بلغ انتاج اليمن من فاكهة الرمان العام الماضي أكثر من 25 ألف طناً في مساحة مزروعة تجاوزت ألفين و52هكتاراً، وبزيادة 192 طن عن انتاجية عام 2007م. وحسب الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات (صنعاء - صعدة - حجة - عمران) فإن محافظة صعدة تأتي في مقدمة المناطق المنتجة للرمان بمعدل 16 ألف طناً وبنسبة تقدر ب 66 بالمائة من انتاجية اليمن من هذا المحصول فيما تجاوزت مساحتها المزروعة بالرمان العام الماضي ألفاً و669 هكتاراً .. ويحتل الرمان المرتبة الثالثة في الصادرات الزراعية بعد الموز والمانجو حيث تشكل صادراته نسبة 10 بالمائة من صادرات الفاكهة، وقد وصلت صادرات اليمن من فاكهة الرمان العام الماضي الى 60 طناً . ويعتبر الرمان من أقدم أنواع الفاكهة التي تزرع في اليمن وتنتشر زراعتها في محافظات( صعدة وعمران وذمار) وتزدهر زراعته بشكل رئيسي في محافظة صعدة والتي تنتج أجود أصناف الرمان، وعادة يبدأ موسم زراعة المحصول في اليمن من يونيو وينتهي في نوفمبر .. ويعد الصنف الطائفي من أهم أصناف الرمان وثماره كبيرة ولون قشرته أخضر مصفر وأخضر محمر والبذور مندمجة مع بعضها، والرمان من الفواكه المحببة لدى كثير من المستهلكين وثماره ذات قيمة غذائية، فضلاً عن كونه أحد المحاصيل الهامة من الناحية الإقتصادية والتسويقية . وطبقاً لدراسة علمية حديثة فإن شراب عصير الرمان يساعد على التخلص من السموم في الجسم ويعالج الاسهال والتهاب المعدة والصداع .وأثبتت الدراسة ان منقوع قشر الرمان يستخدم في قتل الديدان المعوية إلى جانب أن بذور الرمان تستخدم لعلاج الارهاق .. وحول إنتاجية الهكتار من ثمار الرمان فإن البحوث الزراعية تشير الى أن انتاجية الهكتار الواحد من هذه الفاكهة وصلت الى 14 طن تقريباً .. وبرغم الآفاق المستقبلية الواعدة لزراعة الرمان إلا أن البعض يعتبرون أن انتاجية اليمن من ثمار الرمان ما تزال متدنية مقارنة بالمستويات العالمية . رئيس الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات (صنعاء- صعدة- حجة - عمران) المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني يرجع تدني الإنتاجية الى عوامل متعددة منها عوامل تتعلق بالآفات التى تصيب الثمار خاصة في مناطق زراعته بمحافظة صعدة، وكذا إرتفاع فاقد ما بعد الحصاد للمحصول جراء عمليات الجني والتسويق العشوائي، الى جانب الجهل بالطرق الزراعية المثلى . واعتبر الإكثار العشوائي لغروس الرمان وتعدد الأصناف ذات المواصفات الرديئة وكذا الجني المبكر للثمار قبل النضج أبرز عوامل التدني في الإنتاجية كونها تؤثر سلباً على نمو الشجرة. وفيما يتعلق بدور الهيئة في تحسين الإنتاجية أكد محمد عبدالعزيز عبدالغني أن الهيئة قامت بإعادة تأهيل المشتل الحكومي بصعدة كمشتل مركزي لإنتاج شتلات الرمان بسعة 50 ألف شتلة، اضافة الى إنشاء مزرعة أمهات أشجار الرمان لإكثار الشتلات من أصناف معروفة المصدر وخالية من الآفات .. ونوه بأهمية الخدمات الإرشادية في توعية المزارعين وتعريفهم بالطرق المثلى وكيفية زراعة المحصول من حيث طرق الري ومواعيد الحصاد والجني وتجميع الثمار والفرز والتنظيف والتغليف والتعبئة وكذا آلية التخزين والتسويق وبما يسهم في تجنب فاقد ما بعد الحصاد .وأشار رئيس الهيئة الى أن أسواق الجملة القائمة والجمعيات التعاونية لتسويق ثمار الرمان تعاني من ضآلة الإستثمارات في قطاع التسويق الزراعي. وقال “ ان الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية أعدت مشروعاً زراعياً لتحقيق انتاجية الرمان في المناطق الشمالية وهو بحاجة الى تمويل “ .. منوهاً بأن المشروع يشمل انتاج شتلات تتميز بالمطابقة للأصناف مع توفيرها للمنتجين بأسعار التكلفة لضمان وجود مصدر واحد ومنع المشاتل الخاصة من الإكثار العشوائي .. ويهدف المشروع الى رفع مستوى المهارات والقدرات الفنية لمسوقي الرمان في كيفية تجهيز الثمار وتسويقها محليا وخارجيا، كما يهدف الى توفير وحدة معامل ما بعد الحصاد وتوفير العبوات الكرتونية لتعبئة المحصول وتسويقه وكذا وسيلة نقل مبردة لحفظه ونقله . ولفت محمد عبدالعزيز الى ان الهيئة وفي اطار هذا المشروع تعتزم بناء مخزن تبريد بالتنسيق مع الاتحاد التعاوني الزراعي . يشار الى ان الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية ساهمت خلال ال 15 عاماً الماضية في الإهتمام بهذه الفاكهة من خلال انتاج وتوزيع قرابة 400 ألف شتلة رمان من الصنف الطائفي، الى جانب إنشاء مزرعة نموذجية لإكثار وانتاج الرمان في اليمن .