برحيل الشاعر اليمني الكبير علي بن علي صبرة تخسر القصيدة اليمنية فارساً من أهم فرسانها وأحد أهم أساطينها وممن كان لهم إسهام مسطور بحروف من نور في سجل المنجز الإبداعي والثقافي اليمني ... إذ كان هذا الشاعر الكبير صاحب قصيدة وارفة الجمال على أكثر من مستوى بما فيها الشعر الغنائي الذي يمثل صبرة واحداً من أهم من كتبوه في اليمن علاوة على تجربته في المجالات الأخرى و التي يتسع معها حجم الخسارة الناتجة عن الفراغ الذي يخلفه هذا الرحيل ...وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رصدت شهادات بعض زملائه وأصدقائه من الأدباء فكان هذا التقرير: الشاعر الكبير عباس الديلمي - رئيس قطاع إذاعة صنعاء قال : ليس هناك خسارة كأن يخسر البلد شاعراً متميزاً كالشاعر علي بن علي صبرة وخسارتنا بالفقيد علي بن علي صبرة كبيرة ولا تعوض، فقد كان الراحل الأديب الكبير علي بن علي صبرة متعدد المواهب، فهو الشاعر وهو المؤرخ وهو الإعلامي المتميز ولا ننسى بصماته في الساحة الأدبية والفكرية فهو صاحب التجديد ومن شعراء إحياء القصيدة الحمينية على وجه الخصوص وهو ما عكس نفسه على الجانب الفني الغنائي حيث أحدث الراحل صبرة مع توأمه وشريكه الفنان الراحل علي بن علي الآنسي نقلة مميزة خرجت بالأغنية اليمنية من عصر إلى عصر». واضاف الشاعر عباس الديلمي: لقد كان للراحل صبرة حضوره ليس فقط على الساحة اليمنية وانما العربية كشاعر ومؤرخ كبير حصل على جائزة ووسام المؤرخين العرب من بغداد، وذلك نظراً لجهوده وعطاءاته المتميزة في خدمة التراث والتاريخ في بلده اليمن، وهو حاضر ايضاً في التحولات السياسية التي شهدتها البلاد في الستينيات إلى ان استعاد الوطن وحدته. الناقد والاديب هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة لقطاع الملكية الفكرية قال : « لقد كان الراحل الأديب والشاعر علي بن علي صبرة أديباَ بمعنى الكلمة بما تميز به من عمق في معرفة التراث التاريخي لليمن، واهتمامه باللغة، ناهيك عن أخلاقه الرفيعة في التعامل مع الأدباء من أمثاله ومن أبنائه». ولفت هشام إلى انه عرف الراحل الأديب قبل الوحدة في اكثر من محفل أبرزها في مهرجان المربد ببغداد عام 1987م،وكان متحدثاً بارعاً شرّف اليمن بمشاركاته الرائعة، وبعدها بعام جمعه بالراحل الاديب في لجنة الثقافة والإعلام ضمن لجان الوحدة عام 1988م والتي كانت مهمتها مناقشة مشاريع القوانين الثقافية والإعلامية استعداداً لدمجها في دولة الوحدة الخالدة. فيما قال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين دكتور عبدالله البار : « الشاعر علي بن علي صبرة شاعر له حضوره في الشعر العربي في اليمن إضافة إلى شعره المغنى « الحميني » وهو من الأسماء البارزة وله حضور ايجابي في تشكيل المجتمع الحديث في اليمن، واعتبر وفاته خسارة كبيرة للادب واليمن» واشار البار «إلى أن تجربة الراحل الادبية ستعطى حقها في الدراسة والتقييم بعد امتصاص دمة رحيله» . أما الشاعر والاديب حسن عبدالله الشرفي فقد قال : الأستاذ علي بن علي صبرة أديب وفنان وشاعر بحجم الأدب والفن والشعر وقد سمعته في أكثر من مناسبة يقرأ شعراً بصوته الجميل وأدائه الرائع وقبل أن يكون الأستاذ صبرة شاعراً وفناناً فهو قبل ذلك مناضلاً وقف مع الرعيل الاول بعد ثورة سبتمبر للدفاع عن الثورة في أكثر من منتدى وأكثر من جبهة وهو القائل رداً على شاعر الملكية « ليت العقول تشترى داخل علب ... ولا دواء للذي نومه ثقيل» ، وهو القائل أيضاً « ياغصن في قلبي في منبت الحب» وكذا « أهلاً بمن داس العذول واقبل,, وطلعته مثل الهلال واجمل». واضاف الشرفي : لقد تميز علي بن علي صبرة بشعره الغنائي لأنه كوّن مع الفنان الكبير علي بن علي الآنسي ثنائياً غنائياً ثبت وجوده في المشهد الفني من الخمسينيات وحتى توفيا الاثنان رحمهما الله جميعاً. في حين اعتبر الكاتب والأديب عبدالباري طاهر: الشاعر الكبير الراحل والأديب علي بن علي صبرة واحداً من أعلام الأدب اليمني.وقال : هو شاعر مهم من شعراء القصيدة الكلاسيكية وقد لعب جيل علي بن علي صبرة دوراًَ مهماً في الحياة الأدبية والسياسية منذ الأربعينيات وحتى نهاية هذا القرن الماضي. واضاف طاهر :« كما عُرف الراحل صبرة كأحد أهم شعراء الأغنية العاطفية والوطنية والسياسية وقد ربطته علاقة حميمة بالفنان العظيم علي بن علي الآنسي والفنان أحمد السنيدار وقد ابدع صبرة أغاني عاطفية وسياسية لا تزال تثري وجداننا وعواطفنا ولا تزال محل تمثل وتغنٍ بأبناء الشعب اليمني من اقصاه إلى اقصاه.. ولا ننسى أيضاً إنه لعب دوراً في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ويعتبر من عناصره القيادية والمؤسسة، كما رأس المؤتمر العام الثاني لنقابة الصحفيين اليمنيين» .