نهايات حمقاء، كالحياة ، وهي تمارس لعبة لونية هادئة، على أجساد ضحاياها ...! تغتالنا أشياؤنا ورغباتنا العمياء دون وعي منا ...فهل انتهى كل شيء حقاً ..؟ أرحت ظهري- المثقل تحت وطأة الهواجس والضنون- على عمود الإنارة في منتصف الشارع تماماً، بوسعي الآن أن أرتب كل شيء، بانتظار النهاية التي تحجل نحوي كدابة عرجاء اغمض عيناي للحظة .... اللحظات تمرق في عد تنازلي لتدخلني في دوامة هائلة من الصور والضحكات الصاخبة بالكاد انتزع أفكاري ... اعتقها من لعنة الروائح والفحيح ..أجاهد للم أشتات كينونتي الفكرية اتشاغل بقراءة الاسم المدون على العلبة المثلجة بين يدي (قهوة بالشيكولاتة ) يدفعني خاطر ما -بت أدرك كنهه جيدًا -لمعرفة تاريخ انتهاء صلاحية العلبة اتراني بدافع من حرص على صحة جسد يوشك هو الآخر على الانتهاء...؟ أم أمارس -وبتواطؤ غير مقصود- ذات اللعبة التي ابتدأتها هي معي وقتها ... لتشركني في عالمها....؟ ربما لأنها تشبهني _الى حد ما- في تاريخ الانتهاء ألا يبدو عجيباً حقاً تلك الروشتة الطبية التي حملت اسم المرض الذي شخصته الفحوصات والممهورة بإمضاء الطبيب بمهنية عالية كل ذلك يضعني بمقارنة أمام هذه العلبة في في يدي إنها غراب قابيل ليس إلا... إنها تشبهني إذاً محتوياتها كتلك القدح التي قدمتها بيدها العارية ليلتها ... لقد خضبت محتواها بقهوة أقدارها التي ترسمها لفرائسها همست لي نخب البقاء...!!(إن الرغبة تبقينا أحياء)تدوي نحلة عبارتها في ذهني للمرة الألف وهي تفح بأذني قبل أن تغادرني (( مرحباً بك في عالمنا ....!))لتعقبها ضحكة ممطوطة ضلت تحوم طويلاً بعد انصراف صاحبتها تمرق لحظة أخرى هاربة ... انى انسلخ ... بعضي يهرب مني أهرب من سيل افكاري أرسل نظري في المارة اتصفح الوجوه تصفحاً عابراً يستقر بصري عليها ... جسد تحتشد انثوته خلف عباءة ضيقة بحشمة منتهكة تسيل إثرها رائحة الرغبة .. تلك الرائحة وهي ذاتها ..! ألمح شابين خلفها .... أفاقني المشهد قليلاً إنهما واقعان في مدارها العشقي، دون إدراك ما ينتظرهما، ستبتلعهما الهاوية ، يا إلهي لا لا اصرخ ..، يتبدد صوتي في فضاء داخلى، يتماهى، اسمع ضحكتها الساخرة ممطوطة، لتختلط بقهقهات الكائن الهلامي، الرابظ في الأعماق اللحظات الهاربة يدفعها سعار مجنون، ورقة الطبيب تذكرة عبور، أرفع بصري نحو السماء، تضيق عيناي ... أحسهما كعينا قرد، تتضاءل المصابيح المدلاة على أعمدة الإناره إنها تحتضر....... تتلاشى.... 26فبراير 2008-عدن