تتميز مهمة اكتشاف الموهوبين والمتفوقين بصعوبة بالغة في حالة الأشخاص العاديين الذين يمثل سبر أغوارهم والتنقيب في ذواتهم لانتزاع وإظهار المواهب والإبداعات المختلفة .... إلا أن تلك المهمة تتميز بصعوبة أكبر إن هي انتقلت إلى رحاب شريحة من المجتمع تحتاج لتعامل أكثر تخصصاً في مسيرة التنقيب عن مواهبها واستخراجها نتحدث – بالطبع – عن الأيتام ... هؤلاء الأطفال الذين حرموا من عطف وحنان الوالدين أو أحدهما ، ثم لم تسنح لهم فرصة الالتفات إلى دواخلهم الذاتية والتركيز على ما يتميزون به من قدرات وإمكانيات ، حيث شغلهم عن ذلك فقدانهم لأولوية مقدمة عندهم على اكتشاف مواهبهم .. هي لمسة الدفء من الأبوين المفقودين . ولهذا كان لثلة من الناس والمتخصصين في شأن اليتيم المبادرة في التفرغ لنبش أعماق اليتامى واستنبات الإبداع في كياناتهم الرقيقة والعمل على إظهارها للعالم .... من خلال الأنشطة والفعاليات التي تنظم هنا وهناك كل فترة وأخرى ، وما النشاط الاجتماعي الذي ضجت به الساحة المحلية في الأسابيع الماضية وحملت لواءه منظمات وجمعيات رعاية اليتيم بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لليتيم إلا من ضمن المهام التي أشرنا إليها سلفاً. ضروريات أخرى في مهرجانها الثاني لليتيم والذي نظمته في تعز مؤسسة الرحمة للتنمية البشرية أشارت رئيسة المؤسسة الأستاذة رقية الحجري إن اليتيم غير محتاج للمسكن والمطعم فقط ... إنما هو أيضا ً بحاجة إلى الإحساس بالتميز والتفوق ، على الأقل على الواقع الذي يعيشه ، فالشعور التميز والنجاح حاجة ضرورية عند اليتيم لا تقل أهمية عن احتياجاته الضرورية من مآكل ومسكن وغيرها ..... وبالتأكيد فإن هذا الأمر مرتبط عند اليتيم نفسية واجتماعية تنفي عنه شعوره الذاتي بالحرمان وبأنه مثله مثل غيره من الأطفال والأشخاص الآخرين . مسابقة الإبداع والتميز وفي ذات السياق أقيمت مسابقة للإبداع والتميز دشنتها خلال الأسبوع الماضي....وتهدف المسابقة إلى اكتشاف مواهب الأيتام واليتيمات في محافظة تعز ، والعمل على تنمية تلك المواهب ثم توظيفها التوظيف الأمثل بما يسهم في صقلها.. والمسابقة هي عبارة عن تصفيات تمهيدية لاختيار من يمثل المحافظة في مسابقة عامة للأيتام على مستوى الجمهورية بين المحافظات المختلفة ...ترعاها وتقيمها جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في تعز بمشاركة مختلف الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال الأيتام في المحافظة ، ويشارك في مسابقة الإبداع والتميز لهذا العام نحو خمسمائة يتيم ويتيمة – العام الماضي شارك نحو ثلاثمائة – وتتركز مجالات المسابقة في القرآن الكريم ، التمثيل ، كتابة القصص المسرحية ، القصة والمقالة وكتابة الشعر ، والإنشاد ، والرسم والنحت والخط ، ومسابقات كرة القدم وتنس الطاولة وكرة الطائرة . طموح عربي وفي حفل التدشين قال الدكتور علي عبد الرب القباطي أن أبناءنا وبناتنا الأيتام المشتركين في المسابقة أثبتوا نجاحات كبيرة وكانوا من أوائل المبرزين على مستوى المحافظة ، بل على مستوى الجمهورية ، ولدينا طموح أن نشارك بهؤلاء الأيتام المتفوقين في مسابقات على مستوى الوطن العربي ونحقق من خلالهم مرتب أولى . داعياً بقية الجمعيات والمنظمات التي لم تشارك إلى سرعة الانضمام إلى قافلة المبدعين حرصاً على العناية بمواهب وإبداعات الأيتام.. يذكر أن مجال المشاركة في المسابقة مفتوح أمام جميع أيتام المؤسسات والجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام ، ولم تقتصر المشاركة على الأيتام المكفولين فقط. توظيف المواهب اليتيمة نسيبة عبد الرؤوف ألقت كلمة عن الأيتام المشاركين في المسابقة قالت فيها ... إن اليتيم كلمة مرة المذاق ، ولا يشعر بمعاناته إلا من عاش يتيماً وذاق معاناة اليتيم ....مشيرة إلى أن تلك المعاناة لن تثني الأيتام في التصميم على العيش حياة كريمة يسهمون من خلالها في نفع أنفسهم ونفع وطنهم ، عن طريق تطوير مواهبهم وتنميتها.. وتناولت الطفلة اليتيمة نسيبة في كلمتها عن الأيتام إلى الجوانب التي تدرب عليها الأيتام في مختلف الجمعيات الداعمة للأيتام ومنها اللقاءات الدورية التي تقام ، بالإضافة إلى دورات التنمية البشرية ، ودورات الحاسوب واللغات وغيرها من الدورات الحرفية اليدوية ، التي تتم بالتنسيق مع معاهد ومراكز تأهيل وتدريب مختلفة ، وكذا الرحلات الترفيهية التي تنفس عن اليتيم وتروح عنه . وقالت ..إن المسابقة تمثل لكل يتيم حافزاً كبيراً لتوظيف وتنمية مواهبهم وقدراتهم في عدة مجالات. ضرورة الاستمرار وتبقى كل الجهود التي تعتمل في الساحة وتلقى لها نتائج ملموسة وحقيقة على الواقع بحاجة إلى ديمومة واستمرارية ، وألا تكون فقط حبيسة المناسبات والفعاليات الموسمية لأن استمراريتها كفيل بأن تستمر إبداعات الأيتام وتبرز على الدوام ، لتعود الفائدة في الأخير على اليتيم والمجتمع والوطن الحبيب الذي هو هدف كل ذلك.