قدم الدكتور عبدالملك منصور- مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية - رسمياً مبادرة اليمن للمصالحة الفلسطينية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين أمس الاثنين. وأوضح منصور أن المبادرة اليمنية تتضمن أربع نقاط هي: العودة للحوار الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية على أساس الكفاءات وليس على التحزب، وإعادة تشكيل الشرطة الفلسطينية على أساس تعداد سكان المناطق وليس على أساس الانتماءات الحزبية لكي تكون خادمة لفلسطين وليس للأحزاب، وأخيراً الاحتكام إلى الدستور والقانون الفلسطيني. وأشار منصور - في مؤتمر صحفي بالجامعة العربية - إلى أن المبادرة اليمنية ترى أن مصر بما لها من ثقل مع كل من سوريا، وتركيا، هؤلاء الثلاثة - بحكم بما لهم من علاقات بحركتي (فتح وحماس) قادرون على مساعدة اليمن في إنضاج هذا الحوار، وتحقيق المصالحة الفلسطينية. وأعرب عن أمله في أن تجد هذه المبادرة تشجيعاً من الإخوة العرب، لتفعيلها وإنجاحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي ستكون نواة لكل نجاح على مستوى العالم العربي كله. وقال مندوب اليمن: إنه لا يمكن أن نستغني عن دور مصر، لأنها هي الأصل في المبادرة اليمينية، وإن مصر هي المحل والمكان الذي يرجى أن يجتمع فيه الفلسطينيون برعاية مصرية بقلب مصري، وأن اليمن ترى أن مصر أقدر وأجدّر الدول العربية على أن ترعى هذه المبادرة. وأشار - حسب وكالة الأنباء الفلسطينية »وفا« - إلى أن المبادرة المصرية هي المبادرة الأم، وتهدف لإصلاح الوضع الفلسطيني بشكل عام، أما المبادرة اليمنية فتأخذ جزئية هي المصالحة بين (حماس وفتح) وتحت المظلة المصرية. إلى ذلك وأشاد علماء اليمن بالمبادرة التي تبناها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - لرأب الصدع وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني . ووجه علماء اليمن في بيان أصدرته جمعية علماء اليمن أمس - وتلقت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) نسخة منه - نداءً إلى كافة أبناء فلسطين بكافة فصائلهم، دعوهم فيه إلى تجاوز خلافاتهم ، وأن يسعوا جاهدين إلى توحيد صفوفهم ولم شملهم وتوحيد كلمتهم والنأي بأنفسهم عن المصالح الحزبية الضيقة و كل ما من شأنه إيجاد عوامل الفرقة والشتات لما فيه تعزيز لحمة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. وفي ما يلي نص البيان :- الحمد لله القائل ( واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا ) . والقائل ( إنما المؤمنون إخوة ) . والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه القائل: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) . وبعد : إن علماء اليمن يباركون المبادرة المتميزة التي تبناها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - لتوحيد وتعزيز لحمة الشعب الفلسطيني. تلك المبادرة التي جاءت من قائد حكيم، وشعب حي، حريصين على وحدة الشعب الفلسطيني يتألمون بآلامهم ويعيشون القسوة التي يتجرعونها . إن علماء اليمن يحثون أبناء فلسطين بكافة فصائلهم على التماس الفرصة كلما وجدت، وعليهم أن يتجاهلوا خلافاتهم، وأن يسعوا جاهدين على تناسيها باعتبار ذلك أبسط حق نحو وطنهم فلسطين . إن العدوان الصهيوني الإجرامي الآثم على غزة والذي مثل خروجاً سافراً عن كل الديانات السماوية والأخلاق الإنسانية ، وكذا الحصار الخانق المستحكم على المناطق الفلسطينية، يحتمان على أبناء فلسطين أن يكونوا على قلب رجل واحد وينبذوا أية عومل أو بذور للفرقة زرعها الشيطان في النفوس ويغذيها الاحتلال كونه المستفيد الأول من استمرار الانقسام الفلسطيني . ونوجه نداءنا لكل أبناء فلسطين ونقول لهم: إن وطنكم فلسطين ينتظر منكم أن تمضوا به إلى الأمام كي لا يظل تحت نير الاحتلال ولا يبقي محاصراً بالبطش والامتهان . كما أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تنتظر منكم وقفة مسئولة مع النفس لأن أي شعب من الشعوب التي ناضلت من أجل نيل حريتها واستقلالها لم ينجح على مدار التاريخ إلا عندما ارتفعت قيادته فوق الجراح وسمت بنفسها لمواجهة صنوف العدوان وعاشت واقع شعبها بكل همومه ومعاناته . فاجمعوا صفوفكم ولموا شملكم ووحدوا كلمتكم وأنأوا بأنفسكم عن عوامل الفرقة والمصالح الحزبية الضيقة وعلى الجميع العمل بقوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضه، إنه سميع مجيب.