احتفى القادة الأفارقة المجتمعون في أديس أبابا بالرئيس الصومالي الجديد شريف شيخ أحمد، الذي انتخب الجمعة الماضية، فيما أعلنت فصائل صومالية توحيد صفوفها للقتال ضده. وفي مستهل اليوم الثاني من أعمال القمة السنوية للاتحاد الأفريقي قدم رئيس المفوضية الأفريقية جون بينغ إلى المشاركين الرئيس الصومالي الجديد الذي انتخبه برلمان بلاده في اقتراع جرى في جيبوتي لغياب الأمن في الصومال. وقال بينغ: إن بوادر أمل لاحت في الصومال.. فرد عليه الرئيس شريف مبتسماً ولوَّح بيده قبل أن ينحني وسط تصفيقات القادة الأفارقة المشاركين في القمة. وبدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالرئيس الصومالي.. فيما كانت الحكومة الأمريكية قد رحبت به السبت الماضي، وقالت: إنه عمل بشكل دؤوب من أجل تحقيق المصالحة في البلاد. وقال الرئيس شريف في تصريح صحافي نشر أمس الأول: إن الوقت حان لتحقيق الوحدة الوطنية ونسيان الخلافات وتوحيد الصفوف لمواجهة من يقف وراء أعمال العنف. وفي المقابل أعلنت أربع فصائل صومالية هي: المحاكم الإسلامية (جناح أسمرا)، ومعسكر رأس كامبوني، والجبهة الإسلامية، ومعسكر الفاروق (عانولي)، توحيد صفوفها، ومواصلة القتال ضد الرئيس الصومالي الجديد. وذكرت الأنباء أن تلك الفصائل الأربعة انتظمت في إطار كيان جديد سمى نفسه (الحزب الإسلامي)، وتعهد بمواصلة القتال ضد الرئيس الجديد.. ويأتي إعلان الحزب الجديد بعد جهود محلية استمرت لمدة سبعة أشهر متواصلة، بغية توحيد صفوف المقاومة الصومالية الرافضة لاتفاقية جيبوتي واستحقاقاتها السياسية والأمنية. وحسبما تشير المعلومات الصادرة من المكان الذي عقدت فيه الفصائل الأربعة مؤتمرها بمحافظة جوبا السفلى (جنوب)، فإن حركة الشباب المجاهدين لم تشارك فيه، مما جعل المراقبين يرون حدة المقاومة الصومالية تبقى منقوصة.. وفي تصريحات خاصة عبَّر حسن مهدي، وهو أحد أبرز قيادات الحزب الجديد عن تفاؤله بانضمام حركة الشباب المجاهدين إلى صف الكيان الجديد للمقاومة الصومالية. وفي وقت سابق أعلن المسؤول الإعلامي للإدارة الإسلامية في كيسمايو الشيخ حسن يعقوب مواصلة القتال ضد الحكومة الجديدة حتى تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد.. وقال حسن يعقوب: إن شيخ شريف أعلن عام 2006 «الجهاد ضد القوات الإثيوبية والمعسكر الأميركي الداعم لها» لكنه اليوم «انحاز إلى معسكر أمريكا، واختار رضاها على رضا الله». وأكد في تصريحات صحافية أن الخلاف مع شيخ شريف هو «خلاف على المبادئ».. متهماً إياه بما سماه «التنازل عن مبادئه الإسلامية بصورة واضحة». وأضاف المسؤول الإعلامي للإدارة الإسلامية: إن شريف أدى اليمين الدستورية بموجب دستور الحكومة الانتقالية السابقة التي وصفها عام 2006 بأنها «حكومة غير شرعية»، وبأنها «عميلة للعدو»، وكان يقول: إن تقاسم السلطة معها «غير شرعي». ومقابل الدعوات للقتال عبَّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن استعداده للوساطة بين الرئيس الجديد والفصائل المعارضة له، ورعاية أي «حوار أخوي» بينهم في أقرب وقت ممكن وفي أي مكان يختارونه. وحث بيان للاتحاد الشعب الصومالي بكل فصائله وجماعاته على «الوقوف خلف رئيسه المنتخب»، والتحرر من «العصبيات القبلية والحزبية التي فرقته».. كما دعا البيان حركة الشباب الصومالية والشيخ حسن طاهر أويس، الذي يرأس جناح أسمرا في التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال، إلى «مباركة» انتخاب الرئيس الجديد وكذلك «التعاون معه على البر والتقوى وتوطيد الأمن والسلام في البلاد».