تميز شعر الشاعرة تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية بالقوة وهي شاعرة جليلة عاشت في العصر الجاهلي واحتلت مكان الصدارة من بين شعراء الجاهلية ومع اشراقة الإسلام أسلمت الخنساء وقدمت مع قومها على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعجبه شعر الخنساء. وتعتبر الخنساء من أجمل نساء العرب خطبها دريد بن الصمة فارس من فرسان جشم فأثرت التزوج في قومها وتزوجت منهم وقد قتل اخوها معاوية ثم أخوها لأبيها صخر فحزنت على مقتلهما حزناً شديداً ورثتهما بالكثير من قصائد الرثاء وبكتهما بكاء مراً ولكن كان حزنها على اخيها صخر أشد حزناً ومافنئت تبكيه حتى عميت وذهب بصرها ومن شعرها في رثائه: أعيني جودا ولاتجمدا الا تبكيان لصخر الندا الا تبكيان الجريء الجميل الا تبكيان الفتى السيدا رفيع العماد طويل النجاد ساد عشيرته أمردا اذا القوم مداوا بأيديهم إلى المجد مد إليه يدا فنال الذي فوق أيديهم من المجد ثم مضى مسعدا وقالت الشاعرة الخنساء في قصيدة أخرى ترثى اخاها صخرا ألا ياصخر إن ابكيت عيني فقد اضحكتني زمناً طويلاً دفعت بك الخطوب وأنت حر فمن ذا يدفع الخطب الجليلا اذا قبح البكاء على قتيل رأيت بكاءك الحسن الجميلا ومن روائع شعرها في رثائه ايضاً يذكرني طلوع الشمس صخرا واذكره لكل غروب شمس فلولا كثرة الباكين حولي على أخوتهم لقتلت نفسي ولكن ماأزال أرى عجولاً ونائحة تنوح ليوم نحس فما يمضي عليه ولهف أمي أيصبح في الضريح وفيه يمسى وقد أجمع علماء وأساطين الشعر على أنه لم تكن امرأة قبل الخنساء ولا بعدها أشعر منها فعندما قدم عدي بن حاتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال: يارسول الله أن فينا أشعر الناس امرؤ القيس بن حجر وأسخى الناس حاتم بن سعد وأفرس الناس عمرو بن معد يكرب فقال الرسول صلوات الله عليه وسلامه ليس كما قلت ياعدي فأشعر الناس الخنساء بنت عمرو وأسخى الناس محمد صلى الله عليه وسلم وأفرس الناس علي بن أبي طالب وقيل لجرير وهو أحد فحول الشعر ولد باليمامة سنة 24ه من أشعر الناس قال: أنا لولا الخنساء قيل بما فضلتك قال لقولها: ان الزمان ومايفني له عجب ابقى لنا ذنباً واستؤصل الرأس ان الجديدين في طول اختلافهما لايفسدان ولكن يفسد الناس وقال عنها بشار بن برد توفي سنة 861ه لم تقل امرأة شعراً إلا ظهر فيها الضعف فقيل: وكذلك الخنساء فقال: تلك التي غلبت الفحول وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للخنساء ماأقرح مآقي عينيك فقالت بكائي على السادات من مضر قال: ياخنساء انهم في النار قالت: وذلك أطول لعويلي عليهم. هامش: كتاب نساء فاضلات أحمد البديع صقر.