تذكرني موجة المسلسلات التركية هذه الأيام،بمسلسلات “الفانتازيا” السورية التي ظلت لفترة من الزمن مسيطرة على الجميع..حيث”الجوارح”بأجزائه الثلاثة، و«العواسج«...الخ حاضرة حتى اللحظة،وبمجرد أن يتفوه أحدنا بالأحرف الأولى لاسم المسلسل لنجد جميع الوجوه شاخصة نحونا..! مؤخراً وجدت الجميع يلهث بأسماء تتناثر كأنها الحب..ك«لميس،نو»ر،«نرمين»،أويحيى،مهند،عمار...الخ،وجميعها أسماء لأبطال مسلسلات تركية “مدبلجة”،عرضتها بعض القنوات العربية التي غدت تتسابق على الظفر بمسلسل تركي جديد. المسلسلات التركية كما يبدو لي أنها طرقت على الوجع،حيث تفيض بالكثير من الرومانسية التي نفتقدها في حياتنا اليومية..تفيض بالحب الذي يتنزل برداً وسلاماً علينا،وتمتلئ مشاهد تعبر عن تلك الأجواء بطريقة محترمة جداً..! ما أحدثته المسلسلات التركية بدأ من لميس وليس انتهاءً ب«دموع الورد» ،أرى بأنه ظاهرة صحية،يجب أن نلتفت إليها جيداً،حيث المسلسلات المصرية لا تعكس ما نفتقده،بل ما نعيشه،وهذا ذروة الفشل،فليس من السهل أن يرى الإنسان ما يعيشه يومياً،حيث يصبح من الغباء تماماً أن نرتبط بمعاناتنا اليومية،التي يصدرها،أو تعمل الدراما على تصديرها إلينا،بقليل من الحذلقة. كما هو واضح فالمشاهد العربي مل تماماً الدراما العربية،ولم تعد تثيره في كثير من الأحيان سوى السير الدرامية لشخصيات أثرت في مجرى التاريخ،وكان لها إسهاماتها المغايرة،في هذه الحالة نجد أنفسنا مشدوهين بما يقدم..! «دموع الورد» مسلسل يجبرك على أن تشاهده،يجبرك على أن تلاحقه من مكان إلى آخر كما أفعل تماماً في صنعاء،لكوني لا أمتلك تلفازاً في غرفتي ال”متر في متر”..! شدني ذلك الحب الذي يقطر من «أيمن» ،رغم تصرفاته غير العقلانية،ولكنه الحب يجعلك أكثر تضحية،وأيمان..فالتضحية هي ذروة الحب..مهما كان الطرف الآخر..ذلك ما أعجبني في «أيمن» وجه الشر في مسلسل «دموع الورد»..وكثيراً شدتني إجادة “عمار” لدوره الممتلئ بالتناقضات،حيث ينتقل من حالة إلى حالة..ومن جو إلى آخر..و«نرمين» الساحرة،التي كانت محور الصراع في المسلسل..والمسلسل ربما يتشابه مع كثير من المسلسلات العربية من حيث جدلية الصراع بين الخير والشر..بما له من تبعات كبيرة..ينتصر الخير دائماً في النهاية ليؤكد على خيرانية الفطرة الإنسانية..وهذا ما يحدث تماماً..! ويظل الحب هو جسر العبور إلى قلوبنا..لأننا لا نجيد فن الحب..ولا نجيد ممارسته..أيضاً! فما نفتقده دائماً هو ما يشدنا دائماً..هذا هو سر الحديث غير المستميت من الناس عن مسلسل«دموع الورد»..وهذه هي سر الخلطة العجيبة لكل المسلسلات التركية..ما مضى منها،وما سيأتي بعد حين..! قفلة..! إلى الشاب المكافح جداً،والعصامي..«وليد بجاش سعيد» كثير من التهاني بمناسبة زواجه السعيد..ألف مبروك.. إلى جميع الشباب..عام جديد..عام سعيد.. كل لحظة وأنتم شباب.. [email protected]