في محافظة حضرموت يستغل بعض مروجي المخدرات وتجارها طول شريطها الساحلي ليتخذونها منافذ وأوكاراً لهم ومراكز ترانزيت ، مما يشكل عبئاً كبيراً على الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمحافظة خاصة مع ضعف امكانياتها الآلية مقارنة بإمكانيات المهربين..الرائد عدنان محمد عكيشي - نائب المدير العام ، تحدث في الحوار التالي عن الظاهرة ومدى خطورتها وامكانيات وأساليب محاربتها. عبدالحفيط براهم حدثنا عن ظاهرة انتشار المخدرات .. كيف وأين جاءت ؟ }} إن اليمن كان خالياً من هذه السموم ، بينما كانت كثير من الدول تعاني من هذه الظاهرة. ففي حضرموت اتجه المهربون للمخدرات إلى استغلال الشريط الساحلي الكبير لمحافظتنا وجعلها مرتعاً لدخول المخدرات والحشيش إلى دول الجوار خاصة دول الخليج .. وقد تم استغلال هذه السواحل استغلالاً كبيراً .. ناهيك عن استغلالهم للصيادين وإغرائهم بالمبالغ الباهظة وهم قلة ضعفاء نفوس ومساعدتهم على عملية التهريب. ومن هنا أصبحت المحافظة محطة ترانزيت لمهربي المخدرات .. ومما لاشك فيه فإن هناك كميات كبيرة تم تهريبها إلى السوق المحلية وخاصة من المخدرات الخطيرة مثل «الحشيش» الذي يعتبر من أخطر المخدرات بعد الهيروين والميروفين وغيرها. خطير .. ومخيف .. وخراب في أي عام تم ملاحظة وملاحقة تزايد كميات المخدرات المهربة إلى حضرموت؟ }} هذه الظاهرة بدأت تتفاقم منذ الأعوام الماضية وخاصة ما بعد عام 2000م إذ لاحظنا ازدياد انتشار المخدرات، إذ يقوم المرحلون من المهجر الذين هم أصلاً كان ترحيلهم بسبب تعاطي المخدرات .. وأصبح وجودهم في حضرموت يمثل نسبة في ازدياد تعاطي المخدرات وكذلك تعليم الكثير من الشباب لتعاطي المخدرات ومنها انتشرت الظاهرة في محافظة حضرموت بشكل لافت للنظر وخطير ومخيف عكست ذلك على حياة الأسر التي يتعاطى أشخاص منها المخدرات وعكرت صفو الحياة فيها. منافذ مراقبة بالتحديد هل لديكم معلومات عن المنافذ التي يتم التهريب عبرها ؟ }} بالنسبة للمنافذ التي يستخدمها المهربون لإدخال المهربات من المخدرات هي معروفة لدينا وهي منافذ ساحلية في «الديس الشرقية قصيعر الحامي برومي ميفع مناطق المهرة والمناطق الساحلية من بئر علي» . إضافة إلى ذلك هناك عدة مواقع معروفة لدى إدارة مكافحة المخدرات وتحظى برقابة مشددة للحد من ضبط مثل هذا الادخال غير الصحيح للمخدرات. إجراءات قانونية ماهي الإجراءات الوقائية لديكم وما مدى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في هذا الجانب ؟ }} طبعاً لدينا اجراءات قانونية لضبط هذه المنافذ ، فضلاً عن عملية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة ومنها القوات البحرية المرابطة بميناء المكلا ، والكتيبة الثالثة التابعة للقوات المسلحة بحماية السواحل في المنطقة الشرقية ابتداء من محافظة شبوة حتى المهرة على طول الخط الساحلي ومركزها الرئيسي بالشحر، إذ تعتبر هذه القوات الجهة المسؤولة عن حماية السواحل ولها دور كبير في الحماية من خلال المراقبة والدوريات المستمرة بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وكذا القوات البحرية فيما يتعلق بضبط حماية السواحل من تسلل المهربين وخاصة تجار المخدرات وكذلك الزحف المستمر للصوماليين وغيرهم من مهربي السلاح. ضبط ستة قوارب كيف كانت مؤشرات الانجاز لإدارتكم خلال العام الماضي في مكافحة المخدرات؟ }} الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبالتنسيق مع الجهات المعنية تمكنت خلال عام 2008م من ضبط ما يعادل (26998) كيلو من الحشيش على متن ستة قوارب إصطياد بحرية منها قاربان إيرانيان وإثنان باكستانيان وأخرى يمنية وتم إتخاذ الإجراءات وإحالة المتهمين مع الكميات المضبوطة إلى النيابة المتخصصة في صنعاء بناء على قرار النائب العام .. وقد صدر حكم على أول مجموعة بإعدام النوخذة قائد القارب والسجن 25 عاماً للبحارة مع مصادرة أربعة قوارب تابعة للمهربين. 58 قضية و141 متهماً كم تبلغ عدد القضايا والمتهمين في قضية المخدرات منذ عام 2006م حتى عام 2008م؟ }} لدينا مؤشرات لتلك القضايا إذ بلغ عدد القضايا في عام 2006 عشر قضايا فيما المتهمون فيها (21) متهماً والكميات المضبوطة (73) كيلو من الخشيش. أما عام 2007م هناك 2 قضايا تهريب متورط فيها (34) متهماً وكميات المخدرات المضبوطة (1542) كيلو حشيش . بينما عام 2008م شهد (23) قضية و(86) متهماً والحشيش المهرب (26968) كيلو .. هناك أماكن في المكلا يشار إليها بالبنان يباع فيها الحشيش .. ما صحة ذلك وما الإجراءات المتخذة ؟ }} الادارة العامة لمكافحة المخدرات بالمكلا لديها معلومات دقيقة قدمها الكثير من المواطنين المتعاونين معنا .. ونحن نقدم لهم الشكر والتقدير لحرصهم على مكافحة المخدرات وعدم انتشارها. حقيقة إن إدارة مكافحة المخدرات قد عملت خطة أمنية لمكافحة هذه الظاهرة في المناطق التي توجد بها كميات كبيرة من المخدرات. هل بامكانكم تسمية تلك المناطق ؟ }} بالطبع المناطق التي يكثر فيها تعاطي المخدرات والبيع هي مناطق (الكود بحي العمال وفوه الطويلة وكورنيش المكلا حي السلام وديس المكلا حديقة 22 مايو ومنطقة شعب البادية وجول الشفاء) وإزاء ذلك قمنا برسم خطة أمنية ضبطنا خلالها عصابات كبيرة من مروجي المخدرات في كورنيش المكلا ، وقدمت للمحاكمة وهم حالياً قيد المحاكمة ناهيك إنه تم أيضاً ضبط أكبر شبكة للخمور في شعب البادية مكونة من ثلاثة اشخاص وامرأة وتم ضبط بحوزتهم كمية من المخدرات وتم إحالتهم إلى النيابة العامة. أما منطقة الكودة فتم ضبط 4 أشخاص وإحالتهم إلى النيابة .. وفي الطويلة تم اكتشاف شبكة أخرى وإحالتهم إلى النيابة وضبط ما بحوزتهم من مخدرات. عقوبات .. ومنها الإعدام القانون حدد عقوبات كثيرة ما أبرزها؟ }} نحب أن نوضح أن إدارة مكافحة المخدرات تعمل بالقانون رقم (3) لسنة 1993م وهو قانون يشدد على عملية الضبط وتوقيع العقوبة .. إذ هناك عقوبات من أبرزها عقوبة الإعدام للمروجين ومهربي المخدرات وأقل عقوبة لمروج المخدرات 25 عاماً سجن وقد صدرت أحكام من قبل محكمة شرق وغرب المكلا وتم تأييد هذه الأحكام من قبل محكمة استئناف حضرموت وهناك عقوبة ب(5) سنوات ووضعه في مصحة علاجية وقد صدرت أحكام بذلك. ولهذا فإن تشديد القانون ماجاء إلاّ بهدف إنهاء عملية البيع والترويج والتعاطي. دعوة .. وتعاون ندعو جميع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والسلطة التنفيذية في المحافظة والمديريات إلى تقديم يد العون والمساعدات لإدارة مكافحة المخدرات ونشكر قيادة أمن المحافظة على تسهيلها أمور الإدارة.