص لا يزال يدور بنصليه آخذاً من كل واحدة فينا قصاصات خاصة من اطراف الشعر وخصلات “القصة”......... لفت كل واحدة منا ما استطاعت قصه من أطراف شعرها في ورقة بيضاء وكتبت عليها اسمها ,ثم تدافعنا واحدة تلو الأخرىلنضع اللفافات في كيس بلاستيكي .. لتخفيه صديقتنا داخل حقيبتها الجاهزة لسفر قصير إلى “مصر” لقضاء ما تبقى من شهر “العسل” قالت إحداهن وهي تعبث بفص خاتمها المحشور في اصبع البنصر: - لا أوصيكي بقصاصات شعري ..ارميها في أعمق منطقة من “النيل”....(اوبهي سي..!!) غمزت لها أخرى بجفنها الأيسر ثم قالت: -لا ترمي بقصاصات شعري دون أن تذكري دعواتي التي كتبتها لك.... ثم أخذت كل واحدة منهن تصور آمالها وتبوح بما في قلبها من أمنيات بالإشارات, التلميحات, والعبارات الصريحة أيضاً..حتى جاء دوري.... قالت لي صديقتي وهي تحضنني بيد واحدة: - هاه وأنتِ.....ماذا أدعو لك عندما ارمي بخصلة شعرك في النهر..؟؟ نظرت إلى السقف بابتسامة عريضة حينما شعشع من عيني ضوء خفيف فتلألأتا نجوماً وقلوباً وأشياء لامعة كثيرة...شبكت اصابع يدي بأصابع يديها وضغطت على شفتي بعضة خفيفة ثم همست بخجل مصطنع: - “انت أدرى.......” تغامزت صديقاتنا وارتفعت اصواتهن بقهقهات خبيثة ومتقطعة...ونحن لا نزال نوصيها بأمنياتنا التي ربما لن تتحقق الا على ضفاف “نهر النيل “وبين اغوار مياهه العذبة........